الجدار العازل قوّض فرص المناورة… و«الحزب» أعد كمائن بالعبوات
انتقلت المواجهات بين «حزب الله» والجيش الإسرائيلي إلى مرحلة «الالتحام المباشر»، الذي أسفر عن سقوط 8 قتلى إسرائيليين؛ في كمائن أعدها مقاتلو «الحزب» لقوات إسرائيلية كانت متجهة إلى داخل الأراضي اللبنانية، في أولى مراحل التوغل البري بالجنوب، فيما أعلن «حزب الله» عن تدمير 3 دبابات «ميركافا» بمنطقة مارون الراس، وتنفيذ قصف صاروخي على تجمعات عسكرية.
وبدأت المواجهات المباشرة على المحورين الشرقي والأوسط فجر الأربعاء، إثر بدء التوغل البري الإسرائيلي، الذي حاول العبور من 4 مواقع، وفق بيانات «حزب الله»، تبدأ من العديسة وكفركلا قرب مستعمرة المطلة، وتنتهي في يارون ومارون الراس. وتعرضت القوات الإسرائيلية لوابل من الصواريخ وزخّات الرصاص، كما فُجّرت عبوات مزروعة سلفاً في المنطقة، وفق ما قال الإعلام الإسرائيلي.
وظهر أن القوات الإسرائيلية اضطرت إلى الدخول من منافذ محددة ومكشوفة؛ بسبب وجود جدار عازل كانت بدأت تثبيته في عام 2018 على الحدود اللبنانية، وهو ما قوّض فرص المناورة، وألزمها منافذ محددة يسهل رصدها.
وبدأ التصدي للتوغل الإسرائيلي صباحاً باستهداف قوة مشاة إسرائيلية حاولت التسلّل إلى بلدة العديسة من جهة خلّة المحافر، واشتبك مقاتلو «الحزب» معها، «وأوقعوا بها خسائر وأجبروها على التراجع»، كما قال بيان من «الحزب»، قبل أن يفجر مقاتلو «الحزب» بعد الظهر عبوات ناسفة مُعدة سلفاً في قوات إسرائيلية حاولت العبور إلى بلدة مارون الراس من الجهة الشرقية، وفي محيط بلدة يارون، وعبوة أخرى بقوة مشاة تسللت إلى منزل في خراج بلدة كفركلا، وقال «الحزب» إنه أمطرها بوابل من الأسلحة الرشاشة والقذائف الصاروخية، وأوقع عناصره أفرادها بين قتيل وجريح.
وأعلن «حزب الله» أيضاً أنه دمّر 3 دبابات «ميركافا» إسرائيلية بصواريخ موجهة خلال تقدمها إلى بلدة مارون الراس في جنوب لبنان. وتوعد «حزب الله» بمقاومة التوغل الإسرائيلي، وقال مسؤوله الإعلامي، محمد عفيف، إن «ما حصل في مسكفعام ليس إلا البداية لما ينتظر قوات الاحتلال». وقال إن «قواتنا ومقاومينا على أتم الجاهزية والاستعداد للمواجهة والبطولة والتضحية». وأكد أن «المقاومة وقدراتها العسكرية بخير، وكذلك منظومة القيادة والسيطرة».
ووقعت الاشتباكات على إيقاع غارات جوية واسعة تنفذها إسرائيل في عمق جنوب لبنان وفي البقاع، وكذلك في الضاحية الجنوبية لبيروت التي استهدفتها أكثر من 12 ضربة.
وكشفت إحصاءات من الحكومة اللبنانية، أمس الثلاثاء، عن مقتل 1900 شخص وإصابة أكثر من 9 آلاف آخرين (معظمهم في الأسبوعين الماضيين) في لبنان خلال نحو عام من تبادل لإطلاق النار بين إسرائيل و«حزب الله» عبر الحدود بالتوازي مع حرب غزة.
الشرق الأوسط