بانوراما المساء: الحزب يفوّض برّي الحلّ السياسي: نؤيّد حراكه لوقف النار‏


الإشتراكي في بكركي واجتماعات نيابيّة”رئاسيّة” في البرلمان


بلاسخارت ولازارو: التفاوض لاستعادة الامن…الجيش: نتولى مسؤولياتنا ‏

ثانية، اطل نائب امين عام حزب الله الشيخ نعيم قاسم،بعد اغتيال السيد حسن نصرالله، ليشّد أزر بيئته النازحة المفترش بعضها العراء في الطرقات. ولكن حتى هذا، ليس هو سبب الاطلالة في ذكرى مرور عام على انطلاق العمليات العسكرية جنوبا، بقرار من حزب الله، دعما لغزة، وفي غياب الامين العام، انما تأكيد منح وكالة عامة لرئيس مجلس النواب نبيه بري تفوضه تولي المهام السياسية وصولا الى وقف النار. “فالحزب والحركة على قلب واحد في السرّاء والضرّاء، وعلينا أن نكون متلاحمين، ونقول للأستاذ نبيه برّي “أنت الأكبر بنظر الأمين العام السيد حسن نصرالله واعلم أنك الأخ الأكبر بنظر كل حزب الله وهذا أمر لا يمكن أن يتخطاه أحد، ونحن نؤيد الحراك السياسي الذي يقوم به الرئيس برّي، بعنوانه الأساس وهو وقف إطلاق النار”.

في انتظار الترجمة العملية لكلام قاسم وما اذا كان يتحدث عن وقف النار في لبنان فقط ام باستمرار ربط المسار مع غزة، والى حين يقول الرئيس بري كلمته، بعدما لفحت البيان الثلاثي مواقف وزير خارجية ايران عباس عرقجي ولقيت ردا من الزعيم الاشتراكي وليد جنبلاط رافضا “اعطاءنا دروسا في المواجهة”، بقيت المعارضة على مواقفها رافضة  بدورها استمرار السلاح غير الشرعي داخل الدولة، على ما عبر عنه رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميل امس، واستمرت حركة اللقاءات والاتصالات الهادفة الى انجاز الاستحقاق الرئاسي.

لا نقاش قبل وقف النار: وفي وقت تستمر اسرائيل بضربها الاراضي اللبنانية من العاصمة الى الجنوب والبقاع والجبل، أكد حزب الله على لسان نائب امينه العام مواصلة القتال جنوبا، حتى توصُل لبنان الرسمي الى استصدار قرار بوقف النار. وتوجه في خطاب الى النازحين قائلا “نحن ثابتون وسننتصر إن شاء الله وأنتم بنزوحكم تدفعون ثمنا مشابها للثمن الذي تدفعه المقاومة”. وأعلن ان “حزب الله” وحركة “أمل” على قلب واحد في السراء والضراء ومن يتوقع غير هذا من أبناء السيد موسى الصدر”. وقال :”نحن لنا ملء الثقة بقيادة الأخ الأكبر الأستاذ نبيه بري أنت الأكبر بنظر الأمين العام واعلم أنك الأخ الأكبر بنظر كل “حزب الله”. وأيد “الحراك السياسي الذي يقوده بري بعنوانه الأساس وقف إطلاق النار”، معلنا انه “قبل وقف إطلاق النار أي نقاش آخر لا محل له بالنسبة إلينا”. ولفت الى انه “إن تابع العدو حربه فالميدان يحسم ونحن أهل الميدان ولن نستجدي حلا”، وقال “هذه الحرب هي حرب من يصرخ أولا ونحن لن نصرخ سنستمر وسنضحي وسنقدم وإن شاء الله تسمعون صراخ العدو”. وقال “ليس لدينا موقع شاغر كل المواقع مملوءة وحزب الله يعمل بكامل جهوزيته وانتظامه. كل ما كان لدى القادة الذين استشهدوا توجد نسخ منه لدى مساعديهم وبدلائهم ،لا خوف من المتابعة التي تجري بانتظام بحمد الله”. وأكد اننا “سننجز انتخاب الأمين العام وفق الآليات التنظيمية وسنعلن ذلك في حينه”، وقال :” عدوان على الضاحية والجنوب والبقاع والجبل مؤلم جدا ولكنه سلاح العدو أن يبطش بالمدنيين وهو يعتقد أنه سينتصر. وأعلن ان “الحل الوحيد بالنسبة إلينا هو المقاومة والصمود والتفاف أهلنا حولنا هذا هو خيارنا للنصر”. وقال “سنهزم إسرائيل إن شاء الله ولن تحقق أهدافها”.

التفاوض لاستعادة الامن: وسط هذه الاجواء، صدر عن المنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان جينين هينيس-بلاسخارت ورئيس بعثة “اليونيفيل” وقائدها العام الجنرال أرولدو لاثارو بيان جاء فيه “اليوم، بعد مرور عام، تصاعد التبادل شبه اليومي لإطلاق النار إلى حملة عسكرية شعواء ذات كلفة إنسانية كارثية. إذ أصبح القصف الإسرائيلي المستمر جزءًا لا يتجزأ من الحياة اليومية في لبنان، وقيام حزب الله بإطلاق الصواريخ والقذائف تجاه إسرائيل، حيث يتكبد عدد هائل من الناس ثمنًا لا يُمكن تصوره من القتلى والجرحى فضلا عن مئات الآلاف من النازحين. إن كلّ صاروخ أو قذيفة تُطلق، أو قنبلة تُلقى، أو غارة برية تُنَفّذ، تُبعد الأطراف أكثر عن الغاية المتوخاة من قرار مجلس الأمن رقم 1701 (2006) كما تُباعد بينهم وبين خلق الظروف اللازمة من أجل ضمان الأمن الدائم للمدنيين على جانبي الخط الأزرق. مما لا شك فيه أن زيادة حدة العنف والتدمير لن يحل القضايا الجوهرية ولن يجلب الأمن لأي طرف على المدى الطويل. بل العكس هو الصحيح، إن الحل التفاوضي السبيل الوحيد لاستعادة الأمن والاستقرار الذي يتوق إليه ويستحقه المدنيون على جانبي الخط الأزرق. وقد آن الأوان للتحرك في هذا الاتجاه”.

غارات: على الارض، وفور انهاء قاسم كلمته، شن الطيران الاسرائيلي غارة عنيفة على محيط منطقة حارة حريك -الرويس في الضاحية الجنوبية. وسمعت أصداء انفجاراتها في بيروت وجبل لبنان. واستهدفت الضاحية مرة اخرى بعد وقت قليل وطالت الغارة نقطة خلف المطار… جنوبا شنّ الطيران الحربي الإسرائيلي جولة جديدة من الغارات على عدد من الأماكن والبلدات في قضاء صور. فشن غارة على طيرفلسيه واخرى بالقرب من مستشفى حيران. واستهدفت غارة وسط بلدة عدلون في الزهراني. واغار على مدينة النبطية. واستهدفت غارات بلدة الخيام. وسجلت غارة على بلدة الشهابية وثانية استهدفت مركز كشافة الرسالة في ياطر من دون وقوع اصابات. بقاعا، شن الطيران الاسرائيلي بعد الظهر غارة على بلدة الخضر.

حيفا: وأعلن “حزب الله” في سلسلة بيانات ان مجاهدي المقاومة الاسلامية استهدفوا مرابض مدفعية ‌‏الجيش الإسرائيلي في دلتون وديشون بصلية صاروخية. كما استهدفوا تجمعاً لقوات الجيش الإسرائيلي في محيط مستعمرة يرؤون بصلية صاروخية. واعلن الحزب “اننا إستهدفنا تجمعاً لقوات العدو الإسرائيلي في موقع البغدادي بِسربٍ من المسيرات الإنقضاضية وأصابت أهدافها بِدقة”. واعلن “اننا قصفنا مدينة ‏حيفا والكريوت بصلية صاروخية كبيرة” فيما اشار الجيش الإسرائيلي الى إطلاق نحو 105 صواريخ من لبنان باتجاه خليج حيفا على دفعتين.

مجمع للحزب: من جانبه، أعلن المتحدث باسم الجيش الاسرائيلي افيخاي أدرعي أنّ “قوات لواء غولاني تسيطر على مجمع تابع لعناصر “حزب الله” في جنوب لبنان وتدمر داخله وسائل قتالية”. وقال أنّ خلال عمليتها البرية، كشفت قوات جولاني في جنوب لبنان على مجمع قتاليّ يطل على بلدات شمالية مجاورة للحدود. وأوضح “عثرت القوات داخل المجمع على منزل سكنيّ وبستان زيتون إلى جانب منصة صاروخية محملة وجاهزة للاطلاق نحو بلدات الشمال”. ولفت إلى أنّه “تم العثور على بنى تحتية تحت الأرض، حفر اختباء، ومساحات مكوث واستعداد كان يستخدمها عناصر حزب الله”. وقال: في داخل المنزل السكني، تم العثور على مكان للتجهيز ليتم تدمير مخزون من الوسائل القتالية شمل منصات، شبكات تمويه، وسترات للقتال وصواريخ مضادة للدروع. كما تم كشف وتدمير أسلحة مخصصة للكمائن..

الجيش: الى ذلك، اكدت قيادة الجيش في معرض تعليقها على “اطلاق بعض وسائل الإعلام حملات تجنٍّ وافتراءات وتخوين تطال المؤسسة العسكرية وقيادتها خدمة لمصالح ضيقة وغايات سياسية” على “اننا لن ندخل في سجالات او مزايدات وهي ليست معنية بأي ملفات أو استحقاقات. الأولوية اليوم بالنسبة إلى القيادة هي حماية المؤسسة والمحافظة على تماسكها، ووقف العدوان والصمود ودعم المواطنين ومواكبة أزمة النزوح، ومواصلة عمليات الإنقاذ بالتنسيق مع الأجهزة المختصة، تزامنًا مع حفظ السلم الأهلي والاستقرار الداخلي. واوضحت “أن الجيش اللبناني، إذ ينتشر على كامل مساحة الوطن بما فيها الحدود الجنوبية، يتولى مسؤولياته الوطنية ويقدّم الشهداء ويحافظ على جهوزيته للدفاع عن الأرض ضمن الإمكانات المتاحة، وذلك استنادًا إلى قرارات السلطة السياسية وتوجيهاتها للقيام بما يراه مناسبًا من أجل حماية لبنان والمؤسسة العسكرية، والالتزام بالقرار ١٧٠١ ومندرجاته بالتنسيق الوثيق مع قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان – اليونيفيل”.

واليوم، استقبل قائد الجيش العماد جوزف عون في مكتبه في اليرزة رئيس أركان الجيش الإيطالي الجنرال Luciano Portolano بحضور السفير الإيطالي في لبنان Fabrizio Marcelli، وتناول البحث الأوضاع العامة في البلاد في ظل العدوان الإسرائيلي المستمر على لبنان، وسبل تعزيز علاقات التعاون بين جيشَي البلدَين.

لتطبيق النداء: بدوره، شدد وزير الدفاع الوطني في حكومة تصريف الاعمال موريس سليم على “ضرورة تحرك المجتمع الدولي لتطبيق النداء المشترك الفرنسي الاميريكي بدعم من الاتحاد الاوروبي ودول عربية وغربية من اجل وقف فوري لاطلاق النار”. وأكد الوزير سليم “التزام لبنان الدائم بالقوانين والمواثيق والقرارات التي تصدر عن المجتمع الدولي والتزامه القرار 1701 وكل مندرجاته”. وأطلع وزير الدفاع خلال لقائه رئيس أركان الدفاع الإيطالي الجنرال لوتشيانو بورتولانو والوفد المرافق، على ما يرتكبه العدو الإسرائيلي من مجازر بحق الشعب اللبناني ما يؤكد على النهج العدواني في القتل والتدمير وعدم إحترام القوانين الدولية والإنسانية. وتم في خلال اللقاء عرض للتعاون العسكري بين البلدين وأهمية الدور الذي تقوم به الوحدة الايطالية في اطار القوة الدولية العاملة في جنوب لبنان (اليونيفيل) كما البعثة العسكرية الإيطالية في لبنان. واكد الجنرال بورتولانو “استمرار دعم إيطاليا للبنان وجيشه لا سيما في الظروف التي تمر بها البلاد”.

جولة الاشتراكي: في السياسة، استقبل البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي في الصرح البطريركي في بكركي، النائبين مروان حمادة وراجي السعد موفدين من رئيس السابق للحزب “التقدمي الاشتراكي” وليد جنبلاط. بعد اللقاء قال السعد: “أتينا اليوم كلقاء ديموقراطي لاستكمال جولتنا والمشاروات والاتصالات، وهذا الصرح هو حجر الأساس في لبنان، لذا تحدثنا مع غبطته ووضعناه في صورة المشاروات الحاصلة واستمعنا الى رأيه. نحن كلقاء ديموقراطي نشدد على ضرورة وقف الحرب وفصل جبهة غزة عن جبهة لبنان، ونقول أيضا أن هناك ضرورة ملحّة لانتخاب رئيس للجمهورية وممارسة ضغط على المجتمع الدولي من أجل وقف الحرب في لبنان، ومن هذا المنطلق نعتبر أن لدينا واجب وطني كلبنانيين وهو انتخاب رئيس للجمهورية وتطبيق القرارين 1559 و 1701”. وعن سؤاله عن أي رئيس يبحثون، قال السعد: “ما يهم هو انتخاب رئيس للجمهورية، وهذا سبب اتصالاتنا ومشاوراتنا، ونعد اللبنانيين أن نستمر في هذه الجهود من أجل الوصول الى انتخاب الرئيس”.

لجنة الازهر: ايضا، استقبل البطريرك الراعي وفدا من لجنة صياغة بيان الأزهر برئاسة الرئيس فؤاد السنيورة الذي دعا بعد اللقاء الى انتخاب رئيس فوراً والشروع بتطبيق 1701.

لقاءات سياسية: الى ذلك، عقد اجتماع في مجلس النواب بين نواب من اللقاء التشاوري النيابي المستقل وكتلة الاعتدال للتداول في المستجدات التي تمرّ فيها البلاد. وشدّد الفريقان على ضرورة وقف اطلاق النار فوراً ودعم الموقف الرسمي اللبناني في هذا الشأن، وعلى الحاجة لإنتخاب رئيس الجمهورية في اسرع وقت. وتداول الفريقان في المسار الذي يوصل الى انجاز الاستحقاق الرئاسي واتفقا على تكثيف التنسيق في ما بينهما وسائر الكتل النيابية دون إستثناء وتعزيز التعاون لإرساء التوازن في المشهد السياسي والحؤول دون عزل أي مكون في الداخل اللبناني. كما عقد اجتماع بين نواب اللقاء التشاوري النيابي المستقل ووفد كتلة تحالف التغيير ضمّ النائبين وضاح الصادق ومارك ضوّ وجرى التداول في مجريات الحرب وضرورة وقف اطلاق النار وأولوية انتخاب رئيس للجمهورية ودراسة خطوات للوصول الى هذا الهدف من خلال اكثرية جامعة و موصوفة في مجلس النواب… وزارت كتلة الاعتدال الوطني رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل في الثانية بعد الظهر في منزله في البياضة.

المركزية