رواند بو ضرغم ـ لبنان الكبير
انطلاقاً من الحرص الوطني يتحرك رئيسا مجلس النواب نبيه بري والحكومة نجيب ميقاتي بمؤازرة من رئيس الحزب “التقدمي” السابق وليد جنبلاط لإضفاء الوحدة الوطنية وتحصين الداخل في مواجهة العدو الاسرائيلي وعدوانه وتوحيد الموقف أمام العالم. وهذا التحصين يتطلب ثلاثة مسارات، الأول ديبلوماسي الذي تمثل برفع شكوى الى الأمم المتحدة ومجلس الأمن بعد خرق إسرائيل للخط الأزرق وارتكاب المجازر بحق المدنيين. الثاني سياسي يتمثل في حراك جنبلاط لتسويق فكرة الالتقاء وتحقيقها بملاقاة المعارضة لبري في منتصف الطريق والتعامل معه بإيجابية. أما الثالث فهو المسار الروحي من خلال تظهير وحدة الصف بين الطوائف والتوافق بين المراجع الروحية.
فبالاضافة الى الحراك السياسي الذي يقوده جنبلاط باتجاه المعارضة والأطراف المسيحية وعلى رأسها بكركي، علم موقع “لبنان الكبير” أن الرئيس بري يدفع باتجاه “وحدة روحية” ويحثها من أجل إصدار بيان مشترك وإعلان إدانة للعدوان الاسرائيلي على المدنيين من أطفال ونساء وشيوخ وخرق للسيادة الوطنية من خلال اختراق الخط الأزرق، تماماً كما فعل عقب عدوان تموز عام ٢٠٠٦، وهذا الطرح أيّده الرئيس ميقاتي ونقله الى البطريرك بشارة الراعي وتلقى ترحيباً من رأس الكنيسة المارونية، ومن المراجع الروحية الأخرى السنية والشيعية والدرزية. وإذا كان من قمة روحية في مطلع الأسبوع المقبل، فحكماً ستكون في بكركي وبضيافة البطريرك الراعي وتحت رعايته وإشرافه وتحت مظلة المسيحيين.
فلا تاريخ بري ولا ميقاتي ولا جنبلاط يوحي بتهميش المسيحيين ولا يدل على اقصاء مكوّن على حساب مكون آخر، لا بل تشير معلومات موقع “لبنان الكبير” إلى أن اللقاء الثلاثي في عين التينة حثّ الأطراف المسيحية على التوافق على اسم رئيس للجمهورية غير مستفز لأي من المكونات، وهو على استعداد لعقد جلسة نيابية وانتخابه من غير حوار، وليفز بعدها من يفز.
وعلى المقلب الاقليمي، يسعى القطريون والمصريون الى تسريع انتخاب رئيس الجمهورية، وأبلغا الجانب اللبناني، وفق معلومات موقع “لبنان الكبير”، أن الاسرائيلي غير مستعد للتفاوض حول شروط الهدنة ووقف النار طالما أن لا رئيس للجمهورية، ولا حكومة متكاملة الاوصاف الدستورية، وطالما أن المجلس النيابي مشلول. يتذرع الاسرائيلي بعدم انتظام الدولة في لبنان ليبرر عدوانه متسلحاً بغطاء غربي، في المقابل يسعى القطريون والمصريون الى تذليل العقبات أمام وقف إطلاق النار، على الرغم من أنهما خَبِرا الكذب الاسرائيلي ومراوغته لكسب مزيد من الوقت للقتل والتدمير واختلاقه الشروط لإفشال المفاوضات تماماً كما حصل في مفاوضات غزة.
الا أنه حتى اللحظة، لا خرق إيجابياً في المواقف المسيحية، ولا تغيير في الحسابات الشخصية، ولا الرئيس التوافقي سينال التقاء المتعارضين المسيحيين. فلم يلتقيا الا على الرفض والسلبية، وكما التقيا على رفض رئيس تيار “المردة” سليمان فرنجية، التقيا حالياً على رفض قائد الجيش جوزيف عون رئاسياً.