ملحم خلف
الاربعاء ١٦/١٠/٢٠٢٤
اليوم (٦٣٦)
اجتمع اليوم رؤساء الطوائف في لبنان في قمة روحية، تحسساً منهم بالخطر الداهم الذي يطال الوطن نتيجة العدوان الاسرائيلي المستمر وتداعياته الدراماتيكية على لبنان و شعبه.
إنها بارقة أمل في خرق الافق المسدود وما يسيطر على واقعنا الاليم من ظلامة، وحكمة لمن فكّك هذا الكم من الالغام تأميناً لسلامة طريق اللقاء…
تبقى المشهدية السياسية وما اذا كانت القوى السياسية المتحكمة بالفشل والمرتبطة بالمصالح مستعدة لمراجعة ذاتها.
لا المارونية السياسية افلحت في إدارة البلد، ولا السنية السياسية من بعدها، ولا الشيعية السياسية. لن يستقيم لبنان إلا بقيام دولة المواطنة الحقة، القادرة والعادلة والحاضنة والمطمئنة جميع مواطنيها، البعيدة عن استغلال الدين والبعيدة عن نهج الفوقية والاقصاء وعدم التشارك، المتحررة من المحاصصات وتقاسم السلطة، والمدركة مسؤوليتها في اعادة انتظام الحياة العامة واقامة سيادة القانون والعدالة.
على القوى السياسية التقليدية ان تحذو حذو المرجعيات الدينية وتنهض بعملية انقاذ الوطن والشعب، وانقاذ الديمقراطية والمبادئ الدستورية والقيم الإنسانية. فلنجعل من الأزمة التي نمر بها فرصةً للإنقاذ والاصلاح الحقيقيين، فيخطو النواب الخطوة الأولى في هذا الطريق بالشروع في انتخاب رئيس للجمهورية فوراً، يساعد بالصلاحيات الدستورية الممنوح اياها على الاسراع في وقف العدوان وطلب ترميم الشرعية الدولية واعادة تفعيل المواثيق الدولية.
على النواب واجب اتمام عملية انقاذية بانتخاب الرئيس، تتخطى السياسة وتواكب القمة الروحية علّها تطمئن الناس.