اسرائيل تمطر لبنان بالغارات وتغّير المعالم…غارات عنيفة على بيروت


‏ الحزب يعلن مسؤوليته عن استهداف منزل نتنياهو وباسيل يحمله مسؤولية الحرب
ممثل ايراني مستقر …ولا نصاب لجلسة انتخاب اللجان…النواب في الميدان

لم يكد المبعوث الاميركي اموس هوكشتاين يستقل طائرته مغادرا لبنان مساء امس، حتى امطرت اسرائيل الضاحية الجنوبية لبيروت بأعنف الغارات واستكملت مسارها في اتجاه النبطية حيث شنت غارات غيّرت معالمها، فيما عداد الشهداء يرتفع بشكل جنوني ولا من يفرمله. المواقف التصعيدية على حالها بين حزب الله الذي اعلن اليوم مسؤوليته عن استهداف منزل بنيامين نتنياهو في قيسارية، واسرائيل التي يؤكد رئيس وزرائها ان “سكان الشمال سيعودون إلى ديارهم وهذه مهمة أخذتها على عاتقي ولن تزحزحني عنها أي ضغوط محلية كانت أم خارجية”. اما الاصيل عن حزب الله، فلا يتوقع عملية كبيرة من اسرائيل كما اعلن الحرس الثوري الإيراني اليوم، وقد وضع ممثلاً خاصاً مستقراً في بيروت، يجري يوميا محادثات مع المسؤولين، بحسب ما أوضح وزير الخارجية عباس عراقجي، ولا من يأبه لمواقف رئيس حكومة لبنان وادانته “للتدخل الايراني السافر في شؤون لبنان”.

تصعيد: وعشية مؤتمر باريس الخميس المقبل لتخصيص مساعدات اغاثية للبنان ودعم للجيش اللبناني، وساعات قبل وصول رئيس مجلس النواب العراقي محسن المندلاوي الى بيروت، استعرت الاوضاع ميدانيا مع تكثيف الجيش الاسرائيلي غاراته التي الهبت اليوم الضاحية الجنوبية والجنوب والبقاع.

استهداف الضاحية: في السياق، سجلت بعد الظهر غارات عنيفة على الضاحية الجنوبية والطيونة ، كما سجلت غارات مدمرة في النبطية. واليوم،أعلن مركز عمليات طوارئ الصحة العامة التابع لوزارة الصحة العامة في بيان أن الغارة الإسرائيلية في منطقة الجناح – محيط مستشفى الحريري مساء امس أدت في حصيلة جديدة إلى استشهاد ثلاثة عشر شخصا من بينهم طفل فيما ارتفع عدد الجرحى إلى 57 من بينهم سبعة عشر استدعت اصاباتهم الدخول إلى المستشفى لتلقي العلاج وحال سبعة منهم حرجة. كما تسببت الغارة بأضرار كبيرة في مستشفى الحريري”. ونقلت رويترز عن الجيش الإسرائيلي قوله إنه قصف هدفا لحزب الله بالقرب من مستشفى رفيق الحريري الجامعي في بيروت في وقت متأخر من مساء الاثنين.

قاعدة مركزية: وفي بيان اعلن المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، أن “طائرات حربية شنت غارات الليلة الماضية على أهداف لحزب الله في بيروت، مستهدفة قاعدة مركزية للوحدة البحرية الخاصة بالحزب. وقال : شملت الغارات مستودعات أسلحة ومقرات قيادة، بالإضافة إلى بنى تحت أرضية تحتوي على قطع جوية وبحرية تُستخدم لتنفيذ مخططات ضد إسرائيل. وفق تعبيره. وأشار البيان إلى أن القاعدة المركزية التي تم استهدافها كانت تستخدم لتخزين قطع بحرية سريعة ولإدارة عمليات بحرية لحزب الله.

عمليات الحزب: في المقابل، كانت سلسلة عمليات لحزب الله، ابرزها صباحا حيث تسببت بوقف حركة الطيران بالكامل في مطار بن غوريون، وأعلن “حزب الله” ان المقاومة الإسلامية قصفت صباح اليوم، قاعدة غليلوت التابعة لوحدة الاستخبارات العسكرية 8200 في ‏ضواحي تل أبيب بصلية صاروخية نوعية.

عون – ماغرو: وسط هذه الاجواء، استقبل قائد الجيش العماد جوزف عون في مكتبه في اليرزة السفير الفرنسي في لبنان Hervé Magro يرافقه الملحق العسكري العقيد Bruno Kostantina، وتناول البحث الأوضاع العامة في البلاد في ظل العدوان الإسرائيلي المستمر على لبنان.

المستشفى: في الغضون، نظمت إدارة مستشفى الساحل قبل الظهر، جولة تفقدية لوسائل اعلام محلية وعربية ودولية، في أرجائها، بهدف “دحض مزاعم وادعاءات الجيش الإسرائيلي أمس عن وجود أنفاق ومخابئ تحت مبناها الكائن على طريق المطار، تحتوي على ملايين الدولارات من العملات الورقية ومن الذهب”. وجال مدير المستشفى مازن علامة برفقة الإعلاميين في أقسام المستشفى للتأكد من خلوها من أي مظهر عسكري. وأبدى علامة قلقه من “إمكان حدوث كارثة انسانية في حال تم اغلاق المستشفى بسبب التهديدات الاسرائيلية، الامر الذي سيتسبب بوفاة الكثير من المرضى، لأن كل المستشفيات في لبنان ممتلئة”. في المقابل، توجّه المتحدث باسم الجيش الاسرائيلي افيخاي ادرعي برسالة إلى الإعلاميين الذين يشاركون الان في الجولة الإعلامية داخل مستشفى الساحل في حارة حريك. وقال ” انتقلوا إلى الاماكن المحددة التي كشفنا عنها ولا تضيعوا وقتكم على المسرحيات داخل الأقسام الطبية. انزلوا إلى ملجأ حزب الله الخاص. شارع ضرغام، العمارة رقم 7، طريق المطار، حارة حريك. فتحتيْ الدخول والخروج في عمارة الأحمدي وعمارة سنتر الساحل، اذهبوا إلى هناك”.

ثقة ببري: في الموازاة، عقد مسؤول العلاقات الإعلامية في “حزب الله” محمد عفيف مؤتمرا صحافيا في الضاحية وتوجه الى “الاعلام المحرض على المقاومة” قائلا: حرية الاعلام لا تمنحكم الحصانة ولا الشراكة بالقتل، واذا اشار الى ان “ثقتنا كاملة بالرئيس نبيه بري”، اعلن ان “المقاومة الاسلامية تعلن مسؤوليتها التامة عن عملية قيساريا”.

عراقجي: وفي وقت يجول وزير الخارجية الاميركية انتوني بلينكن في المنطقة، أوضح وزير خارجية إيران عباس عراقجي، في تصريح أن لديه ممثلاً خاصاً مستقراً في بيروت، و”يجري يوميا محادثات مع المسؤولين”. من جهة أخرى، اعلن عراقجي أن “الجمهورية الاسلامية الايرانية بذلت قصارى جهدها لخفض التصعيد في المنطقة، إلا أنها جاهزة لمواجهة كل السيناريوهات”، معتبرا بحسب “وكالة مهر للانباء” أن “احتمال توسع رقعة الحرب وارد”. ولفت إلى أنه عقد “لقاءات مع عدد من قادة دول الجوار ولمس توافق الجميع على ضرورة تفادي الحرب”. وقال : “إذا استمر العدوان الصهيوني في اعتداءاته فسنرد عليه”، مشيرا إلى أن “إيران لا تريد الحرب في المنطقة لكنها مستعدة لأي حرب”. وشدد على أن “احتمال توسع رقعة الحرب وارد لتكون حربا شاملة في أرجاء المنطقة”، مؤكدا استعداد بلاده “لمواجهة السناريوهات كافة”.

باسيل: في المواقف، أكد رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل أن الحرب القائمة بدأت بهجوم حزب الله على إسرائيل لإسناد غزة، مشيرا إلى أن حزب الله أسقط عن لبنان حجة الدفاع عن النفس بإسناد غزة. وفي حديث لـ”العربية”، قال “اختلفنا مع حزب الله بسبب الحرب الحالية ولسنا اليوم في وضع تحالف معه”. وأشار إلى أن حزب الله أضعف حاله وكشف قوته العسكرية، لافتا إلى أن لبنان مكشوف كله للاعتداءات الإسرائيلية. ورأى أن إيران تحارب بحزب الله وباللبنانيين، لافتا إلى أنه يجب على إيران أن تحارب إسرائيل مباشرة وليس عبر أطراف أخرى. وعن وصول قائد الجيش إلى بعبدا، إعتبر أنه لا يملك مشروعًا لإنجاح لبنان ولا يجمع اللبنانيين.

لا نصاب: الى ذلك، لم يكتمل نصاب الجلسة النيابية، التي دعا اليها رئيس مجلس النواب نبيه بري، لانتخاب أميني سر وثلاثة مفوضين وأعضاء اللجان النيابية، وبالتالي لم تعقد الجلسة اليوم. على الاثر، تقرر إعتبار أعضاء هيئة المكتب واللجان النيابية الحالية قائمة بجميع أعضائها الحاليين.

جعجع: تعقيبا، صدر عن رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع، البيان الآتي: إنه فعلا موقف مبكٍ اليوم في مجلس النواب. إنها المؤسسة الشرعية الوحيدة المتبقية في الوقت الحاضر، وبدلاً من أن نرى الكتل النيابية والنواب يتوافدون زرافات زرافات لجلسة انتخاب اللجان، نرى ان أكثرية من بينهم، وبكل أسف وأسى، قد تخلّفت عن القيام بالواجب الذي ائتمنها عليه الشعب اللبناني. إذا كانت الحجة ان لبنان في حالة حرب، فهذه حجة ساقطة تماما، لأنه في حالة الحرب يُطلب من المؤسسات الدستورية القيام بدورها أكثر من الأيام العادية. وإذا كانت الحجة ان هناك نوابا عليهم خطر أمني، وبالتالي لا يستطيعون الحضور إلى المجلس النيابي، فهذا مفهوم بالنسبة لهؤلاء النواب الذين في أقصى الحالات لا يتعدى عددهم الخمسة عشر نائبا، ولكن لا يحق للآخرين التخلُّف عن الحضور، خصوصا ان المسألة هي مسألة تكوين الإدارة الداخلية للمجلس النيابي. لقد صُمّت في الأشهر والأسابيع والأيام الماضية أذاننا من سماع العديد من النواب الذين يصرّون وبصوت عال على الوسائل الإعلامية كافة على أنهم يريدون انتخابات رئاسية اليوم قبل الغد، ويريدون انتظام عمل المؤسسات الدستورية، ويريدون ويريدون ويريدون، بينما هم انفسهم تخلفوا اليوم عن مجرد حضور جلسة عادية لمجلس النواب لإعادة تكوين مكتبه ولجانه. إن الكتل والنواب الذين لم يساهموا بتأمين نصاب جلسة اليوم لم يتصرفوا انطلاقا من الأمانة التي حملّهم إياها الشعب اللبناني، وخذلوه ليس في منتصف الطريق، بل من أوله، ولا بد في هذا السياق من تحية كبرى للكتل والنواب الـ49 الذين حاولوا تأمين نصاب جلسة اليوم، ولكنهم من بيت أبيهم ضربوا.

المركزية