يعيشُ أهالي الجنوب والبقاع بشكلٍ خاصّ حرباً قاسية أجبرت اللبنانيّين على ترك منازلهم وأرزاقهم والنزوح صوب مناطق أكثر أماناً، إلاّ أنّ محافظة بعلبك – الهرمل التي تضمّ العدد الأكبر من النازحين السوريّين في لبنان تشهد تحدّيات جمّة على وقع القصف والضربات الاسرائيليّة المجنونة… فماذا يحصل فيها؟
يؤكّد محافظ بعلبك – الهرمل بشير خضر أنّ “الوضع صعبٌ جدّاً في المنطقة وحركة النزوح كبيرة وهي تحصل بشكلٍ خاصّ باتجاه قضاء زحلة، وجزءٌ من النّازحين يتوجّهون صوب بيروت وجبل لبنان، وجزءٌ ثالث ينزح ضمن المُحافظة الى بلدات تُعتبر أكثر أماناً”، مُضيفاً في مقابلة مع موقع mtv: “فتحنا عدداً كبيراً من المدارس لإيواء النّازحين في بلدات عدّة كالقاع، ورأس بعلبك، والفاكهة، ودير الأحمر، وشليفا وعرسال وغيرها من البلدات، إلا أنّ ما يحصل هو أنّ النازحين السوريّين ينزحون أيضاً من المخيَّمات الى هذه المدارس، وأمام هذا الواقع تركنا الحرية لرؤساء البلدات ليحدّدوا كيف يجب أن يتصرّفوا”.
ويُشير خضر الى أنّ “النزوح باتجاه سوريا يحصل بشكلٍ خاصّ من اللبنانيّين، أما حركة نزوح اللاّجئين السوريّين الى بلدهم فهي أقلّ بكثير في وقتٍ أنّ لا حربَ في سوريا وبلدهم بات أكثر أماناً من لبنان”، لافتاً الى أنّ “إمكانيّاتنا المادية ضعيفة جدّاً لا بل هي تحت الصّفر، وتُبذل جهودٌ من قبل عدد كبير من الجمعيّات لتأمين الحاجات الضروريّة للنّازحين في مراكز الإيواء”.
ويقول خضر: “منذ تشرين الأول الماضي ونحن نتحضَّر للسيناريو الأسوأ، وقد وصلنا الى هذه المرحلة وسألنا النّازحين والمنظّمات الدوليّة ما هي خطّتكم للسوريّين في حال تطوّرت الأمور؟ ولكن لم نحصل على جواب، لذا فإنّ المطلوب من النّازحين السوريّين أن يتواصلوا مع مفوضيّة الأمم المتحدة لشؤون النازحين لتتحمّل هي مسؤوليّتهم في ظلّ الحرب”.
وفي الختام، رسالة من خضر لأبناء بعلبك – الهرمل: “المطلوب في هذا الظرف الصعب أن نتكاتف وأن نترك الخلافات جانباً، أمّا الوجه الإيجابي في ظلّ السواد الذي نعيشه فيتمثّل في مشهد التّضامن في مُختلف القرى في المحافظة، ولم نشهد أيّ إساءة، إنّما على العكس، أبناء البقاع من مُختلف التوجّهات والطوائف يُساعدون بعضهم البعض ويواجهون الحرب بقلبٍ واحدٍ”.
جيسيكا حبشي ـ موقع mtv