مقدمة مارسيل غانم في صار الوقت: سكتنا احترامًا للموت واليوم بات علينا التكلم احترامًا للحياة

تذرّع البعض منكم بتقرير عرضناه عن القرض الحسن لاتهامنا بأننا حرضنا إسرائيل عليها. تناسيتم في المقابل أكثر من ٣٠ تقريراً ومقالاً في صحف وإذاعات ومحطات لبنانية وعربية عن الموضوع نفسه على مدى أشهر، لأن أعينكم علينا مهما بالغتم في الإنكار.


ألستم أنتم من يتبنى العمليات الأمنية في إسرائيل لحماية إيران، بعدما تنصلت حماية لنفسها، فهجمتم للدفاع لأنكم تستمتعون بإلقاء نفسكم بالنار نيابة عنها؟


أصلا، من أنتم لكي توزعوا شهادات الوطنية، ومن أعطاكم الحق دون سواكم بتعيير الناس؟ ألستم أنتم، المشكوك من أمركم، يوم ارتبطم عن سابق تصور وتصميم بحرب لا ذنب للبنان فيها؟


من لديه جواسيس في عقر داره، لا يحق له اتهام سواه بالعمالة.


نعم، من خوّنونا هم العملاء، ونحنا الشرفاء مهما حاولوا.
يكفي أن ننظر إلى بعضكم الموبوء التي خرج عميلاً منذ سنوات، ولم يخرج منا أي دليل على ادعاءاتكم المعلنة والمبطنة.

حاولنا التحدث إلى بعضكم بالعربية، ولكنهم لا تفهمون.
ربما علينا التحدث إليكم بالعبرية، مع اننا لا نعرفها، لأن بعض العملاء مثلكم هكذا يفهمون.

رياضي من هنا مليء بالشبهات في المراهنات وبيع المباريات، وممثل من هناك بات له بطاقة مرور دائمة في أحد المخافر الأخلاقية بما يذكر وما لا يذكر.

من خوّنونا هم الخونة لمجرد أنكم تستخدمون أدواتكم البشعة من أبواق منتهية الصلاحية للتحريض على قصفنا، وكأنكم تمسكون عليهم ملفات، فيستميتون في الدفاع عنكم، غير مدركين أن كل ما يبّثونه ويتبنّونه هو إعاقتهم الفكرية.

جوقات بعضكم التي تصدح نشازاً وأمراضاً عقلية متراكمة، باتت ترى في القرض الحسن المخلص الأمين، وباتت تعتبرنا عملاء لأننا طرحنا الأسئلة حول جمعية تتعاطى بعكس القانون في القضايا المالية، وباتت مسرحاً لتبييض الأموال والعمليات المشبو…

القرض الحسن ليس الحل، بل هو المشكلة. وإدراج لبنان على اللائحة الرمادية هو نتيجة لهذا القرض وكل ما قرضتموه في الدولة اللبنانية.

وليعترف حزب الله أنه كان شريكاً في الفساد عندما غض النظر عن الفجوات المالية والمليارات التي تم هدرها، وعندها تعود الودائع “من دون جميلة حدا”.

وباتت السردية لديكم أن القرض الحسن كان أكثر أماناً من المصارف، ويا ريت كانوا مصرياتنا بالقرض الحسن. أليس هذا ما سوقتم له؟ حسناً.

من تمكن من بيعكم بيجرات مغشوشة وملغومة، ومن وصل إلى قياداتكم واغتالهم الواحد تلو الآخر، للأسف، ومن يعلم أين الأنفاق وأين الأموال وأين القياديين وأين الأسلحة وأين الصواريخ وأين البوابات، كما شهدنا بالأمس القريب قرب أحد المستشفيات، لا ينتظر تقريراً إخبارياً

طبعاً إسرائيل لن تنتظر منّا الإحداثيات، لأننا أولاً أشرف من أن نكون عملاء ومخبرين، ولأنها ثانياً لا تنتظر معطيات من أحد.

نسيتم إسرائيل وباتت جبهتكم الأولى والأخيرة حرية الأم تي في. باتت حربكم ضدنا، ولكن اعلموا أنها حرب خاسرة لأننا لم ولن نبدّل في موقفنا منكم.

نحن نطالب بالأمن والحرية منذ اليوم الأول، وسنبقى كذلك، ولن يتبدل شيء في موقفنا لو أمطرتم الدنيا اتهامات.

أنتم تستجلبون الحرب مرة ومرتين وثلاثة، وتستخدمون أهلكم دروعاً بشرية باجتماعاتكم تحت المباني السكنية، ثم تتباكون على الأنقاض التي كنتم سبباً لها.

انهياركم مستمر مع كل إصرار منا على مواجهتكم. ركّبوا نجمة صهيون على صورنا. حوّلوا أسماءنا إلى ما تشاؤون. اشتموا موتانا وامّهاتنا وآبائنا. انتهكوا أعراضنا. أطلقوا ما لديكم من اتهامات. اعتدنا على قرفكم. ولكن لا تتصوروا للحظة أن كل ما تفعلونه سيبدل في رأينا بكم.

انهياركم مستمر لأنكم تخليتم عن أهلكم عندما تركتم شعبكم تحت رحمة القصف، ولأن هناك من ترك بيته ثلاث مرات في الماضي القريب من دون فرش أو ثياب، لأنكم قررتم إقحام لبنان في الحروب.

كل إنجازاتكم في لبنان تدمير الاقتصاد، واغتيال المعارضين وأصحاب الفكر، وترهيب الحلفاء، وتدمير الخصوم. وليس غريباً عنكم اتهام الأم تي في بمكامن حقدكم. احترامكم للإعلام له عناوين عديدة من إحراق تلفزيون المستقبل في السابع من أيار، إلى أسماء الشهداء الذين تفتخرون بتصفيتهم

الأم تي في أشرف منكم لأن قضيتها لم تتبدل يوماً. في ٢٦ أيار ٢٠٠٠ تجرأت وطالبت بضم السلاح إلى الدولة بعد تحرير الأرض، وليس جديداً عليها أن تعارض سياساتكم المتبدلة من فلسطين إلى سوريا واليمن والكويت وكل مكان.

من عليه الأحكام المبرمة بالاغتيالات بشهادة دولية موصومة بالأدلة الدامغة وأولهم الرئيس الحريري، الذي حاولتم توريطه في اتهامنا، بعدما تبين أنه يتحدث عن الجديد وليس عن الأم تي في، في مساعيكم لنكش الماضي. من عليه هذه الوصمات فليسكت قبل التجرأ علينا.

تحية للجيش لأنه بدل أن يدفع حماية للوطن، ها هو يدفع تصحيحاً لأخطائكم.

هل خطر ببال أحدكم يا مدّعي الوطنية أن يوجه تحية إلى الجيش الذي وجد نفسه في معركة هو غير متحضر لها، ولا قراراً سياسياً فيها، ويدفع أثمانا بالأرواح كما خسرنا اليوم أحد الضباط؟ أم الجيش كومبارس في أدبياتكم؟

مفتنة من هنا كان أحد قيادييكم يستغلها لأسباب معروفة، وغبية من هناك لديكم ملف عليها بالصوت والصورة على ارتكاباتها المشينة في الابتزاز والرشاوى. نعلم ملفاتكم جيداً وإن سكتنا عنكم، فليس لسبب إلا لأننا نرفض أن تتسخ ألسنتنا بذكر أسمائكم.

سكتنا احتراماً للموت، واليوم بات علينا التكلم احتراماً للحياة، لأنو نحنا ما منخاف. المذنب هوي اللي بيخاف. وشكراً