نحو رؤية وطنية لبنانية مشتركة في مواجهة العدوان الإسرائيلي


قاسم قصير


تختلف المقاربات اللبنانية اليوم لما يقوم به العدو الإسرائيلي من عدوان همجي على لبنان وشعبه ، فهناك من يعتبره عدوان يستهدف الطائفة الشيعية فقط ولا دخل لبقية الطوائف بما يجري وهناك من يعتبره يستهدف حزب الله فقط كونه ساند الشعب الفلسطيني وقطاع غزة وان الحزب وبيئته سيدفعان ثمن عملهم الانتحاري والذي تم دون استشارة بقية الأحزاب والطوائف ، وهناك من يعتبر ان الحزب وامينه العام السيد حسن نصرالله يدفعان ثمن تخلي ايران عنهم وان دور الحزب انتهي ويجب ان يسلم سلاحه ويستسلم والخضوع للعدو الاسرائيلي ومطالبه والتسليم لما تريده اميركا وتطبيق القرارات الدولية من جهة واحدة دون تحميل اسرائيل مسؤولية المجازر في فلسطين ولبنان.
وللاسف كل هذه المقاربات غير دقيقة وغير موضوعية ونحتاج اليوم الى مقاربة وطنية لبنانية موحدة تدرك مخاطر ما يحصل من عدوان إسرائيلي بدا في فلسطين ووصل الى لبنان وقد يمتد لدول اخرى وهدفه اقامة نظام شرق اوسطي جديد وانهاء وتصفية القضية الفلسطينية وتهجير الفلسطينين في كل فلسطين الى الى الدول المجاورة كما اعلن وزير الخارجية الاردني السابق مروان المعشر قبل عدة سنوات في لقاء اعلامي في مؤسسة كارنيغي في بيروت .
ان هذا العدوان لا يستهدف الطائفة الشيعية فقط ولا يستهدف الحزب والمقاومة فقط هو يستهدف لبنان كله وكما دمر غزة والضفة الغربية يريد تدمير لبنان وفرض شروطه على اللبنانيين واحتلال لبنان مجددا واقامة مستوطنات اسرائيلية في جنوب لبنان .
والمعركة لا تزال في بدايتها ومن الخطأ الاعتبار ان الحزب تلقى هزيمة كبرى وانتهى وان الرهان على نهاية الحزب او تخلي ايران عنه هو رهان خاطىء .
ولذا المطلوب اليوم رؤية وطنية لبنانية مشتركة تدرك مخاطر ما يجري وان ما قام ويقوم به الحزب اليوم هو دفاع عن لبنان وفلسطين وان خسارة الحزب أو هزيمته يعني انتصار المشروع الإسرائيلي الذي يريد نهاية لبنان وفلسطين وان هناك مسؤولية لبنانية وعربية ودولية من اجل مواجهة هذه الجريمة التي يرتكبها العدو الإسرائيلي واذا لم نتوحد لمواجهة ذلك فسيدفع كل لبنان الثمن .
طبعا لا بد من الاشادة بالروح الوطنية في استقبال واحتضان النازحين في كل المناطق اللبنانية وكذلك في رفض العدوان الإسرائيلي والمطلوب اليوم التوصل لرؤية وطنية مشتركة للمواجهة والا سندفع جميعا ثمن هذه الجريمة الكبرى ضد الإنسانية التي تحصل في لبنان وفلسطين.