الردّ المنتظر يخلط أوراق المنطقة

في مشهد أعاد ذاكرة اللبناني إلى تفجير مرفأ بيروت، تعيش منطقة الضاحية الجنوبية لبيروت ليالٍ صعبة ونارية نتيجة الغارات الإسرائيلية المكثفة. بدا ليل الضاحية كنهارها نتيجة قصف مخازن الاسلحة التابعة للحزب التي خزّن فيها سلاحه وسط الأبنية والشوارع المكتظة بالسكان، ما يطرح أسئلة عدة ويضع اكثر من علامة استفهام حول الإستهتار والمخاطرة بارواح الناس، كما حصل يوم خُزّنت النيترات في مرفأ بيروت وانفجرت لتدمر عاصمة باكملها، تاركة خلفها آلاف الشهداء والجرحى، وأبنية مدمرة وشوارع منكوبة.

وسط النيران المشتعلة في كل مكان، بات من الصعب للجهود الدبلوماسية السيطرة وإخماد النيران، لأن ما كان يصح قبل 8 تشرين الاول، لم يعد قابلاً للتطبيق، وبحسب مصادر عليمة، فإن إسرائيل ماضية بحربها على إيران وأذرعها في المنطقة بلا هوادة، وبعد دخول إيران على الخط وانتظار الرد الإسرائيلي المرتقب، بات من الصعب التكهن بمصير الحرب، لان الاوراق اختلطت، وبعد الرد الإسرائيلي ليس كما قبله، وهناك عوامل عدة ستدخل على مرحلة الحرب المدمرة.

تضيف المصادر عبر موقع القوات اللبنانية الالكتروني: “على الرغم من الجهود التي تقوم بها الحكومة، والضغوط التي يمارسها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، يبدو أن رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو لم يعد يجد من يردعه، فأميركا تلك الدولة العظمى والمؤثرة على إسرائيل، لم تستطع لجم جموح نتنياهو، بالتالي من الصعب جداً الوصول إلى وقف اطلاق النار في وقت قريب، لأن هناك همس في الأروقة الدولية أن الموضوع لم يعد محصوراً فقط بتنفيذ القرار 1701، بل بات يشمل مصير أذرع إيران في المنطقة ومستقبلها، وأن هناك ضرورة ملحة للجم تلك الأذرع وتعطيلها عن العمل المزعزع لإستقرار المنطقة عموماً والشرق الأوسط خصوصاً. لذلك على لبنان العمل من أجل تفعيل قوة الجيش اللبناني والوقوف خلفه وخلف كافة الأجهزة الامنية اللبنانية الشرعية التي يحق لها وحدها حمل السلاح”.

أما جنوباً وخصوصاً فيما يخص ما يحصل على الأرض، فلا تزال إسرائيل تقوم بعلميات جراحية واختبارات لقوة الحزب الأمامية ومدى فعالية الخطوط الدفاعية، فالتسللات على قدم وساق، وهي تنذر بأن التحضيرات لا تزال قائمة للتوغل البري المحتمل، ولحين صدور الاوامر بالتوغل لا أحد يعلم ساعة الصفر، لكن الوضع يزاد سوءاً على الجنوبيين الذين نزحوا، ومن بقي في أرضه، يجد صعوبة كبيرة للبقاء صامداً.

يقول خبراء عسكريون ان التوغل البري آتٍ لا محالة وهو ضرورة إسرائيلية لإجبار الحزب على التراجع إلى ما وراء الليطاني، فبعد إضعاف الحزب على صعيد القيادة والسيطرة وهذا الكم الهائل من الضربات والعمليات والاستهدافات النوعية التي وصلت إلى رأس هرم الحزب عبر استهداف السيد نصرالله، لا بد لإسرائيل إذا ما أرادت كما تقول إعادة سكان شمال إسرائيل وفرض معادلة جديدة، ان تقوم بعملية برية، والمؤشرات العسكرية تدل على أن هناك عملية برية قريبة.

في حال عدم القيام بعملية برية، يشير الخبراء عبر موقع القوات اللبنانية الإلكتروني إلى أنه حين يشعر الحزب أن مخزونه الصاروخي بدأ بالنفاذ خصوصاً مع الحصار العسكري التي تفرضه إسرائيل براً وبحراً وجواً، سيعطي إشارة واضحة للشروع نحو مفاوضات أو اتخاذ قرار وقف اطلاق النار، عندها فقط، يمكن لإسرائيل أن تعدل عن فكرة التوغل البري، وتكون بذلك قد حققت أهدافها عبر الغارات من دون اللجوء إلى استعمال جيشها على الأرض.

يضيف الخبراء: “في قراءة ميدانية لما يحصل على أرض الجنوب، ثمت عملية اختبار تقوم بها إسرائيل لقدرات الحزب الدفاعية، وهي لا تزال تبحث عن نقاط لتأمينها من أجل استعمالها كأرضية لبدء الإنزال والقيام بعملية برية من عدة محاور وهي كثيرة، وهناك نقاط تعلمها إسرائيل وهي تدرس كيفية استغلالها. أما الحزب، فلا يزال قادراً على صد بعض التسللات لأنه يتم عبر أعداد قليلة من الجنود الإسرائيليين، أما في حال التوغل البري الكبير، فستكون الأعداد مضاعفة مدعومة بآليات وطائرات إضافة إلى وسائل تكنولوجية لا تعتقد أن بإمكان الحزب مواجهتها، لكن لغاية الآن هناك مواجهات وعمليات تصدي من قبل الحزب”.​

موقع القوات اللبنانية