اسرائيل تحقق في مقتل السنوار… وأوروبا لتعزيز القوات المسلحة اللبنانية
ملف لبنان مع الراعي في الفاتيكان …فضل الله: الأمور في خواتيمها
منذ شهر بالتمام فتحت اسرائيل ابواب جهنم على حزب الله. يوم 17 ايلول 2023 فجرّت اجهزة الاتصال الخاصة بعناصر الحزب “بايجر” في مشهد مروّع تلاه اخر في اليوم التالي بأجهزة التوكي ووكي قبل ان تركز اجرامها على الاغتيالات التي بلغت الامين العام حسن نصرالله ، وتدمر الضاحية الجنوبية لبيروت وبلدات وقرى في الجنوب والبقاع وصولا الى استهدافات في قلب بيروت وزغرتا وكسروان وجبيل.
وبعد شهر من حصر دائرة التحذيرات الاسرائيلية بالضاحية الجنوبية ووجوب اخلاء مبان محددة قبل استهدافها، خرج افيخاي أدرعي اليوم ليعمم تحذيراته شمالا وجنوبا على قرى وبلدات استهدفتها الغارات خلال اقل من ساعة من منشوراته. ولأن “وعود افخاي صادقة” فإن كل ما يشاع خلافها يبقى غير دقيق لا سيما ما يرد من اتصالات هاتفية بمواطنين ومسؤولين ورؤساء بلديات وصولا الى قضاة اليوم وسفارات ومكاتب اعلام، ثبت انه “فايك” بالمصطلح المتداول بين اللبنانيين المصابين بحالات هلع جراء محاولات الترهيب هذه في اطار حرب نفسية تمارس عليهم بموازاة حرب الابادة المتواصلة فصولها منذ تفجير البايجر قبل شهر بالتمام.
وفي موازاة توالي الانذارات الاسرائيلية والضربات العسكرية اليوم، استمرت الاتصالات السياسية لمحاولة لجم التصعيد الاسرائيلي.
في عين التينة: في مقر الرئاسة الثانية في عين التينة ، إستقبل رئيس مجلس النواب نبيه بري رئيس الحكومة نجيب ميقاتي حيث تناول البحث المستجدات السياسية والميدانية في ضوء تصاعد العدوان الإسرائيلي على لبنان وملف النازحين. واستقبل رئيس المجلس سفير فرنسا هيرفيه ماغرو، وتم عرض لتطورات الاوضاع في لبنان والمستجدات السياسية وأجواء التحضيرات للمؤتمر الدولي الذي ستنظمه فرنسا دعما للبنان . وعرض بري مع مدير المخابرات في الجيش العميد طوني قهوجي الاوضاع الامنية.
اميركا واسرائيل: الى ذلك، ناقش وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن مع نظيره الإسرائيلي يوآف غالانت العمليات الإسرائيلية في لبنان والوضع الإنساني في غزة، وذلك بعد رسالة وجهتها واشنطن في وقت سابق من هذا الأسبوع إلى إسرائيل وحثتها فيها على تحسين الوضع الإنساني في غزة. وأفاد البنتاغون في بيان بأن اوستن “شجّع حكومة إسرائيل على مواصلة اتخاذ خطوات لمعالجة الوضع الإنساني الملحّ، مع الأخذ في الاعتبار التحرك الأحدث من جانب إسرائيل لزيادة كمية المساعدات الإنسانية التي تدخل إلى غزة”.
دعم اوروبي: ليس بعيدا من المواكبة الدولية للمستجدات، أصدرت وزارة الدفاع الإيطالية بيانا جاء فيه “عقد أمس مؤتمر عبر تقنية الفيديو ضم دول الاتحاد الأوروبي الـ 16 عن أهمية الحفاظ على الاستقرار في لبنان، وتم التشديد على أن أي قرارات بشأن مستقبل مهمة اليونيفيل يجب أن تتخذ بالاجماع في الأمم المتحدة مع الرغبة المشتركة في ممارسة أقصى قدر من الضغط السياسي والديبلوماسي على إسرائيل، لوقف اعتداءاتها. وفي الوقت نفسه، تم التوضيح أن حزب الله لا يمكنه استخدام أفراد اليونيفيل دروعًا في سياق النزاع. واتفقت الدول الـ16 على ضرورة تعزيز القوات المسلحة اللبنانية، من خلال الدعم التدريبي المناسب والتمويل الدولي، حتى تتمكن من أن تصبح قوة ذات مصداقية تساهم في استقرار المنطقة بدعم من “اليونيفيل” شارك في المؤتمر وزراء الدفاع أو ممثلون عنهم من: فرنسا، إيطاليا، إسبانيا، النمسا، كرواتيا، فنلندا، اليونان، أيرلندا، لاتفيا، هولندا، بولندا، ألمانيا، إستونيا، المجر، مالطا وقبرص. من جهتها، رحبت المعارضة الإيطالية المتمثلة برئيسة الحزب الديموقراطي الي شلين بالموقف الأوروبي وطالبت بـ”المزيد من الدعم للبنان”. كما صدرت مواقف لنواب من اليسار مثل بينو كبراس تطالب بموقف أقوى “لوضع حد للعدوان الهمجي الاسرائيلي على لبنان”.
المقاومة راسخة: في المقابل، أشار عضو كتلة “الوفاء للمقاومة” النائب حسن فضل الله إلى أنّ “بعد مرور شهر على العدوان لم يترك العدو أي جريمة لم يرتكبها، في حرب أراد منها تصفية المقاومة، لكنّ المقاومة في لبنان باقية وراسخة”.وأضاف في مؤتمر صحافي عقده في مجلس النواب: “الجرائم ضدّ الإنسانية التي يرتكبها العدو يهدف من خلالها إلى إخضاع لبنان ويريد منها شطب فكرة المقاومة من المنطقة وقد خطّط لهذه الحرب ووضع أهدافها منذ سنوات”، لافتاً إلى أنّ “العدو عمد إلى اتباع سياسة الأرض المحروقة خصوصاً على الحدود حيث يُحاول إقامة منطقة عازلة والمشروع الحقيقي هو جعل جنوب الليطاني تابعاً له وهذا ما ستحبطه المقاومة”. وأكّد “أن لا خيار لنا في لبنان إلا سواعد المقاومين وما تفرضه في الميدان من وقائع، وغير ذلك رهانات على سراب، فلا المجتمع الدولي يتحرّك ولا الدول المهيمنة على العالم”، وتابع: “ظنّوا أنّه باغتيال قائدنا وارتكاب الجرائم بحقّ شعبنا يُحقّقون ما يريدون واستعجل البعض في حصد ذلك، ولكن المقاومة بدأت مرحلة جديدة من مقاومة العدوان “. وقال: “على الواهمين أن يستفيقوا من نشوة نتنياهو ومَن معه، والأمور بخواتيمها، وندعو شعبنا إلى ألا يعير بالاً للأضاليل والمحرّضين والواهمين في أن يستفيقوا يوماً في لبنان من دون مقاومة”.وأضاف فضل الله: “نعمل على 3 خطوط أوّلها في الميدان، وحتى اليوم لم يتمكّن العدو من السيطرة على أي قرية أو الاستقرار فيها”.ولفت إلى أنّ “رئيسي مجلس النواب والحكومة نبيه برّي ونجيب ميقاتي يتوليان التفاوض مع الموفدين الدوليين من أجل الوصول إلى وقف إطلاق النار، ونُتابع هذا الملفّ بدقّة مع الرئيس برّي”.
تهديد وتنفيذ: ميدانيا، استهدفت غارة اسرائيلية تمنين الفوقا وغارة اخرى سرعين التحتا شرقي بعلبك وغارة ثالثة بلدة سرعين. واتت الغارات بعد ان كان وجّه المتحدث باسم الجيش الاسرائيلي أفيخاي أدرعي “إنذاراًت عاجلة إلى سكان منطقة البقاع، ايضا، وجه الجيش الاسرائيلي انذارا إلى سكان منطقة صور وتحديدًا المتواجدين في المبنى المحدد في الخارطة والواقع في منطقة الحوش والمباني المجاورة له قبل ان يقصف البرج الشمالي ومنطقة الحوش في صور مرتين. وانذر ايضا سكان العباسية، وطيردبا وقصفهما.
الديوان: بدوره، أكد رئيس ديوان المحاسبة القاضي محمد بدران ورود إتصال للديوان عبر خطه الأرضي يحذر من إمكان تعرضه لإعتداء إسرائيلي. وأوضح بدران أن” الإتصال وضع في عهدة الأجهزة الأمنية اللبنانية للتأكد من مدى صحته ولاتخاذ الاجراءات اللازمة في حال صدوره عن اشخاص بهدف خلق البلبلة”.
الجزيرة: ايضا اعلنت قناة الجزيرة ان العاملين في مبنى بوسط بيروت يضم مكتب الجزيرة ومكاتب سفارتين من بينها الناروجية ، يخلونه بعد تلقي إنذارات متتالية.ولاحقا قالت مصادر أمنية لبنانية ومصدر دبلوماسي: تبيّن أن التهديدات لمبنى السفارة النرويجية في بيروت غير صحيحة.
عمليات الحزب: وبينما استمرت الغارات على القرى الجنوبية والبقاعية، أعلن “حزب الله” في سلسلة بيانات ان مجاهدي المقاومة الاسلامية استهدفوا صباح اليوم تجمعا لجنود العدو في منطقة السدانة وفي مزرعة برختا في مزارع شبعا اللبنانية المحتلة. واستهدف الحزب “دبابتي ميركافا في مرتفع اللبونة بالصواريخ الموجّهة ما أدى إلى إحتراقهما ووقوع طاقمهما بين قتيل وجريح”. كما استهدف “مستعمرة كفر فراديم برشقة صاروخية”. واطلق “صلية صاروخية استهدفت تجمعا لجنود العدو الإسرائيلي عند بوابة مستعمرة مسكاف عام بصلية صاروخية”. واعلن ” إستهدفنا تجمعاً لجنود العدو بين كفركلا والعديسة بقذائف المدفعية وحققنا إصابات مباشرة”. كما استهدف الحزب بعيد منتصف ليل أمس دبابة ميركافا في مرتفع اللبونة ما أدى إلى احتراقها ووقوع طاقمها بين قتيل وجريح، كما استهدفوا دبابة ميركافا ثانية فجرا في مرتفع اللبونة ما أدى إلى احتراقها ووقوع طاقمها بين قتيل وجريح.
مقتل السنوار؟ في المقابل، اعلن الجيش الإسرائيلي بعد الظهر “اننا نفحص مع “الشاباك” احتمال مقتل السنوار خلال نشاط للجيش في غزة.” وافاد ادرعي ان “تم القضاء في غزة على ثلاثة مخربين واحتمال أن يكون أحدهم السنوار.” واعلنت القناة 14 الإسرائيلية ان المشتبه به أن يكون السنوار وجد جثمانه بمنطقة تل السلطان في رفح وهي منطقة اشتباك وعمليات للجيش. واضافت: القوات قتلت عدداً من المقاتلين في المكان بدون معلومات استخبارية سابقة عن وجود السنوار بينهم، ولم يكن معهم أي أسرى إسرائيليين.وقال الجيش الإسرائيلي إنه يفحص الحمض النووي للجثة التي يشتبه أنها تعود للسنوار.
الراعي في روما: الى ذلك، وصل البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، اليوم ، إلى روما للمشاركة في حفل تقديس “الأخوة المسابكيين” الدمشقيين الموارنة، فرنسيس وعبد المعطى ورفائيل في 20 تشرين الاول 2024 وذلك بعد مرور مئة عام تقريبا على تطويبهم.
وأفيد أن الراعي الذي يشارك في دعوى التقديس، سيلتقي قداسة البابا فرنسيس يوم الاثنين المقبل في 21 الحالي، حاملاً ملف لبنان والحرب إلى طاولة الفاتيكان، لوضع قداسته في أجواء القمة المسيحية – الإسلامية، والنقاشات الداخلية التي حصلت، ونقل المطالب اللبنانية إلى الغرب عبر الفاتيكان، بالاضافة إلى وضع المسيحيين القاطنين في الجنوب في القرى الحدودية.
المركزية