وجه سماحة نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الاعلى العلامة الشيخ علي الخطيب رسالة الجمعة التي قال فيها::
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد المرسلين وعلى آله الطاهرين واصحابه المنتجبين وعلى جميع الأنبياء والمرسلين والشهداء والصالحين والسلام عليكم ايها الأخوة المؤمنون والاخوات المؤمنات ورحمة الله وبركاته.
قال الله جل وعلا في كتابه العزيز :(إِن يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِّثْلُهُ ۚ وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَتَّخِذَ مِنكُمْ شُهَدَاءَ ۗ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ(.
يأخذ مقام الشهادة للمؤمن في القرآن الكريم موقعا مهما يتقدم على اي موقع آخر من المواقع مهما بلغت درجة اهميته بإستثناء مقام العلماء.
ويكفي دلالة على هذا المعنى ان يكون اختيار الشهداء حصرا اختيارا الهيا كما ورد في الآية المباركة، (وَيَتَّخِذَ مِنكُمْ شُهَدَاءَ)
كما أن ما ورد في الحديث الشريف عن رسول الله ص
يوزن مداد العلماء ، ودم الشهداء يوم القيامة ، فيرجح مداد العلماء على دم الشهداء .
أوضح دلالة على هذا المعنى، لأن مقارنة مداد العلماء مع دماء الشهداء دليل على القيمة العالية التي أعطيت لدماء الشهداء، إذ لا يصح حين يراد بيان قيمة امر ما، مقارنته بأمر لا اعتبار به، وإنما يدل على أن المقارن به ذو قيمة ان لم تكن بنفس المستوى فإنها تدانيه. ومن المعلوم ان القيمة الاعلى في الإسلام هي للعلم والعلماء كما دلت عليه الآية المباركة:
(شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلَائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ قَائِمًا بِالْقِسْطِ ۚ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ).
حيث حدد سبحانه فيها الاعتبار للملائكة والعلماء باعتبار المعرفة بالله تعالى. فمعرفة الملائكة ومعرفة العلماء بالله والفرق بين المعرفتين، ان الاولى وهي معرفة الملائكة ليست معرفة البحث والتدبر على خلاف معرفة العلماء التي هي معرفة بشرية ناتجة عن جهد عقلي من البحث والتحقيق.
فلا أهمية تعلو أهمية العلم والمعرفة. وحين تأتي الموازنة بين العلم وبين الشهادة في موقع التعريف والبيان عن أهمية العلم يعلم أهمية الموقع الذي تحتله الشهادة في الإسلام .
قد ورد في رواية آخرى الحديث عن مقام الشهادة حصراً وانها أفضل وأشرف الموت بشكل مباشر، فعن الامام جعفر بن محمد الصادق (ع) قال: قال رسول الله (ص): ” أشرف الموت قتل الشهادة”.
وقوله (ص): “فوق كل ذي برٍّ برٌّ حتى يُقتل الرجل في سبيل الله، فإذا قتل في سبيل الله فليس فوقه برّ”.
وكل من الحديثين يؤديان معنى واحد فكلاهما يتحدثان عن معنى اخلاقي معنوي الذي يمثل المقياس الالهي الذي يعطي الأمور معانيها الحقيقية والواقعية ويتعامل معها على هذا الأساس وتعبيره ص تارة عن الموت بالاشرف واخرى بأنه يأتي في الدرجة العليا من البر اي الخير فهي الدرجة الاشرف والاشرف تعني ان هناك درجات في الشرف للموت فهناك موت شريف وهناك موت اشرف وهو القتل في سبيل الله تعالى وكما ان هناك موت شريف هناك موت غير شريف وفي الموت الشريف بل الاشرف وهو القتل في سبيل الله تعالى يقول أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (ع): “لألف قتلة بالسيف خير من ميتة على فراش”، فقد يكون الموت على الفراش خير للمؤمن ولكن الموت قتلا بالسيف هو اشرف منه فالموت الشريف درجات فاموت على فراش قد يكون خيرا حينما يكون مع الايمان ومع اداء الواجبات وعدم ارتكاب المعاصي والموت جهادا في سبيل العيال او دفاعا عن الشرف وعن النفس والمال اشرف ولكن ما هو اشرف منه هو ان يبذل حياته دفاعا عن الحق وتحقيق العدالة والقيم الإلهية والدين ومواجهة الباطل ودفع الظلم
والموت غير الشريف درجات ايضا ولكن اسوؤه القتل في سبيل الباطل وإشاعة قيمه ومبادئه من الكفر والضلال
وأشرف القتل جهاد العالم فيقتل في سبيل الله تعالى فيجمع بين الأشرفين معا فيكون القتل عن معرفة الحق العليا
فإن المعرفة للحق درجات ايضا أفضلها اعلاها ولكن ذلك كله مرهون بنية المقتول التي لا يطلع عليها الا الله سبحانه وتعالى ولذلك انحصر به اختياره للشهداء دون غيره (ويتخذ منكم شهداء) وهو في الوقت نفسه يعطي للامة قيمة عليا مضافة حين يختار منها الشهداء ويعزز لديها قيمة الشهادة وقيمها تدفعها للوقوف أمام الباطل والشر والفساد الاعتقادي والاخلاقي ونشر قيم الحق والسلام والاستقرار ، وفي ذلك يقول الامام زين العابدين ع في دعاء الثور:
“اللَّهُمَّ وَقَوِّ بِذَلِكَ مِحَالَّ أَهْلِ الإسْلاَمِ ، وَحَصِّنْ بِهِ دِيَارَهُمْ ، وَثَمِّرْ بِـهِ أَمْوَالَهُمْ، وَفَرِّغْهُمْ عَنْ مُحَارَبَتِهِمْ لِعِبَادَتِكَ وَعَنْ مُنَابَذَتِهِمْ للْخَلْوَةِ بِكَ، حَتَّى لا يُعْبَدَ فِي بِقَاعِ الارْضِ غَيْرُكَ وَلاَ تُعَفَّرَ لاِحَد مِنْهُمْ جَبْهَةٌ دُونَكَ”.
فالغاية هي ان تكون العبودية فقط لقيم الحق ليتفرغ الخلق لترسيخ قيم الحق والتحرر من عبودية الذات التي هي منشأ الشرور والفساد، والدفع نحو العدوان واستخدام العنف والقوة الغاشمة بدافع الظلم والغلبة والسيطرة والاستعلاء في الأرض تحديا لارادة الله تعالى وسلطانه، حينما يشعر بامتلاكه القوة القاهرة فيعبر عن هذا التحدي لارادة الله وسلطانه بشكل سافر كما هو حال الطواغيت عبر التاريخ امثال فرعون.
( إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلَا فِي الْأَرْضِ وَجَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعًا يَسْتَضْعِفُ طَائِفَةً مِّنْهُمْ يُذَبِّحُ أَبْنَاءَهُمْ وَيَسْتَحْيِي نِسَاءَهُمْ ۚ إِنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ).
ان هذا الاستعلاء والاستقرار الذي يظهره الغرب اليوم ويمارسه اجراما وقتلا وظلما عبر المجرم الصهيوني
(وَقَالَ فِرْعَوْنُ يَا أَيُّهَا الْمَلأ مَا عَلِمْتُ لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرِي فَأَوْقِدْ لِي يَا هَامَانُ عَلَى الطِّينِ فَاجْعَل لِي صَرْحاً لَعَلِّي أَطَّلِعُ إِلَى إِلَهِ مُوسَى وَإِنِّي لأَظُنُّهُ مِنْ الْكَاذِبِينَ * وَاسْتَكْبَرَ هُوَ وَجُنُودُهُ فِي الأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ إِلَيْنَا لا يُرْجَعُونَ * فَأَخَذْنَاهُ وَجُنُودَهُ فَنَبَذْنَاهُمْ فِي الْيَمِّ فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الظَّالِمِينَ).
وهكذا غيره من الطغاة الذين استحقوا الإنتقام الالهي بتحديهم الصارخ لله تعالى واستعلائهم وهي اهم اسباب الإنتقام الالهي واخراجهم من ساحة المواجهة
نحن اليوم نعيش مرحلة فرعون آخر يعبر عن طغيانها واستعلائها وتحديها الصارخ لجبروت الله تعالى، بعض عتات رجالاتها الذين يخاطبوننا بانهم سينتصرون حتى ولو كان الله معنا.
لقد كانت نظرة فرعون إلى موسى نظرة الاستخفاف والتحقير
(وَنَادَى فِرْعَوْنُ فِي قَوْمِهِ قَالَ يَا قَوْمِ أَلَيْسَ لِي مُلْكُ مِصْرَ وَهَذِهِ الأَنْهَارُ تَجْرِي مِن تَحْتِي أَفَلا تُبْصِرُونَ).
(أَمْ أَنَا خَيْرٌ مِّنْ هَذَا الَّذِي هُوَ مَهِينٌ وَلا يَكَادُ يُبِينُ)
(فَلَوْلا أُلْقِيَ عَلَيْهِ أَسْوِرَةٌ مِّن ذَهَبٍ أَوْ جَاءَ مَعَهُ الْمَلائِكَةُ مُقْتَرِنِينَ)
(فَاسْتَخَفَّ قَوْمَهُ فَأَطَاعُوهُ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمًا فَاسِقِينَ)
(فَلَمَّا آسَفُونَا انتَقَمْنَا مِنْهُمْ فَأَغْرَقْنَاهُمْ أَجْمَعِينَ)
(فَجَعَلْنَاهُمْ سَلَفًا وَمَثَلا لِلْآخِرِينَ).
وإذا كان تحدي فرعون الصارخ لله تعالى واستعلائه واستخفافه بموسى ع وتعبيره عنه بالمهين اودى إلى جره الى البحر فاطبق عليه، فلم ينفعه تصوره انه امتلك القدرة التي لا تقهر (وَنَادَىٰ فِرْعَوْنُ فِي قَوْمِهِ قَالَ يَا قَوْمِ أَلَيْسَ لِي مُلْكُ مِصْرَ وَهَٰذِهِ الْأَنْهَارُ تَجْرِي مِن تَحْتِي ۖ أَفَلَا تُبْصِرُونَ).
فجاءه العذاب من حيث امن واطبق عليه البحر
كذلك انتظروا وعد الله بالعذاب الأليم وتحطيم امبرطوريات الغرب التي اعتقدت انها الإله الذي لا يقهر تتحدى إرادة الله وتنظر باحتقار للمقاومة وأهلها.
مصير فرعون وامثاله عبرة لقوى الغرب التي تعيث فسادا في العالم واجراما، تستضعف شعوبنا كما استضعف فرعون قوم موسى، ولكن الانتصار كان نصيب موسى وقومه والغرق والهلاك كان نصيب فرعون ومملكته. (فَلَمَّا آسَفُونَا انتَقَمْنَا مِنْهُمْ فَأَغْرَقْنَاهُمْ أَجْمَعِينَ).
ان ما يفعله الغرب عبر ربيبته إسرائيل ومجرمها نتنياهو اليوم في فلسطين وشعبها المظلوم وفي لبنان، من قتل ودمار وتخريب وتجاوز لكل المعايير القانونة الدولية وشرعية حقوق الإنسان يضاهي ما فعله الطواغيت عبر التاريخ. واذا كان الدعم الغربي اللامتناهي لكيانه العنصري المجرم يجعله اكثر صلفا واجراما وتعديا لكل ما هو إنساني تحت حمايته القانونية ومظلته الاعلامية التي تقلب الحقائق والمفاهيم، والتي لم تعد تجديه نفعا بعد ان ظل ينعق بشعارات الديمقراطية وحقوق الانسان وحقه في تقرير المصير تضليلا للشعوب، فقد كشفت المقاومة زيف شعاراته وقد حققت بذلك أولى الانتصارات التي تستكملها في الميدان بمواجهة جنوده الجبناء على الحدود، حيث يُذل ويُخزى بإفشاله عن تحقيق اي من أهدافه العدوانية في تدمير المقاومة، كما يزعم بعد أكثر من ثلاثة أسابيع من حربه المجرمة، سوى انه يقتل المدنيين ويدمر البنيان حقدا وانتقاما وحسدا لهذا البلد، والذي فعل كل شيء من أجل سرقة دوره وتهديم صيغة التعايش بين اللبنانيين مسلمين ومسيحيين كرسالة حضارية تناقض عنصريته وخساسته وانغلاقه وتخلفه الإنساني والحضاري، حيث لا يرى لنفسه جذورا في هذه المنطقة وتجعل منه حقيقة ثابتة، لأنه ليس سوى لص تسرّب في ليل مظلم الى الدار، مدعيا انه مالك لها، ولن يفلح مهما حاول ومهما بدت ادواته إرهابية ومخيفة، طالما ان في هذه المنطقة مقاومة، قادتها شهداء وبيئتها تملك العزيمة والشكيمة والصبر على التضحيات وقوة الارادة والحكمة والوعي والإصرار على النصر، مهما كانت التضحيات وغلت الاثمان. وهو وان تظاهر بالقوة وعربد بالاجرام في ما يقوم به في ليالي بيروت والضاحية، فليس الا لجبنه في الميدان، وليخسأ ان يستطيع من خلال ذلك أن ننحني أو نستسلم لارادته أو نخضع لشروطه، وسيأتي الوقت قريبا، كما في عدوانه الهمجي في تموز، ذليلا مطأطئ الرأس، خاضعا لمطلب لبنان ومقاومته بوقف اطلاق النار.
أيها الاخوة المتألمون،
وخطابي للاخوة النازحين، خصوصا ان المرحلة هي مرحلة صراع الارادات وعض الأصابع، وان كنا نألم والمقاومة وبيئتها اكثر من يألم، فليس المطلوب الا القليل من الصبر. فالنصر صبر ساعة، وان كنا نألم فإنه يألم ونرجو من الله ما لا يرجوه العدو، وان استطاع ان يحطم الابنية ولكن إرادتنا عصية على الكسر، ونحن من سيكسر جبروته وارادته.
ليس أمامنا ايها الكرام الا الصبر، لأن الخيار الذي يطرحه البعض المتربص والمتماهي مع ما يطرحه العدو، هو اخراجنا من لبنان، حيث استعجلوا النتائج بأن المقاومة قد خسرت المعركة،
وهم اضعف من ان يضعونا بين السِلة والذِلة، فلن يكون لنا الا “هيهات منا الذلة” وتحقيق النصر والعزة، والتمسك بالوحدة الوطنية التي تجلّت بأبهى صورها في هذه الظروف.
والنصر قاب قوسين أو ادنى . فالنصر نصرنا جميعا وقد تحقق، والهزيمة لا سمح الله هزيمتنا جميعا، وهذا ما لن يتحقق بإذن الله، والمراهنون لن يحصدوا سوى الخيبة. واذا كان شعبنا الأبي والصابر يعض على الجراح، فعلى المتمكنين من ابنائنا ان يبادروا إلى القيام بما عليهم من واجب المساندة لأهلهم الذين يعانون، ولكنهم لا يئنون، تعففا وكرامة، وهم يحتاجون الى كل شيء، فلا تفوتنكم هذه الفرصة التاريخية في مشاركة أهلكم واخوانكم ومن يقدمون أنفسهم وابناءهم دفاعا عن كرامتكم ووجودكم.
(الَّذِينَ آمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ أَعْظَمُ دَرَجَةً عِندَ اللَّهِ ۚ وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْفَائِزُونَ)
(مَا لَكُمْ أَلَّا تُنفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلِلَّهِ مِيرَاثُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۚ لَا يَسْتَوِي مِنكُم مَّنْ أَنفَقَ مِن قَبْلِ الْفَتْحِ وَقَاتَلَ ۚ أُولَٰئِكَ أَعْظَمُ دَرَجَةً مِّنَ الَّذِينَ أَنفَقُوا مِن بَعْدُ وَقَاتَلُوا ۚ وَكُلًّا وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَىٰ ۚ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ).
وتبقى المسؤولية الأهم هي مسؤولية الدولة في إدارة وضع النزوح ورعاية النازحين والحفاظ على كرامتهم، وهذا حق لهم.
تحية للشهداء واهل الشهداء، وتحية لاهلنا الصابرين والمضحين. ونتوجه للعالم الذي يرى كيف يعتدي العدو على الجيش اللبناني فيسقط له الشهداء، في الوقت الذي يطالبنا العالم بإدخال الجيش اللبناني إلى الجنوب، ومن يمنع الجيش من الدخول إلى الجنوب، ومن يمنعه من القيام بواجبه في حماية لبنان، غير الذين يمنعون عنه التسليح بما يمكّنه من إيقاف العدوان على ارضه وسيادته فليكفوا عن التضليل. الجيش بالأمس تعرض للعدوان، وكذلك قوات اليونيفل أمام انظاركم وصباح اليوم يقتل الصحافيون وهم يمارسون واجبهم المهني ، فهل صدر منكم إدانة للعدو على هذا العدوان.. كفى كذبا واتهاما للمقاومة، فلن يُعطى الجيش السلاح ونحن لا نثق بكم وبقراراتكم، بل بسواعد أبنائنا.
نوجه احر التعازي للجيش اللبناني وأهالي الشهداء العسكريين على يد الإجرام الصهيوني، كما نعزي شهداء الصحافة الذين ارتقوا فجر اليوم في حاصبيا، ونضع هذه الجرائم الإرهابية برسم الأمم المتحدة والمنظمات الدولية.
تغمد الله الشهداء جميعاً بوافر رحمته مع خالص دعائنا بالصبر والسلوان لذويهم.