علي يوسف
قد تكون كلمة الشيخ نعيم قاسم هي الاهم والأكثر استراتيجية منذ طوفان الاقصى وحتى الآن فقد اوضح المحتوى السياسي الاستراتيجي للحرب الدائرة في المنطقة والمتمثلة بمحاولة فرض السيطرة الاميركية الغربية الصهيونية على المنطقة وعلى مقدراتها وان لبنان يدخل ضمن مشروع التوسع الكياني الصهيوني وضمن وضع اليد على مقدراته وثرواته ..
ورغم ان الشيخ قاسم اوضح ان عملية طوفان الأقصى كانت اطلاقا لمواجهة هذا المشروع وان المقاومة التي دخلت في حرب المساندة لغزة والشعب الفلسطيني كانت في الحقيقة تدخل في مواجهة المشروع الاميركي الصهيوني وبخطوة استباقية كون لبنان يشكل جزءا من المشروع التوسعي للكيان الصهيوني التي كانت الحرب في غزة بداية لتنفيذه وكان سيصل الى لبنان حكما …
وهكذا فإن حرب المساندة كانت تهدف الى العمل لإنهاك الجيش الصهيوني قبل وصول عدوانه الى لبنان بكامل جهوزيته القتالية رغم المعرفة المسبقة بقدرة هذا الجيش على التدمير والقتل وتنفيذ المجازر التي تمثل جزءا من عقيدته وتعبيرا عن شهوة القتل والتمييز العنصري التي يتشارك فيها مع الغرب الاستعماري برغم الادعاءات الكاذبة لهذا الغرب حول احترام الحقوق والتزام قوانين العدالة والتي ظهر زيفها في حرب غزة لمصلحة ظهور الوجه البشع والمجرم لمعظم هذا الغرب الاستعماري …
رغم كل هذا التوضيح من قبل الشيخ قاسم والمرتكز الى الاهداف المعلنة للعدو الصهيوني الناطق الرسمي للسياسة والاهداف الاميركية ، والى الممارسات والسياسات والمجازر المرئية بوضوح ساطع وعلى الشاشات والمدعومة من قبل من تسميهم السلطة في لبنان “اصدقاء لبنان”…
ورغم ان الشيخ قاسم كان واضحا (لمن يريد ان يفهم )ان هذه الحرب ممرحلة واننا انتقلنا فيها من مرحلة المساندة الى مرحلة الحرب المباشرة ثم من مرحلة استيعاب الضربات الصهيونية الاميركية التي كانت مؤلمة الى مرحلة ايلام العدو على طريق المراحل الاخرى القادمة ووفق الخطط الموضوعة وصولا الى الانتصار ……
رغم كل ذلك نرى ان السلطة في لبنان ما تزال تتصرف وكأنها في عالم آخر وكأنها غير معنية في الحرب لا اسبابا ولا اهدافا وان جل الامر بالنسبة اليها ان الحرب تجري على الارض اللبنانية وتحاول الخروج منها وليس النصر فيها …!!!!
وهذا لا يقتصر على السلطة بل يتعداها الى قوى سياسية والى القمة الروحية ناهيك عن وجود قوى سياسية تافهة لاترى في الحرب عدوانا صهيونيا بقدر ماتراها عدوانا ايرانيا.؟؟؟!!!!!
لا تتصرف السلطة على انها شريكة للمقاومة في الدفاع عن لبنان وفي افشال المشروع التوسعي الصهيوني الذي يدخل لبنان في نطاقه وفقا لما هو معلن من قبل الكيان الصهيوني وفي تصريحات اميركية تؤيد التوسع الصهيوني ..
كل ما تفعله السلطة و يتوافق معه ما صدر عن القمة الروحية وما يصدر عن لقاءات سياسية هو المطالبة بوقف اطلاق النار للتخلص من الحرب مع اعلان الاستعداد لتلبية كل ما يريده “اصدقاء لبنان “من انتخاب رئيس جمهورية وفقا للمعايير الموضوعة من قبله والتزام تنفيذ القرار ١٧٠١ بكامل مندرجاته وارسال الجيش الى الجنوب بكثافة لبسط سلطته هناك مع قوات الطوارىء وبسط سلطة الجيش على كامل الارض اللبنانية واستدعاء نصوص اتفاق الطائف التاريخي لتبرير تلبية الاستعداد لتنفيذ ذلك ..؟؟!!
وبالطبع تطمح هذه السلطة لجعل واقعها الهامشي وطنيا اداة ضغط ” شرعية “على المقاومة للتخلص منها تيمنا بالمدرسة السنيورية الحكومية بكل ما تمثل من استعدادات الخضوع …!!
و لعل من أسوأ مظاهر هذه السياسة هو اعتبار السلطة انها غير معنية بالمصير الاستراتيجي للبنان وغير معنية بإفشال مشروع جعل لبنان جزءا من المشروع التوسعي الصهيوني وغير معنية باعتبار المواجهة التي تخوضها المقاومة ومحور المقاومة لإفشال هذا المشروع هي معركتها ومعركة الجيش اللبناني الذي وجد لحماية الوطن وليس لتنفيذ الاملاءات الاميركية الغربية بأوامر من هذه السلطة ..؟؟؟!!!!
والسؤال الذي يحضر هنا : هل تأخذ السلطة صفتها الوطنية من حمل الجنسية وحمل الهوية “وانتخابها شرعيا” ام من حفاظها على الامن القومي والدفاع عن السيادة والكرامة الوطنيتين ورسم سياساتها الاقتصادية والاجتماعية والثقافية انطلاقا من ذلك ..؟؟؟؟؟؟؟؟
هذا سؤال اساسي سوف تجيب عليه هذه الحرب.. يوميات وسياسات ونتائج ….