تمهيد لكلام سيأتي في الواقع الفصل..

علي يوسف

ليس مهما ما هو دينك او مذهبك فحتى لو كنت ملحدا فهذا لا يعفيك من الرؤية والرؤيا .. حتى لو كنت تكره الاديان اما بالإنتماء الى الملحدين فكريا او باعتبار ان الدين افيون الشعوب او باعتبار ان الدين مسبب للتخلف .فهذا ايضا لا يعفيك من الرؤية والرؤيا ..اذا فقدت الرؤية والرؤيا وقعت انت في كل ما تتهم به الآخرين ….اذا انفصلت الرومانسية الفكرية عن واقع المجتمع وعن علاقة الاولويات والاهداف بالواقع المجتمعي وقواه وتركيبته ومعتقداته ومواقع فئاته ودورها وتاريخها وعلاقة تاريخها بواقعها …سوف تحلق هذه الرومانسية في عالم افتراضي فيعيش حاملها أسير الوحدة والغضب والكآبة …. من يمكن ان يعتبر ان هذا الكلام انهيارا امام الواقع فعليه ان يسأل نفسه عن محتوى تفكيره وهو يتحدث عن “البراغماتية” وكيف يمكن ان تثير كلمة البراغماتية اعجابه كونها اجنبية …هذه طبيعة الفارق الذي تمكن من يعتمد “الحسينية ” فكرا وقناعة من بناء مقاومة تصنع التاريخ ..ويحرم الرومانسيون الذين يظنون انفسهم مالكوا معايير التقييم من ان يكون لهم تأثير في مجتمعاتهم باستثناء بعض الضجيج الذي يكون في معظم الاحيان تخريبيا ….هذه هي طبيعة الفارق بين التبريك في الشهادة وبين العيش قتيلا بكآبة وحقد …..انه الفارق بين من يحمل القضية (القضية بمعناها الواسع )في عقله وفي قلبه وبين من يكتفي بحمل عنوان القضية ….وللحديث صلة ……