خاريطة طريق نواب قوى المعارضة لإنقاذ لبنان.. هل يعود “الحزب” إلى الدولة؟

المعارضة

عشية ختام “حرب الإسناد” التي أطلقها “الحزب” في 8 تشرين الأول 2023، عامها الأول، وبعد ما جرّته من خسائر بشرية وإصابات وويل وخراب ودمار، أطلق نواب قوى المعارضة نداء اعتُبر وفق كثير من المراقبين بمثابة خريطة طريق لإنقاذ لبنان ووقف الحرب والانطلاق بمسيرة لملمة آثارها وإعادة بناء الدولة، لافتين إلى أنه “في تاريخنا الحديث، تعلّمنا مراراً أن كل انفراد أو استفراد أو خروج عن النظام العام والدستور وعن المصلحة الوطنية المشتركة، أودى بنا إلى المهالك، جماعات وأفراد”.

في النداء ـ خريطة الإنقاذ، الذي أطلقه نواب قوى المعارضة، تبرز “مطالبتهم السلطات الدستورية بتحمل مسؤولياتها تجاه الشعب اللبناني الذي يدفع ثمن حرب مدمرة لم يكن له خيار فيها، وإنقاذ لبنان وحماية مواطنيه، وذلك من خلال القيام، فوراً، بسلسلة خطوات لعل أهمها، اتخاذ الحكومة القرار بفصل لبنان عن أي مسارات إقليمية أخرى، ورفض كافة أشكال الإملاءات والوصاية التي تمارس على لبنان، والالتزام بوقف إطلاق نار فوري، وتطبيق القرار 1701 بكامل مندرجاته وتفاصيله، وتطبيق اتفاق الطائف وباقي القرارات الدولية، لا سيما القراران 1680 و1559، بما يؤدي إلى تثبيت اتفاقية الهدنة واسترداد الدولة قرار السلم والحرب وحصر السلاح بيدها فقط…”.

أيضاً، “تحديد موعد فوري ثابت ونهائي لجلسة انتخاب رئيس للجمهورية، من قبل رئيس المجلس النيابي، بدورات متتالية وفق المواد 49 و73 و74 من الدستور من دون شروط وخلق أعراف دستورية أو سياسية، لانتخاب رئيس إصلاحي سيادي إنقاذي يصون الدستور وسيادة لبنان. كذلك، نشر الجيش اللبناني على كافة الأراضي اللبنانية وضبط جميع المعابر الحدودية وبمعاونة قوات معزّزة من اليونيفيل على كافة الحدود اللبنانية جنوباً، شرقاً وشمالاً، براً، بحراً وجواً، ودعم الجيش وتمكينه من أجل القيام بمهامه كاملة وحمايته من الإنجرار إلى أي حرب لم تتخذ الدولة اللبنانية قراراً بخوضها”.

كما اعتبر نواب قوى المعارضة، أنه “حان الوقت لأن نحول مأساتنا الوطنية إلى “فرصة تاريخية”، كي نخرج نهائياً من دوامة تكرار الماضي وأخطائه، وأن نعود جميعاً إلى كلمة سواء لنبني معا وطن الحرية والشراكة وكرامة الإنسان، ودولة السيادة والعدالة والقانون، حتى يستعيد شعبنا حقه في الحياة والأمان والازدهار والأمل”.

خ

ت

H

B

فما هي حظوظ نداء قوى المعارضة وخريطة الطريق التي رسموها للإنقاذ ووقف الحرب وإعادة بناء الدولة؟، وهل تلاقيهم باقي القوى المترددة أو حتى الخصمة لالتقاط هذه “الفرصة التاريخية”؟ هل يستجيب “الحزب” لنداء قوى نواب المعارضة ووقف هذا النزيف المتدحرج وتجنيب اللبنانيين ما هو أعظم، أم يواصل نكران الواقع والتعامي عن الحقائق الواضحة الماثلة، فيستمر النزف والدمار إلى حدود كارثية تقارب مشهد غزة بشكل أوسع وأكبر وأضخم؟

مصادر بارزة في المعارضة تؤكد، لموقع القوات اللبنانية الإلكتروني، أن “النداء ـ الخطة التي طرحها نواب قوى المعارضة، هي الطريق الوحيدة كي نعود جميعنا إلى الدولة اللبنانية، أما الخروج عن هذه الطريق فهذا يعني أن الفريق الذي يخرج عنها لا يريد لبنان، ويتمسّك بإيديولوجيته الخارجة عن الشراكة اللبنانية وكل المضامين والثوابت التاريخية اللبنانية”.

كما تشدد المصادر ذاتها، على أن “حياد لبنان هو الحل، وتحديداً الحياد العسكري، فكفى لبنان حروباً وأزمات ومشاكل ودماراً وخراباً ودماء وتضحيات مستمرة منذ ستينيات القرن الماضي، لم يهنأ اللبنانيون خلالها بالعيش كسائر البشر في مشارق الأرض ومغاربها سوى سنوات معدودة، كانت أشبه بفترات استراحة لممتهني وطالبي الحروب من كل حدب وصوب لا أكثر”.

المصادر نفسها ترى، أن “قوة لبنان في اقتصاده وازدهاره وثقافته وحضارته وتطوره وتقدمه العلمي والتكنولوجي والجامعي والصحي، وانفتاحه على العالم المتطور ومفاهيم الحداثة والتقدّم، واللبنانيون روّاد في هذه الحقول جميعها على مستوى العالم وحيثما حلّوا، وليس كما يحاول البعض أن يصوّب بأن “قوة لبنان في ضعفه” لتشويه الحقيقة، أبداً. قوة لبنان ليست في الإيديولوجيات المعسكرة، التي أثبتت فشلها وضعفها واستجلابها للمآسي والمصائب على لبنان”.

أمين القصيفي ـ موقع القوات اللبنانيّة