بانوراما المساء: الإقليم يترقب الردّ الإسرائيلي على إيران ومجلس الأمن يناقش الوضع

مواجهات عسكرية في مارون الراس :قتلى وجرحى في صفوف الاسرائيليين
بري يتراجع عن ربط الرئاسة بالحوار والحرب…انتخاب الأسبوع المقبل؟

على وقع توعّد بنيامين نتنياهو ايران بدفع ثمن هجومها الصاروخي والاقرار بتضرر قواعد جوية جراءه، ووقت انطلقت حرب برية حدودية في مارون الراس بين الجيش الاسرائيلي وحزب الله اسقطت قتلى وجرحى في صفوف الاسرائيليين، يناقش مجلس الامن الوضع الملتهب في الشرق الاوسط، الذي يعود اليه وزير خارجية فرنسا جان نويل بارو في مهمة كلفه بها الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون. بيد ان مجمل المؤشرات المتجمعة في الافق المحلي والخارجي لا يؤشر الى امكان عودة نتنياهو الى الوراء بعدما سدد أعتى الضربات لحزب الله واغتيال قياداته من اعلى الهرم الى اسفله ويبدو ماضيا ً في اجرامه بدك مواقع الحزب ورجاله ومراكزه، بدليل ان غاراته لم تتوقف جنوبا ولا بقاعا ولا في قلب الضاحية الجنوبية لبيروت التي عاشت اعنف جولات الحرب ليلاً،يستكمل مجازره بحق المدنيين ورجال الانقاذ الذين انضم الى قافلة شهدائهم اليوم 4 مسعفين من الدفاع المدني اللبناني في غارتين إسرائيليتين على بلدتي عيترون وجنتا جنوب وشرقي لبنان.

لكن ووفق المثل القائل “ربّ ضارة نافعة” مع جواز عدم المقارنة، يبدو ان ثمة مشهدية سياسية مهمة بدأت ترتسم في الافق الرئاسي عنوانها انتخاب رئيس جمهورية قد تتبلور بحسب معلومات “المركزية” الاسبوع المقبل، بدليل ما نقل من مواقف عن رئيس مجلس النواب نبيه بري امس واليوم لجهة عدم ربط الانتخاب بوقف الحرب ولا بالحوار المسبق.

في البر: شهد الميدان الجنوبي اليوم اولى المواجهات العسكرية على الارض بين الجيش الاسرائيلي وحزب الله، مع اطلاق الاول، عملياتِه البرية. فقد اعلنت المقاومة الاسلامية في بيان بعد الظهر انها “تخوض اشتباكات مع جنود العدو الإسرائيلي المتسللة إلى بلدة مارون الراس من الجهة الشرقية وأوقعوا في صفوفهم إصابات عدة وما زالت الاشتباكات مستمرة”. واشار إعلام إسرائيلي الى إصابة 35 جنديا إسرائيليا في مكمن في مارون الراس جنوبي لبنان.فيما اشارت مصادر إسرائيلية لـ “سكاي نيوز عربية” الى مقتل 14 جنديا إسرائيليا باشتباكات جنوب لبنان.

ادرعي: ونشر المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي صورًا وفيديو لعمليات الكوماندوز والمظليين في جنوب لبنان. وقال عبر منصة “أكس”: “المشاهد الأولى لعمليات لواء الكوماندوز والمظليين في جنوب لبنان: تصفية مخربين من مسافة قريبة وتدمير مجمعات قتالية تابعة لحزب الله”. واضاف: “تواصل قوات لواء الكوماندوز والمظليين ولواء 7 مدرعات تحت قيادة الفرقة 98 عملياتها البرية الموجهة والمحددة في عدة مناطق في جنوب لبنان، حيث عثرت القوات ودمرت مجمعًا قتاليًا لحزب الله احتوى على منصة صاروخية ومخزون من العبوات الناسفة والعتاد العسكري الآخر. كما تقضي القوات بتعاون مع القطع الجوية على مخربين وتدمر بنى أرهابية من خلال أنواع الذخيرة الدقيقة وفي اشتباكات من مسافة قصيرة. حتى الان تم تدمير أكثر من 150 بنية ارهابية لحزب الله من خلال الغارات الجوية ومن بينها مقرات لحزب الله ومستودعات أسلحة ونقاط لإطلاق قذائف صاروخية”.

ضم قوات اضافية: صباحا، أعلن الجيش الإسرائيلي الذي طلب من المدنيين جنوبا اخلاء قراهم، ضم قوات مدرعة إضافية إلى التشكيلات المشاركة في “العملية البرية المحدودة في لبنان” التي بدأها الاثنين الماضي. وقال في بيان “تنضم الفرقة 36 بما في ذلك جنود لواء جولاني واللواء 188 مدرع، ولواء المشاة السادس، وقوات إضافية إلى العملية المحدودة والمحلية والمستهدفة على أهداف حزب الله والبنية التحتية للحزب في جنوب لبنان والتي بدأت يوم الاثنين”، مؤكدا أنه “يرافق الجنود سلاح الجو الإسرائيلي ولواء المدفعية 282”.

اصابة عسكري: في المقابل، صدر عن قياد الجيش اللبناني البيان الآتي: خرقت قوة تابعة للعدو الإسرائيلي الخط الأزرق لمسافة ٤٠٠ م تقريبًا داخل الأراضي اللبنانية في منطقتَي خربة يارون وبوابة العديسة ثم انسحبت بعد مدة قصيرة. واعلن الجيش ان “أصيب أحد العسكريين نتيجة اعتداء طائرة مسيّرة تابعة للعدو الإسرائيلي أثناء عمل وحدة من الجيش على فتح طريق مرجعيون- حاصبيا عند مدخل بلدة كوكبا لتأمين عبور المواطنين”.

الحزب: من جانبه، أعلن “حزب الله” صباحا ايضا أن عناصره تصدوا “لِقوة من مشاة العدو الإسرائيلي حاولت التسلل إلى بلدة العديسة من جهة خلة المحافر واشتبكوا معها وأوقعوا بها خسائر وأجبروها على التراجع، كما استهدفوا قوة مشاة كبيرة في مستعمرة مسكفعام بالأسلحة الصاروخية والمدفعية وحققوا فيها إصابة ‏مباشرة ودقيقة”. وأعلن حزب الله في سلسلة بيانات ان مجاهدي المقاومة الاسلامية قصفوا تجمعا لقوات إسرائيلية في ثكنة الشوميرا (شمال) برشقة صاروخية وحققوا إصابة مباشرة. كما استهدفوا تجمعاً لِقوات العدو الإسرائيلي في مستعمرة أفيفيم ومجموعة من الكريات شمال مدينة حيفا بِصلية صاروخية كبيرة. كما استهدفوا تجمعاً للقوات الاسرائيلية في مستعمرة أدميت بالصواريخ وحققنا إصابة مباشرة. واعلن “اننا قصفنا قاعدة “عميعاد” الإسرائيلية بصلية صاروخية كبيرة وحققنا فيها إصابةً مباشرة”. وأعلن الاعلام الحربي في حزب الله ان عناصر الحزب قصفوا ثكنة زرعيت بصلية صاروخية من الكاتيوشا.

البداية: ونظم حزب الله جولة في الضاحية الجنوبية لبيروت التي شهدت مساء امس اعنف الغارات، شارك فيها أكثر من 200 صحافي، حيث أكد مسؤول الإعلام في الحزب، محمد عفيف، أن الأبنية المستهدفة هي مدنية، مشددًا على أن الهدف من الهجمات الإسرائيلية هو تدمير المعالم وتغيير معالم الضاحية. وفي تصريحاته خلال الجولة، قال عفيف: “تسعى إسرائيل لتحريض بيئة حزب الله ضد الحزب”. وأشار إلى أن “قصف إسرائيل لمقر قناة الصراط يعدّ عملًا إرهابيًا وعدوانيًا”. وتابع عفيف: “ما حصل في مسكاف عام ليس إلا البداية. قواتنا على أتم الاستعداد والمقاومة بخير، ومنظومة القيادة أيضًا بخير، والحرب هي جولات وصولات.”

بارو: وفي محاولة لاحتواء التصعيد، أعلنت الخارجية الفرنسية أن الوزير جان نويل بارو سيزور المنطقة مجددا في مهمة كلفه بها الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون. كما دعت الخارجية الفرنسية، إسرائيل لإنهاء عملياتها العسكرية بلبنان في أقرب وقت.

مجلس وزراء: في المواكبة الرسمية، رأس رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي جلسة لمجلس الوزراء في السراي، خصصت لمناقشة أوضاع النازحين وإخراج البضائع. واتخذت سلسلة من القرارات.

لا تمسك بالحوار: سياسيا، حركة ناشطة على الضفة الرئاسية. اليوم، وفي إطلالة هي الاولى، زار ٦ نواب من اللقاء النيابي التشاوري المستقل الذي يضم النواب الياس بو صعب وابراهيم كنعان والان عون وسيمون أبي رميا وميشال ضاهر ونعمة افرام عين التينة والتقوا رئيس المجلس النيابي نبيه بري. بعد اللقاء، دعا بوصعب إلى إيجاد مساحة مشتركة تسمح بانتخاب رئيس للجمهورية بسرعة. وقال: “لمسنا من الرئيس بري مرونة إذ إنّه لم يعد متمسكًا بالحوار مثل قبل كشرط أساسيّ لانتخاب رئيس.” وأوضح أنّه بحث في “الاعتداءات الإجرامية الإسرائيلية المتكررة وقدّم تعازيه باغتيال الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله”. وشدّد على إيجاد طريقة للوصول إلى وقف لإطلاق النار وفق المبادرة المطروحة القائمة على تطبيق الـ1701. وأكّد الموقف الرسميّ أنّ لبنان متمسك بوقف إطلاق النار، “لأنّ هذه الحرب إجرامية والحل الديبلوماسيّ هو الحل”. وقال: “بيوت اللبنانيين مفتوحة للنازحين، لكن في حال تطورت الحرب، لا نعلم كيف سيتحمّل لبنان ذلك العبء.” وشدد على أنّ الدولة اللبنانية تتواصل مع الدول الصديقة وتناشد الدول التي يمكنها المساعدة، كما أنّها تشكر من قدّم العون. ولفت إلى عدم وجود خوف من فتنة داخلية في لبنان “وطالما العدوان الاسرائيليّ موجود، لبنان موحّد”… من جهته، قال كنعان بعد وصوله الى عين التينة “ما نطمح اليه هو وقف اطلاق النار وهذا ما يجب علينا جميعنا ان نعمل عليه”… من جانبه، أكد النائب سجيع عطيّة بعد لقاء كتلة “الاعتدال” رئيس مجلس النواب نبيه برّي اليوم الاربعاء، على “وحدتنا الوطنية في هذه الأيّام الصعبة وخلال هذا العدوان الشرس وقبل أي شيء آخر يجب أن نكون صفًّا واحداً” كما قال عطيّة: “برّي أكّد على وجوب انتخاب رئيس في أسرع وقت ممكن وفصل الرئاسة عن الحرب”.

باسيل وتجدد: ايضا، إستقبل ميقاتي النائب جبران باسيل وعرض معه التطورات الراهنة. واستقبل رئيس الحكومة نواب “كتلة تجدد” وتضم النواب فؤاد مخزومي، أشرف ريفي وميشال معوض. وتحدث النائب ريفي بعد الاجتماع فقال: “بعد اللقاء الذي أجرته “كتلة تجدد” مع رئيس مجلس النواب نبيه بري، تزور الكتلة اليوم رئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي، في سياق الجهد الذي يفترض أن يُبذل من جميع المسؤولين لوقف اراقة الدماء وحماية لبنان الوطن والدولة، في ظل توسع الحرب التي فرضها”حزب الله” على لبنان دولة وشعباً، وتحويلها تدريجياً الى حرب إقليمية، والنتائج الكارثية المترتبة عنها على الصعد الإنسانية والاقتصادية كافة. بحثنا مع الرئيس ميقاتي في الإجراءات التي تتخذها الدولة لإغاثة النازحين، وطالبنا بتفعيلها، وبمعالجة الثغرات بأسرع وقت، وبمزيد من التنسيق والتعاون مع المؤسسات غير الحكومية لوضع حدّ للذل الذي يتعرض له اهلنا من الجنوب والبقاع والضاحية. وهنا لا بدّ من توجيه الشكر للدول المانحة والمؤسسات الدولية التي وقفت ولا زالت تقف الى جانب لبنان في محنته لاسيما الدول العربية وعلى رأسها المملكة العربية السعودية ودولة الامارات العربية المتحدة. كما نبّهنا إلى خطورة السكوت على التعديات التي تستهدف الأملاك الخاصة، في بيروت وغيرها من المناطق، التي يفترض بأجهزة الدولة الأمنية والعسكرية أن تمنعها. كما صارحنا رئيس الحكومة، انطلاقاً من أن الحكومة في غياب رئيس الجمهورية، هي المسؤولة الوحيدة عن السلطة التنفيذية وعن اتخاذ القرار باسم الشعب اللبناني، بأنه من غير المقبول ان تتخلى عن هذا الدور وتتبنى سردية الممانعة، بدل ان تمثّل صوت الشرعية والدولة اللبنانية الجامعة والحامية لشعبها، كل شعبها. ودعوناه بالتالي الى استعادة المبادرة والعمل على استرداد قرار الحرب والسلم، كي تلعب الحكومة دورها الطبيعي في حماية لبنان واللبنانيين.

المركزية