يولا هاشم
تشهد الساحة السياسية المحلية تحرّكاً نشطاً باتجاه إخراج الملف الرئاسي من عنق الزجاجة، فمن البيان الثلاثي الذي صدر عن لقاء رئيس المجلس النيابي نبيه بري ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي والرئيس السابق للحزب “التقدمي الاشتراكي” وليد يوجنبلاط الاسبوع الماضي، إلى اللقاءات التي عقدها بري مع العديد من ممثلي الكتل النيابية، والزيارات التي قام بها “اللقاء الديموقراطي” مع “القوات اللبنانية” و”الكتائب” وغيرهم، وتحرك “تكتل الإعتدال الوطني” باتجاه الكتل والقوى السياسية، إلى حراك النائب غسان سكاف، بهدف تذليل العقبات والإجماع على اسم شخصية إنقاذية وسيادية تحظى بشبه توافق عام بين المكوّنات كلها للخروج من مأزق الاستحقاق الرئاسي. فكيف ينظر “التيار الوطني الحرّ” إلى هذه التحرّكات وهل سيتمكن الأفرقاء من الاتفاق على شخصية تحظى بموافقة 86 صوتاً للذهاب إلى المجلس النيابي وانتخاب رئيس؟
عضو تكتل “لبنان القوي” النائب شربل مارون يؤكد لـ”المركزية” ان “مسار الملف الرئاسي اليوم يشبه تماماً ما سبق أن طرحه رئيس “التيار الوطني الحر” النائب جبران باسيل، وهو أننا نعتبر ان أي توافق في التركيبة اللبنانية يفيد. وكم يكون الأمر جيداً لو تمكنا كلبنانيين، في ظل هذه الحرب والظروف الصعبة، من الوصول الى توافق داخلي يؤدي إلى إنتاج رئيس للجمهورية، وتكون بمثابة رسالة دولية ورسالة قاسية ضد العدو الاسرائيلي”.
وعمن هو الرئيس التوافقي، يجيب: “يتم التداول اليوم بين الأفرقاء وكل الأمور مطروحة للبحث. وطرح التشاور يعني عدم وجود فرض لاسم معين، بل تحاور في الأفكار التي يحملها كل فريق، وما طُرِح سابقاً. لن ندخل في الاسماء كي لا نكبّر او نصغّر أحدا، ولكي نفسح المجال أمام تبلور المعطيات. كما ان التوافق ووحدة الصف الداخلي ووحدة لبنان من أهم الأمور في هذه الظروف وان نجتمع لتقرير مصير البلد ومن يرفض فليرفض ويتحمل المسؤولية، لكن من جهتنا سنستمر في المحاولة”.
وعن إمكانية جمع 86 صوتا حول شخصية رئاسية، يجيب: “لا يمكننا ان نجزم، لكن لا شيء مستحيلا. نحن في حركة دائمة، ومن المهم ان نتوافق . اتصالات كثيرة تجري وكل الكتل تعمل في هذا الاتجاه. هذه المبادرة أطلقها الوزير باسيل حينما لم يكن أحد يتحدث في الموضوع. عندما جال على الكتل والقوى السياسية، ولامه الكثيرون انذاك باعتبار ان الرئاسة لا تبحث في هذه الظروف.
الامر ليس بمستجد بالنسبة لـ”التيار” بل منذ ان كان الرئيس ميشال عون في قصر بعبدا وقبل 6 أشهر من انتهاء ولايته قمنا بمبادرة وقدمنا ورقة حول الاولويات الرئاسية ووضعنا فيها كل أفكارنا وقمنا بجولة على معظم الكتل النيابية وطرحناها عليهم. واليوم ما زلنا نكرر الكلام نفسه ومازلنا ثابتين في المواقف نفسها. لا حل إلا من خلالها. لن نستسلم وسنستمر بالتمسك بالمبادرة وقد أعاد الوزير باسيل طرحها على الكتل لتثبيتها. اليوم بدأ عدد من الكتل يتحدث هذه اللغة وهذا أمر جيد، ونحن معه، كي نتحاور جميعنا حتى الوصول الى اسم معين يتوافق عليه الجميع ونؤمن له 86 صوتاً ونتمنى ان يتوافق عليه الجميع فيكون من الأفضل”.
هل من بصيص امل، يجيب: “الأمور ليست مستحيلة، وإمكانية نجاحها رهن بالظروف القائمة. هناك أمل بأن نتوافق جميعنا، لأن العديد من الكتل تتابع الموضوع لإنتاج رئيس. هذا الحديث معمم بين الكتل وبات حديث الساعة، والجو في البلد بهذا الاتجاه”.
يولا هاشم ـ المركزية