لا يختلف اثنان على أن أزمة السير في لبنان قد تحوّلت إلى كابوس يومي يتجرع مرارته المواطن في عزّ الحرب. إذ انه لا تتذكر وزارة الاشغال القيام بأعمال الصيانة للطرقات الا على ابواب الشتاء والمدارس والجامعات وكأنها تعيش في كوكب آخر.
من عمشيت إلى الكازينو، حلقة من حلقات الإهمال المعتمد، “ريجار” جديد في نصف أوتوستراد الكازينو باتجاه بيروت وبدلًا من أن يكون حلاً لصرف المياه في الشتاء كما ادعى العمال هناك فهو عائق على المواطن إذ يكسر السيارات ويُجبر الناس على الوقوف لساعات طويلة ليستطيع المواطن ان يمر بسبب المسامير الظاهرة من “الريجار” والتي تسبب بفسخ اطار السيارة، وكأنه فخ يقع به المواطن كل صباح ويبقى ساعات طويلة ينتظر الفرج.
السؤال هنا: لماذا الآن؟ لماذا تم تنفيذ هذه الأعمال الحيوية في ذروة العام الدراسي وفي ذروة أزمة السير بفعل الحرب والنزوح؟ لم تتعلم الدولة والمعنيين ان أعمال صيانة الطرقات تكون في اوقات معينة وليس على ابواب الشتاء والمدارس؟ وهل يعقل أن الدولة، الممثلة بوزارة الأشغال، غائبة إلى هذا الحد عن معاناة الناس؟
لا يمكن التغاضي عن مسؤولية وزارة الأشغال، الوزير لا يظهر إلا عندما تتفاقم الأزمات، وكأن مهمة الوزارة هي إدارة الأزمات لا الوقاية منها .
إنها حلقة مفرغة من الفشل الإداري والفساد المستشري، حيث يتحوّل المواطن العادي إلى ضحية يدفع ثمنها يومياً من وقته وصحته النفسية الطرق في لبنان ليست مجرد شوارع تربط بين المناطق، بل أصبحت مرآة للفوضى العامة التي تعم البلاد، وفشل الدولة في حماية أبسط حقوق المواطن.