بانوراما المساء: قاسم يعد اللبنانيين بالنصر: من المساندة الى الحرب ولا يمكن فصل لبنان عن غزة


ميقاتي: الاتصالات قائمة لتطبيق الـ1701 وضمانة لتخفيف التصعيد في الضاحية


ميلوني تزور بيروت والقمة الروحية غدا تتبنى البيان الثلاثي الرسمي

في الشكل،اكثر من ملاحظة تسجل على اطلالة نائب الامين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم.. بداية انها الاولى المنظمة المُعدة بإتقان بعدما لم تكن الاطلالتان السابقتان موفقتين، وهي مسجلة ما دام تحدث عن استهداف قافلة المساعدات، مشيرا اليها باليوم في حين استهدفت القافلة امس. ثالثا والاهم ان قاسم وضع الى جانب علم الحزب، وللمرة الاولى، العلم اللبناني، ومقابلهما صورة الامين العام حسن نصرالله. وبدا واثقا يوجه رسائله بحزم ايحاء باستعادة المقاومة قوتها وجبروتها.

اما الاخطر فجاء في المضمون، اذ سعى قاسم لتوريط لبنان الدولة في الحرب باعتباره انها معركة الدفاع عن لبنان كله وليس الحزب وحده، في ما يمكن ادراجه في خانة الرد على اسرائيل التي لا تنفك تكرر على لسان قادتها ان معركتها مع حزب الله وليس مع شعب لبنان.

القضية اذا حوّلها نائب الامين العام الى دفاع عن لبنان وشعبه وأخرجها من اطار مساندة فلسطين لاعادة بث روح الصمود في شارعه وخلق توازن رعب فُقد منذ لحظة تفجير اجهزة البايجر في ايلول الماضي.

اطلالة قاسم هدفت ايضا الى تأكيد العودة الى حلبة الميدان بقوة الحزب المعهودة رغم الخسارة الموجعة واستكمال المسيرة نفسها، متوجها الى بيئته لشدّ ازرها بعدما تشردت في الطرق وباتت من دون مأوى، ساعيا الى اضفاء مشروعية وشرعية على الحرب علّها تخفف وهج النقمة عليه.

وبعيدا من خطاب قاسم وما سيليه، تتجه الانظار غدا الى بكركي مع انعقاد قمة روحية طال انتظارها بعدما نُسِفت مرارا بفعل رفض مكون اساسي المشاركة فيها، الا ان الحرب التي تشنها اسرائيل واغتيال قادة حزب الله والمصير المجهول الذي ينحو لبنان في اتجاهه يبدو كلها فعلت فعلها في مجال ازالة العراقيل، والتئام القمة بحضور كامل.

وتقول مصادر معنية لـ”المركزية” ان العقبات التي اعترضت انعقاد القمة سابقا تمثلت بالغموض في مواقف البعض والانقسام السياسي الحاد حول مفاهيم وعناوين اساسية حالت دون الاتفاق على بيان يعتبر وثيقة وطنية ويشكل خريطة طريق لاخراج لبنان من ازمته ووضعه على طريق الانقاذ، الا ان البيان الذي اصدره رئيسا مجلس النواب نبيه بري ثم الثلاثي مع انضمام رئيس الحزب الاشتراكي سابقا وليد جنبلاط اليهما شكل ارضية صالحة لالتئام القمة استنادا الى مشروع سياسي رسمه البيانان سيناقشه رؤساء الطوائف الروحية ويخرجون ببيان يشكل استكمالا لخريطة الطريق التي تبنتها الدولة اللبنانية رسمياً.

نعيم قاسم: فيما لبنان كله تحت القصف، وبينما لبنان الرسمي يعمل من اجل التوصل الى وقف لاطلاق النار، واصل نائب الامين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم سياسة تبرير استمرار الحزب في المواجهات العسكرية فوعد جمهوره بالنصر في اطلالة هي الثالثة بعد اغتيال نصرالله مؤكدا عدم القدرة على فصل لبنان عن غزة، وأكد قاسم أن استهداف الإسرائيلي لكل لبنان، فإن حزب الله سيستهدف كل نقطة في الكيان الإسرائيلي، وسيتم اختيار النقطة التي تراها المقاومة مناسبة. وهنا لا بد من الالتفات إلى نقطة: “العدو يساعدنا في ضربه، فنحن نرسل صاروخاً فتتحرك المضادات الأرضية وبقايا الصواريخ لهذه المضادات تنزل على المستوطنات والسكّان، وأقول للجبهة الداخلية الإسرائيلية الحلّ في وقف إطلاق النار، ولا نتحدث من موقع ضعف، وبعد وقف إطلاق النار بحسب الاتفاق غير المباشر، يعود المستوطنون إلى الشمال وترسم الخطوات الأخرى. أما مع استمرار الحرب فستتزايد المستوطنات غير المأهولة، ولا تصدقوا أقوال مسؤوليكم عن قدراتنا وانظروا بأعينكم إلى قتلى جيشكم وجرحاه وما يقولونه لكم أقل من الحقيقة. وأكد قاسم أن المقاومة لن تُهزم لأنها صاحبة الأرض ولأن مقاوميها استشهاديون لا يقبلون إلا حياة العزّ وجيشكم مهزوم وسيهزم أكثر. وأكد أيضاً: “الحزب قوّي رغم الضربات القاسية، واستعدنا عافيتنا الميدانية ورممنا قدراتنا التنظيمية، ووضعنا البدائل، وأكرر لا يوجد مركز قيادي شاغر، وفي كل مركز يؤجد أيضاً البديل والميدان يشهد، الحزب قوّي بمجاهديه وإمكاناته وبتماسك الحزب وحركة أمل والجمهور الذي يعمل بتماسك بكل قوة وعزيمة، قوي بالحلفاء والإعلام النبيل والجمعيات المساندة والحكومة المتعاونة، وبالوحدة الوطنية التي أخرست أصوات النشاز حتى باتوا لا يستطيعون الكلام”. وختم قاسم بثلاث رسائل، الأولى إلى المجاهدين بأنهم عنوان الجهاد والأمل وبشائر النصر، قاتلوهم يعذّبهم الله بأيديكم، وثقتنا بكم كبيرة. والرسالة الثانية للشعب اللبناني ونحن في وطن واحد، وعملنا لأجل بناء البلد وإنقاذه، وإسرائيل هي التي تعطل حياتنا جميعاً بعدوانها المستمر، ويجب أن نبني وطننا معاً ولا يراهنن أحد على أنه سيستثمر خارج هذا الإطار، والميدان هو الذي يعطي النتيجة. أما الرسالة الثالثة فهي “لأهلنا، ونحن نقدّر تضحياتكم، أهلكم في الميدان وأنتم في النزوح، وأنتم أشرف الناس وأعظم الناس ونحن وإياكم في مركب واحد، ونعلم أن التضحية كبيرة وعلينا أن نتحمّل ونصبر رغم الصعوبات اليوم، وإذا الشعب أراد الحياة فلا بد أن يستجيب القدر، إن النصر مع الصبر.

اتصالات الحكومة: في الغضون، اكد رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي “أن الاتصالات الدولية قائمة للوصول الى وقف اطلاق النار وتعزيز دور الجيش وتطبيق القرار 1701”. وشدد على “أننا نسعى الى تأمين موافقة دولية مسبقة قبل عرض الموضوع على مجلس الامن الدولي، خصوصا وأن معطم الدول متعاطفة مع لبنان”. واشار الى “ان في خلال اتصالاتنا مع الجهات الاميركية الاسبوع الفائت اخدنا نوعا من الضمانة لتخفيف التصعيد في الضاحية الجنوبية وبيروت والاميركيون جادون في الضغط على اسرائيل للتوصل الى وقف اطلاق النار”. ولفت في حديث تلفزيوني الى “ان الاجراءات المشددة المتخذة في المطار هي لتفادي اي ذريعة يستغلها العدو الاسرائيلي”. وردا على سؤال قال “ان الجيش مستعد لتعزيز وجوده في الجنوب بحدود عشرة الاف جندي اضافي ولكنه يحتاج الى الكثير من العتاد، وهذه مسألة اساسية لتنفيذ القرار 1701. اما ربط هذا القرار بقرارات اخرى مثل القرار 1559، فلا لزوم له او للحديث عنها، لانها ستتسبب بخلافات اضافية. علينا الاتفاق على استكمال تنفيذ وثيقة الوفاق الوطني، اي بسط سيادة الدولة على اراضيها وعدم وجود سلاح غير سلاح الشرعية اللبنانية، لان هذا القرار يغنينا عن الجدال المتعلق بالقرار 1559. واجبنا أن نفرض سيادة الدولة من خلال بسط سيادتها على كل اراضيها. نحن نشدد على تطبيق القرار 1701 كاملا وهو يفي بالغرض.

بري: الى ذلك، استقبل رئيس مجلس النواب نبيه بري في مقر الرئاسة الثانية في عين التينة المدير الإقليمي للجنة الدولية للصليب الأحمر نيكولاس فون أركس بحضور رئيسة بعثة لجنة الصليب الأحمر الدولي في لبنان سيمون كاسابيانكا اشلمان. ووضع الوفد رئيس المجلس باجواء عمل اللّجنة في لبنان في ظل الظروف الراهنة على ضوء مواصلة اسرائيل لعدوانها على لبنان. كما تابع الرئيس بري تطورات الأوضاع العامة والمستجدات السياسية والميدانية خلال لقائه الوزير السابق غازي العريضي.

ميلوني الى لبنان: وسط هذه الاجواء، أعلنت رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني أنها ستزور لبنان حيث تشارك كتيبة إيطالية في قوة الامم المتحدة الموقتة في لبنان التي تعرضت لنيران إسرائيلية في الأيام الماضية. وقالت أمام مجلس الشيوخ “من المقرر أن أزور لبنان” من دون تحديد موعد هذه الزيارة”.

قمة روحية: ولمتابعة التطورات، تعقد قمة روحية استثنائية عند الساعة الحادية عشرة من قبل ظهر يوم غد الأربعاء في الصرح البطريركي في بكركي برئاسة البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي ومشاركة رؤساء الطوائف المسيحية والإسلامية. وليس بعيدا، استقبل رئيس الحكومة النائب فريد الخازن الذي بعد اللقاء “لا بد من التأكيد بعد لقاء رئيس الحكومة على وقف إطلاق النار والسعي لذلك، وضرورة انتخاب رئيس الجمهورية والبابان يشكلان الحل أو المدخل إلى الحل لهذه الكارثة والحرب العدوانية التي يتعرض لها لبنان. اما مسألة أي ملف له الأفضلية على الاخر وهل وقف إطلاق النار هو أولوية أو انتخابات رئاسة الجمهورية هي الأولوية، وأنا اؤكد ورئيس الحكومة أيضا يوافق الرأي بأن وقف إطلاق النار والسعي لانتخاب رئيس للجمهورية بأسرع وقت ممكن، هما اولوية، لان الأول يؤثر على الثاني والأول يحرك الثاني، اما النقطة الأهم المطلوبة اليوم هي مسألة التأكيد والعمل على ترسيخ الوحدة الوطنية اللبنانية والتضامن بين اللبنانيين الذي لا يجب أن يكون كلاما بلا فعل. التضامن بين القوى السياسية اللبنانية وبين الشعب اللبناني يجب أن يكون وهو كذلك مع بعض الاستثناءات، ولكن بالمجمل هو كذلك هذا التضامن يجب أن يستمر وان يترسخ ويعمل عليه”. اضاف “من هنا تأتي القمة الروحية التي ستعقد في بكركي في البطريركية المارونية بهدف ترسيخ الوحدة الوطنية وترسيخ التضامن الوطني”.

اللقاء الديمقراطي: سياسيا ايضا، استقبل مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان في دار الفتوى، وفدا من كتلة “اللقاء الديموقراطي”. وتحدث النائب بلال عبد الله باسم الوفد ” بتكليف من الزعيم وليد جنبلاط ورئيس الحزب التقدمي الاشتراكي تيمور جنبلاط، تشرفنا بلقاء سماحته وكالعادة نأتي إلى هذه الدار دار الاعتدال والانفتاح، الدار الوطنية، لكي نحاول أن نجد مخارج للأزمة التي يعيشها لبنان، هذه الأزمة الوجودية في ظل عدوان إسرائيلي مستمر على شعبنا وأرضنا وأهلنا في كل لبنان، ووجدنا لدى سماحته كل التفهم والحرص على دعم الجهود التي يقوم بها وليد جنبلاط، وجهود دولة الرئيس ميقاتي، والرئيس بري، والحوار مع كل القوى السياسية، لتأمين تسوية داخلية، تحمي ما تبقَّى من لبنان إذا صح التعبير، وتحاول خرق الجدار الديبلوماسي، لوقف إطلاق النار. وأعتقد أنَّ سماحته كان على علم بالجهود التي يقوم بها “اللقاء الديموقراطي”، خصوصا بالتنسيق المباشر والتفاهم – نحن كتلة الاعتدال – بما يتعلَّق بالتسوية الداخلية”. سئل: هل تتوقع انتخاب رئيس في القريب العاجل؟ أجاب :”السؤال يجب أن يوجه لمن يرفع الصوت والسقف هنا أو هناك، وللأسف سمعنا في الآونة الأخيرة كلاما عن مواصفات، وانتقلنا من رئيس توافقي إلى رئيس مواصفات، وأعتقد أن في الظرف الحالي قد تصعَّب الأمور، لذلك نتمنى على الجميع أن نذهب إلى تسوية”الحزب: ميدانيا، الغارات العنيفة تتنقل من البقاع الى الجنوب فالشمال. واذ اعلن الجيش الاسرائيلي اليوم انه قتل “خضر العبد” المسؤول عن منطقة شمال الليطاني في وحدة سلاح الجو التابعة لحزب الله، أعلن “حزب الله” في سلسلة بيانانات ان مجاهدي المقاومة الاسلامية استهدفوا صباحا مستعمرة كريات شمونة بِصلية صاروخية وتجمعاً لِقوات الجيش الإسرائيلي في موقع المرج بِصلية صاروخية. واعلن انه اطلق مساء الإثنين صلية صاروخية على ضواحي تل أبيب”. كما قام مجاهدو الحزب في وحدات الدفاع الجوي عند الساعة 12:30 من منتصف ليل يوم الثلاثاء 15-10-2024 بإسقاط طائرة مسيرة إسرائيلية من نوع هرمز 450″. وقصف “مستعمرة كريات شمونة بصلية صاروخية”. وقصف مدينة حيفا المحتلة واستهدف تجمعا لأفراد وآليات جيش العدو الإسرائيلي في خلة وردة بصليتين صاروخيتين. وأعلن أن “أثناء محاولة تسلل قوة مشاة للجيش الإسرائيلي إلى أطراف بلدة رب ثلاثين من الناحية الشرقية، اشتبكت عناصرنا معها بالأسلحة الرشاشة والصاروخية وما زالت الإشتباكات مستمرة”. كما أعلن “الحزب” أنه قصف بالصواريخ تجمعا لقوات إسرائيلية في موقع البغدادي، وخلة وردة والمرج.

المركزية