بانوراما المساء: دفاعًا عن لبنان: معراب لرئيس يطبق القرارات الدولية والطائف


إتصالات بين بري وماكرون وميقاتي وهوكشتاين: وقف النار والـ1701
غارات إسرائيلية تستهدف البترون للمرة الاولى والمعيصرة وعمليات للحزب

 فيما الطيران الحربي الاسرائيلي لا يفارق الاجواء اللبنانية، مغيرا على اراضيه قاطبة وقد وصل اليوم الى البترون للمرة الاولى وعاود ضربه المعيصرة في كسروان، وفي وقت لا يفارق المسؤولون الايرانيون الاراضي اللبنانية حيث باتت بيروت محطة ثابتة على أجندتهم منذ شعورهم بانطلاق مساع رسمية جدية لوقف النار وفك مسار لبنان عن غزة، خريطةُ طريقٍ للخروج من هذا الجهنّم الدموي والعسكري والسيادي، طرحها اليوم اللقاء الوطني الذي عقد في معراب تحت شعار “دفاعا عن لبنان”، تبدأ بانتخاب رئيس يعمل لوقف النار ويتعهد بتنفيذ الطائف والقرارات الدولية.

دفاعا عن لبنان: في ختام المؤتمر الذي شارك فيه ممثلون عن الكتائب وتجدد وشخصيات مستقلة، أكد رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع “أننا نلتقي اليوم بعد أن بات واضحا لنا أن لبنان كسفينة تغرق لا ربان لها ولا دفة ويمر لبنان بأصعب أيام وأُدخل في أتون حرب جديدة ارتفعت وتيرتها تدريجياً مع اشتداد الدمار والنزوح وتقضي على البشر والحجر ما سبب ضرراً كبيراً للبنانيين”. واردف “في هذه المرحلة، لا بد من استعادة هذه الدولة بعد تفكك الكيان وانهيار الهيكل على رؤوس الجميع واستمرار حروب مدمرة بسبب الهيمنة والسلاح والفساد وسيطرة قوى خارجية على قرار الحرب في لبنان، وتدخلها المباشر، المرفوض، عبر ادارة مباشرة للأعمال العسكرية استخدمت جزءاً من الشعب اللبناني في حروبها إما كأدوات قتالية أو كدروع بشرية. وأمام كل ما يعيشه الشعب اللبناني من قلق وخوف على المصير، في وطن منكوب ودولة غير موجودة، كان لا بد من “لقاء وموقف ومبادرة”، نحدّد من خلالها خارطة طريق، استكمالاً لمواقف سابقة لجميع قوى المعارضة، وذلك لوقف النزيف والمعاناة على المستويات كافّة. فالحاجة الملحّة تستدعي أولاً، وبصورة رئيسة وقبل أي شيء آخر، التوصّل الى وقف لإطلاق النار، الأمر الذي يضع حدًا أولياً للكارثة التي يعيشها شعبنا… واذا اشار الى ان “نعلم جيدًا أن المجتمعين العربيّ والدوليّ لم يعد لديهما ثقة بالمجموعة الحاكمة في لبنان، خصوصاً بعدما تخلّت الدولة لسنوات وسنوات عن قرارها الأمني والإستراتيجي لمصلحة مجموعة وتنظيم خارج الدولة”، قال جعجع “إنّ أوّل خطوة في خارطة الطريق هذه هي التوصّل الى وقف لإطلاق النار بأسرع وقت ممكن. فبغياب مبادرات دولية جدية، لم يبق لنا، للتوصل الى وقف إطلاق النار إلاّ الذهاب لانتخاب رئيس للجمهوريّة: رئيس يطبق الدستور ويحترم القوانين المرعيّة الإجراء، رئيس ذي صدقية، يتعهّد مسبقاً بشكل واضح وجلّي بتطبيق القرارات الدولية خصوصاً القرارات 1559، 1680 و1701 وفقاً لجميع مندرجاتها، وبنود اتفاق الطائف ذات الصلة، رئيس يتعهّد بشكل واضح وصريح بأنّ القرار الاستراتيجي لن يكون إلا للدولة وللدولة وحدها فقط، رئيس يتعهّد بإعطاء الجيش اللبناني الصلاحيات اللازمة كلها لعدم ترك أي سلاح او تنظيمات أمنية خارج الدولة، رئيس خارج الممارسات السياسية الفاشلة كلها التي عرفناها، ومشهود له بنظافة الكفّ، والاستقامة، والأخلاق العالية والوطنيّة، على ان يتبع انتخاب الرئيس فوراً استشارات نيابيّة ملزمة لتكليف رئيس للحكومة وتشكيل حكومة على الأسس السيادية عينها المنوّه بها أعلاه، وهذا كلّه لا يعني أنّ فريقاً سيكون غالباً وآخر مغلوباً، لا بل سيكون لبنان هو المنتصر لمصلحة شعبه كله وأمنه واستقراره وازدهاره.

قاليباف: في المقابل، كانت ايران من جديد، تتفقد من كثب الاوضاع اللبنانية، وقد باتت زيارات مسؤوليها الى بيروت مكثفة منذ اغتيال الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله في معطى يدل اما على انها قررت التفاوض بالمباشر نيابة عن حزب الله او على ان ثمة تنافسا بين الاجنحة الايرانية الداخلية…. فبعد وزيرالخارجية الايرانية عباس عراقجي و المندوب الخاص لوزير الخارجية الإيراني لشؤون الشرق الأوسط وغرب آسيا محمد رضا شيباني، حط اليوم في لبنان، رئيسُ مجلس الشورى الايراني محمد باقر قاليباف وجال على المسؤولين انطلاقا من السراي حيث إستقبله رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي. وفي خلال اللقاء أكد ميقاتي” ان اولويات الحكومة في هذه المرحلة هي العمل على وقف اطلاق النار ووقف العدوان الاسرائيلي والحفاظ على امن لبنان وسلامة ابنائه. وشدد” على التزام لبنان بتطبيق القرار الدولي الرقم 1701 وتعزيز وجود الجيش في الجنوب، واجراء الاتصالات اللازمة مع دول القرار والامم المتحدة للضغط على اسرائيل لتنفيذ القرار كاملا”… وجال قاليباف ظهرا في موقع الغارة الاسرائيلية في البسطة يرافقه عدد من اعضاء كتلة الوفاء للمقاومة. واعلن في المناسبة “اننا نقدم كل الدعم للشعب اللبناني ونتمنى أن ينتصر وسنبقى الى جانبه في هذه الظروف الصعبة”. بعدها، زار عين التينة للقاء رئيس المجلس النيابي نبيه بري. وقال بعد اللقاء: أتقدّم بالعزاء والمواساة للشعب اللبناني وأحمل معي رسالة من القيادة الإيرانيّة. اضاف: إيران تقف إلى جانب لبنان في كلّ الظروف الصعبة وسأتوجّه من هنا إلى جنيف لمقابلة رؤساء البرلمانات الدوليّة لأنقل مأساة الشعبين الفلسطيني واللبناني. وتابع: مستعدّون لتقديم المساعدات للنازحين تحت إشراف وإدارة حكوميّة كما سيكون هناك جسر جوي بين لبنان وإيران لتقديمها.

بري – ماكرون: في الموازاة، جرى اليوم إتصال بين الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والرئيس بري تم خلاله التداول بالاوضاع الراهنة التي يمر بها لبنان والمساعي السياسية الرامية لوقف العدوان الإسرائيلي ، حيث أكد رئيس المجلس على الموقف الرسمي اللبناني الذي تبنته الحكومة اللبنانية المُطالب بوقف فوري لإطلاق النار ونشر الجيش اللبناني حتى الحدود الدولية تطبيقاً للقرار الأممي 1701 ، كما تطرق الاتصال للجهود التي تبذلها فرنسا مشكورة لعقد مؤتمر دولي لدعم لبنان لتجاوز الازمة الانسانية الناجمة عن نزوح أكثر من مليون و200 الف لبناني وكيفية مساعدة لبنان على إغاثتهم .بري جدد شكره لفرنسا ورئيسها على الجهود التي تبذلها على مختلف الأصعدة لدعم لبنان وشعبه في هذه المحنة .

ميقاتي – هوكشتاين: ايضا وفي سياق المواكبة الدولية للتطورات اللبنانية، تلقى ميقاتي اليوم اتصالا من الموفد الرئاسي الاميركي اموس هوكشتاين تم خلاله البحث في سبل التوصل الى وقف اطلاق النار ووقف المواجهات العسكرية، للعودة الى البحث في حل سياسي متكامل ينطلق من تطبيق قرار مجلس الامن الرقم1701. وكان هوكشتاين اكد أن الولايات المتحدة لم تعط أي ضوء أخضر لأي عمليات عسكرية في لبنان، مشددا على أن الولايات المتحدة ملتزمة بتعزيز الجيش اللبناني ونشره في الجنوب.

البابا يصلي: في الاطار ذاته، أعرب البابا فرنسيس تأكيده على “حق جميع الدول في الوجود بسلام وأمان”، مشددًا على “أهمية عدم الاعتداء على أراضي الدول واحترام سيادتها”. ودعا البابا إلى “ضمان هذه السيادة من خلال السلام والحوار”، مؤكدًا أن “الحرب والكراهية لا تجلبان إلا الموت والدمار للجميع”، مناشدا “وقف فوري لإطلاق النار على جميع جبهات الحرب في الشرق الأوسط، بما في ذلك لبنان”. وفي ختام كلمته، دعا البابا الجميع للصلاة من أجل اللبنانيين، وخاصة من أجل سكان الجنوب الذين أُجبروا على مغادرة قراهم، معربًا عن أمله في أن يعودوا قريبًا ليعيشوا في سلام.

استهداف اليونيفيل: في الاثناء، بقي استهداف الجيش الاسرائيلي لليونيفيل يتفاعل. دوليا، ادانة واسعة، من فرنسا الى ايطاليا فاسبانيا مرورا بمجلس الامن، لهذه الضربات التي طلب الاميركيون من الاسرائيليين وضع حد لها. في الداخل، استنكر وزير الدفاع موريس سليم بشدة الاعتداءات التي تعرضت لها القوات الدولية العاملة في الجنوب على حفظ السلام ، معتبرا ان هذه الاعتداءات ان دلت على شيء فهي تدل على ان العدو الاسرائيلي يضرب بالقرارات الدولية عرض الحائط وبالمهام السلمية لليونيفيل ما يفضح مرة جديدة حقيقته العدوانية ليس فقط ضد لبنان ، بل كذلك ضد السلام والاستقرار في المنطقة كلها”. واعتبر ان “مطالبة لبنان بوقف النار والتزامه تطبيق القرار ١٧٠١ بكل مندرجاته يؤكد مرة جديدة ان لبنان لا يسعى الى الحرب ، لكنه في المقابل لا يقبل باستمرار الاعتداءات الاجرامية الاسرائيلية التي تستهدف الابرياء في مناطق عدة” . واكد انه على “المجتمع الدولي ان يضغط بقوة على اسرائيل لارغامها على تطبيق القرار ١٧٠١ ووقف العدوان على لبنان”، لافتاً الى ان “العدو الاسرائيلي لم يلتزم يوماً بهذا القرار الدولي منذ صدوره في العام ٢٠٠٦ “. وحيّا “التضحيات الكبيرة التي يقدمها الجيش اللبناني دفاعا عن سيادة لبنان وسلامة اراضيه في مسيرة عطاء ووفاء تتعمد بدماء شهداء الجيش الذي لم يبخل يوما في الشهادة، وقد قدم مزيدا من التضحيات باستشهاد جنديين على حاجز كفرا في الجنوب ووقوع عدد من الجرحى متمنيا لهم بالشفاء العاجل”.

تهديد للاغاثة: وكان الجيش الاسرائيلي وسّع اليوم تهديداته التي تنتهك القانون الدولي وقوانين الحرب عبر تهديده الهيئات الاغاثية. فقد كتب المتحدث باسم الجيش الاسرائيلي أفيخاي أدرعي على “إكس”: كشف جيش الدفاع مؤخرًا أن عناصر من حزب الله يستخدمون سيارات الإسعاف لنقل مخربين وأسلحة، لذا نحذر من استمرار هذه الظاهرة، وندعو الفرق الطبية إلى تجنب التعامل مع عناصر حزب الله وعدم التعاون معهم. جيش الدفاع يؤكد أنه سيتم اتخاذ الإجراءات اللازمة ضد أي مركبة تنقل مسلحين، بغض النظر عن نوعها… في المقابل، قال الصليب الأحمر: نبلّغ اليونيفيل بكل تحركاتنا خصوصاً عند التنقل على الحدود.

في البترون: ميدانيا، خيم الهدوء الحذر على الضاحية الجنوبية وبيروت في حين بقيت قرى الجنوب والبقاع تحت القصف، الذي يحصد قتلى وجرحى. اما الجديد اليوم فتمثل في غارة على بلدة ديربلا في قضاء البترون. كما استهدفت غارة منزل المواطن عبدالله عمرو في المعيصرة – كسروان حيث نقل عناصر الإسعاف في الدفاع المدني – جبيل عددا من الإصابات ، بينها من هو بحالة حرجة ، إلى مستشفى سيّدة ماريتيم ومستشفى سيّدة المعونات في جبيل. وافيد عن سقوط قتيل. وسجلت غارة إسرائيلية على مدخل برجا من جهة جدرا. واستهدفت غارة بلدة كفرملكي في منطقة اقليم التفاح.

حزب الله: من جانبه، أعلن حزب الله استهداف قوة مشاة إسرائيلية في خربة زرعيت بقذائف المدفعية وتحقيق إصابة مباشرة، ومصنع المواد المتفجرة في قاعدة 7200 جنوب حيفا بصلية من الصواريخ النوعية. واعلن انه قصف مدينة طبريا المحتلة بصلية صاروخية”. واستهدف “تجمعا لجنود اسرائيل على أطراف بلدة بليدا برشقة صاروخية”. وقال: استهدفنا ‏تجمعاً لقوات العدو الإسرائيلي في مستعمرة المطلة بصلية صاروخية كبيرة. واستهدف “تجمعا لجنود العدو في مستعمرة كفريوفال بصلية صاروخية”. واستهدف “قاعدة الاتصالات في كرن نفتالي برشقة صاروخية كبيرة”. واستهدف “تجمعاً لجنود العدو في مستعمرتي خربة نفحا وكفر جلعادي بصلية صاروخية”. وشن الحزب “هجوماً جوياً بسرب من المسيرات الانقضاضيّة على عين مرغليوت وأصابت أهدافها بدقة”. واعلن “اننا استهدفنا تجمعاً لجنود العدو الإسرائيلي في مسكفعام بقذائف المدفعية ‏”.

المركزية