قاسم قصير
تطرح في الأوساط السياسية والدبلوماسية والإعلامية وفي مراكز الدراسات والابحاث اسئلة عديدة حول مستقبل حزب الله في لبنان ودوره في المرحلة المقبلة وعلى صعيد المنطقة كلها وعلاقته بايران وكذلك مستقبل الطائفة الشيعية في لبنان والمنطقة.
ورغم انه من السابق لاوانه طرح السيناريوهات المحتملة لدور الحزب ومستقبل الطائفة الشيعية قبل نهاية المعركة العسكرية مع العدو الصهيوني ، فانه تدور حاليا في اوساط الحزب والبيئة القريبة منه نقاشات وحوارات عديدة بعيدة عن الاعلام وكلها تدعو من اجل مراجعة كل ماجرى وتقييمه بهدوء بعد انتهاء المعركة العسكرية من اجل تحديد الرؤية المستقبلية.
لكن بانتظار ذلك فان المصادر المطلعة على اجواء الحزب اليوم تؤكد انه رغم كل ما تعرض له وما يتعرض له اليوم من ضربات قاسية فان البنية التنظيمية لا تزال متماسكة وكذلك البنية العسكرية والأمنية وان المعارك في جنوب لبنان تؤكد ذلك ، واما على صعيد القيادة السياسية والتي تتولاها شورى القرار مجتمعة فهي تحافظ على السيطرة وادارة المعركة وستظل تعتمد القيادة الجماعية لحين انتهاء المعركة .
وحاليا تتوزع المهام بين ادارة المعركة العسكرية والاهتمام بالشأن السياسي بالتنسيق مع الرئيس نبيه بري ، في حين تتابع بقية الوحدات المهام الاعلامية والاجتماعية والتربوية والصحية في كل المناطق.
وتؤكد هذه المصادر ان الحزب لا يزال قادرا على إدارة شؤونه المختلفة رغم كل ما تعرض له ، وهناك تنسيق مستمر مع القيادة الإيرانية وقوى محور المقاومة.
وتفضل الأوساط القريبة من الحزب وبيئة المقاومة الابتعاد عن أية نقاشات سجالية او الحديث عن نهاية دور الطائفة الشيعية او ما يطرح من سيناريوهات حول تهجير الشيعة من لبنان الى العراق وايران وتؤكد ان وجود المسلمين الشيعة في لبنان هو وجود تاريخي والطائفة الشيعية موجودة منذ الف وأربعمائة سنة في جبل عامل والبقاع وبقية المناطق اللبنانية ولها دور تاريخي في تاسيس الكيان اللبناني وتطوره ولن تتخلى عن دورها التأسيسي والميثاقي.
واما على الصعيد العسكري والامني وما يطرح من مشاريع وطروحات حول الجنوب فان كل ذلك يترك لما بعد وقف إطلاق النار والعدوان الإسرائيلي على لبنان ، سواء على صعيد تطبيق القرار 1701او غير ذلك .
وتدعو هذه الأوساط لعدم استعجال نتائج المعركة العسكرية وانتظار التطورات المقبلة في لبنان والمنطقة.