قاسم قصير
يتابع العدو الصهيوني عدوانه على لبنان من خلال استمرار سلسلة الغارات الجوية على مختلف المناطق اللبنانية واستهداف المدنيين كما حصل في بلدة ايطو في زغرتا وبلدة المعيصرة في كسروان وغيرها من المناطق اللبنانية ، وفي الوقت نفسه تستمر العملية البرية في جنوب لبنان وتترافق مع التهديدات لقوات الطوارئ الدولية من اجل دفعها للانسحاب من جتوب لبنان ، كما استهدف العدو مراكز الجيش اللبناني ومراكز الهيئة الصحية والاسعاف الرسالي والصليب الاحمر وعدد من المستشفيات في البقاع .
وبموازاة الحرب العسكرية التي ينفذها العدو الصهيوني ونجاح المقاومة الإسلامية في صد العمليات البرية وتوجيه ضربات صاروخية قاسية للجيش الإسرائيلي وعلى الكيان الصهيوني ، بدانا نشهد محاولات في الداخل اللبناني من اجل اثارة الفتنة الداخلية وضرب الوحدة الوطنية عبر اثارة الحملات الإعلامية ضد النازحين او نشر معلومات خاطئة او التحريض على المقاومة وحزب الله وبيئة المقاومة والدعوة لتسليم السلاح في ظل استمرار العدوان الإسرائيلي على لبنان.
ازاء كل ذلك من المهم جدا اليوم وفي موازة البطولات التي يجسدها المقاومون على الحدود وقدرة المقاومة على اعادة ترتيب صفوفها وقدراتها ومع احتمال تصعيد العملية البرية الاهتمام بالجبهة الداخلية وتحصين الوحدة الوطنية ومواجهة الحملات الإعلامية التي تحاول اثارة الفتنة .
وقد شهدنا عدة خطوات مهمة في هذا الإطار ومنها عقد اللقاء الاعلامي الوطني اعتصام حاشد في ساحة الشهداء وبمشاركة واسعة من الاعلاميين وشخصيات سياسية وفكرية وثقافية وشبابية واجتماعية وتم اطلاق الدعوة للتضامن الوطني والرد على المحاولات الإعلامية لاثارة الفتنة .
كذلك العمل لعقد القمة الروحية في بكركي واطلاق مواقف واضحة لإدانة العدوان الصهيوني ورفض الفتنة ودعم النازحين واحتضانهم وجرت اتصالات عديدة بين القادة الروحيين للتوافق على خطاب وطني موحد .
وعلى الصعيد السياسي تتابعت الاتصالات واللقاءات من اجل التوافق على حل سياسي للازمة الداخلية وانتخاب رئيس جديد للجمهورية على اسس توافقية بعد وقف إطلاق النار والعدوان الإسرائيلي ، ورغم ان هذه الجهود لا تزال تواجه بعض العقبات فان استمرار الاتصالات واللقاءات يشكل مدخلا مهما للتوافق الداخلي وتعزيز الجبهة الداخلية وحماية الوحدة الوطنية.
لكن المهم اليوم التركيز على مواجهة العدوان الصهيوني الذي لا يستهدف فريقا معينا او طائفة محددة بل يستهدف كل لبنان ويريد احتلال جنوب لبنان وطرد قوات الطوارئ الدولية والجيش اللبناني من الجنوب واقامة منطقة امنية على الحدود .
ان الأولوية اليوم هي لمواجهة العدوان الإسرائيلي وليس لاي عمل سياسي اخر ولا يمكن انتخاب رئيس جديد للجمهورية قبل وقف العدوان.
وفي الوقت نفسه فان حماية الجبهة الداخلية وحماية الوحدة الوطنية ومواجهة أصحاب الفتنة ضرورة وطنية لانه عندما يفشل العدو الإسرائيلي في تحقيق إنجازات عسكرية يلجا لاثارة الفتنة واستهداف المدنيين.
ان اللبنانيين اليوم امام تحديات كبرى والوحدة الوطنية ضرورة ومواجهة الفتنة الداخلية مهمة جدا من اجل تحصين عمل المقاومة واما الرهان على ضعف حزب الله والمقاومة فهو رهان في غير محله والمطلوب ان يتحول جميع اللبنانيين الى مقاومة اليوم وليس سحب سلاح المقاومة.