ك
في ظل هول وفظاعة الحرب الإسرائيلية القائمة على اللبنانيين، نقف بخشوع أمام الدماء البريئة التي تُراق، وأمام تدمير لبنان على رؤوس أبنائه في المناطق اللبنانية كافةً.
إنَّ الجامعة اللبنانية الثقافية في العالم تستنكر الاعتداءات الهمجية على أهلنا، وتعزي أهالي الضحايا، وتتمنى للجرحى الشفاء العاجل، وللنازحين قسراً بالعودة الآمنة إلى بيوتهم، خاصةً في الجنوب العزيز وفي بقاعنا الأشم.
وإذا كان لنا أن نُقيِّم ما يحصل بأسىً ممزوجٍ بالذهول والدموع، لا بد لنا، وقبل استصراخ الضمير العالمي الغارق في المصالح السياسية على حساب الشعوب، أن نستصرح ضمائر الطبقة السياسية الحاكمة، كي لا يكونوا غطاءً هشّاً للفراغ، وضعفاً مهيناً أمام القابضين على السلطة، وعليه:
- آن الأوان لسحب ورقة لبنان من يد اللاعبين الإقليميين الذين هم سبب الدمار في هذه المعركة التي أضحت بدون أفق.
- آن الأوان كي يسيطر العقل، ولكي تحل الواقعية السياسية عند الفريق الحاكم، فنسارع لتطبيق الدستور وانتخاب رئيس للجمهورية، وإعادة انتظام السلطات. إنَّ من اعتقد يوماً أنَّ الفراغ يحميه ربما يتأكد اليوم أنَّ هذا الفراغ قاتل له قبل غيره، فلبنان مكشوف وعليه استعادة دوره العربي والعالمي وإحياء صداقاته، فلا للاستمرار في سياسة تهديم الدولة، فالدولة وحدها هي المظلة الشرعية الوحيدة، والجيش اللبناني وحده يجب أن يكون حامي الحدود والشعب والوطن.
- إنَّ احترام القرارات الدولية بكاملها، من القرار ١٧٠١ حتى اتفاقية الهدنة، وتطبيقها بدون الالتفاف عليها، وحده الكفيل بإرجاع لبنان للحاضنة الدولية.
- إنَّ غياب الدول العربية عن مساعدة لبنان، حتى إنسانياً، في مشهدٍ مناقضٍ جداً لما شهدناه خلال حرب ٢٠٠٦، يحتم على القابضين على السلطة مراجعةً ضميريّةً لما سمحنا به خلال عشرين سنة من تدميرٍ لعلاقات لبنان العربية أولاً، والعالمية ثانياً، فلبنان عضوٌ مؤسسٌ فخورٌ للأمم المتحدة وللجامعة العربية، وعليه أن يعود لهتين الحاضنتين العربية، والدولية.
- إننا إذ نضع إمكاناتنا بتصرف المؤسسات الإنسانية لتضميد الجراح، نبارك التضامن اللبناني بمعزل عن الخلافات السياسية، فعسى الدماء البريئة تكون نبراساً للجميع لإنقاذ لبنان وعودة دولته السيدة الحرة المستقلة.
- أخيراً، لكل اللاعبين في الإقليم: كفى تلاعباً بلبنان واللبنانيين، إرفعوا أياديكم عن لبنان، وكفى تدميراً وقتلاً!
روجيه هاني