ميقاتي الى نيويورك واتصالات دولية لوقف النار وقرار أممي الجمعة
اسرائيل تغتال قياديًا في الحزب وإيران: لا يمكنه المواجهة بمفرده
في موازاة تصاعد وتيرة الاستهدافات الاسرائيلية للبنان من جنوبه الى بقاعه والضاحية الجنوبية وارتفاع عدد الشهداء الى 558 وعلى وقع موجة نزوح كثيفة في اتجاه العاصمة والجبل والشمال، تشهد اروقة الامم المتحدة تزخيما لحركة الاتصالات بهدف وقف الاعتداءات على لبنان استدعت دعوة رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي لمواكبتها. الحركة التي يديرها المبعوث الرئاسي الأميركي آموس هوكشتاين مستندا الى ما تفاهم عليه مع رئيس مجلس النواب نبيه بري بشأن تطبيق القرار الدولي 1701 والتوصل إلى وقف لإطلاق النار، تجري بالتوازي مع اتصالات تجريها فرنسا ودول عربية معنية مع ايران لتنسيق التفاهم وبلوغ الحل.
مصادر وزارية اكدت لـ”المركزية” جدية الاتصالات لوقف الحرب التي تشنها اسرائيل على لبنان انطلاقا من القرار 1701 او اذا تعذر فقرار جديد تحت الفصل السابع. وقالت ان ما يدور في نيويورك من حراك يشكل سلماً امميا لحزب الله للنزول عن الشجرة، متوقعة صدور قرار يوم الجمعة المقبل يؤكد ضرورة وقف الحرب بمظلة عربية دولية، الا ان وحتى ذلك اليوم، توقعت المصادر ان تستمر المواجهات.
موقف ايران: عزز المعلومات هذه حديث للرئيس الايراني مسعود بزشكيان لشبكة “سي.ان .ان” الاميركية، اذ قال إن “حزب الله لا يستطيع مواجهة إسرائيل منفردا”، معتبرا أن “الهجوم الإسرائيلي على لبنان يخاطر بإشعال الصراع في المنطقة”، واكد إن الخطر قائم من أن تمتد نار الأحداث في لبنان إلى المنطقة برمتها”. وتابع: “لا يستطيع حزب الله أن يفعل ذلك بمفرده ولا يمكنه أن يقف بمفرده أمام دولة تدافع عنها وتدعمها وتغذيها الدول الغربية والدول الأوروبية والولايات المتحدة الأميركية”. وعندما سئل عما إذا كانت إيران ستحث “حزب الله” على ضبط النفس في رده على الضربات الإسرائيلية، أجاب :”إن حزب الله يواجه دولة مسلحة بشكل جيد جدا ولديها إمكانية الوصول إلى أنظمة أسلحة تفوق بكثير أي شيء آخر”، وحذر قائلا: ” يجب ألا نسمح بأن يصبح لبنان غزة أخرى على أيدي إسرائيل”.
استهداف جديد: ووقت سرّعت اسرائيل وتيرة عملياتها الهجومية،عززتها باستهداف جديد للضاحية الجنوبية، حيث اغار الطيران الحربي على مبنى من ثلاثة طوابق مقابل حسينية الخنساء في منطقة الغبيري ما ادى الى سقوط 6 شهداء و15 جريحا في حصيلة أولية بحسب بيان وزارة الصحة. وأشارت القناة 12 الإسرائيلية الى ان هدف الاغتيال في الضاحية الجنوبية لبيروت شخصية بارزة من حزب الله في مجال القوة الصاروخية. ولاحقاً، أفادت إذاعة الجيش الإسرائيلي ان هدف الهجوم في بيروت هو إبراهيم قبيسي “أبو جواد” رئيس المنظومة الصاروخية في حزب الله . وذكرت ان الغارة نفذتها طائرات من طراز “إف 35”.
وأكد مصدران امنيان لبنانيان في وقت لاحق مقتل القيادي في حزب الله ابراهيم القبيسي.
غارات جنوباً: في الغضون، تواصلت الغارات على قرى وبلدات الجنوب والبقاع واستهدفت جنوبا أطراف شقرا، مفرق العباسية، وشرق مدينة صور. وأغار الطيران الحربي على مدخل صور – منطقة جل البحر، بعد ان كان أغار ليلا، على بلدتي معركة والحوش. وأدت الغارات الإسرائيلية إلى احتراق المباني في بلدة أنصارية في قضاء صيدا، وأفيد عن سقوط شهيد جراء الغارة. كما أغار على بلدة عيتا الشعب، وعلى يحمر الشقيف، كما تعرضت المنطقة الحرجية في المحمودية قرب الخردلي لغارة جوية معادية ومثلها بلدة عربصاليم في قضاء النبطية. واغار الطيران ايضا على اطراف بلدة القليلة، وبلدتي مركبا ودبعال واقتصرت الاضرار على الماديات. واستهدف الطيران الحربي الاسرائيلي باكثر من غارة المنطقة الواقعة بين بلدتي البازورية والبرج الشمالي. وشن الطيران الحربي غارتين إستهدفتا بلدة كونين، كما اغار على بلدة حاريص ، وبيت ياحون ودير انطار. وفي الساحل الجنوبي لمدينة صور شنّت الطائرات الحربية غارتين الاولى على المنصوري والغارة الثانية على الحنية القليلة جنوبي صور.
بعلبك والبقاع: اما بقاعا فتواصلت الغارات طوال الليل، وحتى ساعات الصباح، على امتداد مدن وقرى قضاء بعلبك، ولم توفر المباني والأحياء السكنية من نارها ودمارها ومجازرها، ومن بين الشهداء أسر قضت بكامل أفرادها تحت الركام. واستهدفت 3 غارات بعلبك ودورس والبزالية والنبي شيت وبوداي ومفترق شعت والهرمل في البقاع. وأدت الغارة على منزل في شعت في البقاع الى سقوط 10 شهداء من عائلة واحدة.كما تعرضت محلة التل الأبيض عند مدخل بعلبك الشمالي للقصف، وبلدة طليا، وأطراف شمسطار.وتعرض العديد من البلدات في القطاع الغربي لسلسلة غارات اخرها غارة على بلدة صديقين. وزنّرت الغارات الإسرائيلية مدينة بعلبك من مداخلها كافة: الجنوبي، الجنوبي الشرقي، والمدخل الشمالي، وصولا إلى تلال عمشكي ورأس العين، والأحياء السكنية في العسيرة، قبة دورس، الشراونة، التل الأبيض، ومحلة الكيال التي تشكل امتداداً للموقع الأثري. وتوزع الإجرام الإسرائيلي على البلدات والقرى التالية: الخضر، جنتا، النبي شيت، السفري، تمنين، سهل سرعين، الحلانية، بدنايل، بوداي وجوارها، طاريا، شعت، يونين، تخوم نحله، حدث بعلبك، وادي أم علي، شمسطار، رسم الحدث، حوش الرافقة، أطراف بلدة مقنة، حلبتا، حربتا، وادي فعرة، العين، إيعات، النبي عثمان، دورس، البزالية، عين بورضاي وغيرها.
فادي 1 و2: من جهته، أعلن “حزب الله” في سلسلة بيانات، ان مجاهدي المقاومة الاسلامية قصفوا اليوم، مطار مجيدو العسكري غرب العفولة بصليات من صواريخ فادي 1 وفادي 2، ثم قصفوه للمرة الثانية والثالثة بصلية من صواريخ فادي 2، وكذلك مصنع المواد المتفجرة في منطقة زخرون التي تبعد عن الحدود 60 كلم بصلية من صواريخ فادي 2. كما استهدفوا قاعدة عاموس (القاعدة الرئيسية للنقل والدعم اللوجستي للمنطقة الشمالية) بصلية من صواريخ فادي1، واستهدفوا أيضاً قاعدة ومطار رامات ديفيد بصلية من صواريخ فادي 2. كما أعلن “حزب الله” عن استهداف مصنع متفجرات بعمق 60 كلم داخل الحدود الإسرائيلية، وكذلك استهدفوا المخازن اللوجستيّة للفرقة 146 في قاعدة نفتالي بصلية صاروخية. كما قصف “الحزب” معسكر إلياكيم التابع لقيادة المنطقة الشمالية جنوب حيفا بصلية من صواريخ فادي 2. وقصف أيضاً المخازن الرئيسيّة التابعة للمنطقة الشمالية في قاعدة نيمرا بعشرات الصواريخ.
558 شهيدا: وزير الصحة فراس أبيض أعلن حصيلة الشهداء نتيجة الغارات الإسرائيلية والتي بلغت حتى الساعة 558 إضافة إلى 1835 جريحاً، فيما بلغ عدد المستشفيات التي شاركت باستقبال الجرحى أمس 54 وسقط 4 شهداء من المسعفين. وقال أبيض في مؤتمر صحافي عقده مع نقيب أصحاب المستشفيات الخاصة سليمان هارون: “المستشفيات لم تقصّر مع المرضى في ظلّ هذه الظّروف وقدّمت كلّ الإمكانات وعملت على مدار ساعات طويلة في غرف عمليّات لم تهدأ وهي تعمل بجهد كبير”، مشيرا إلى أن “مسؤوليتنا لم تنتهِ وأمامنا مرحلة صعبة وواجباتنا مستمرّة وسنظلّ في الخطوط الأماميّة لتقديم كلّ ما يحتاج إليه مجتمعنا”.وشكر أبيض “المستشفيات على التعاون مع وزارة الصحة منذ بدء الاعتداءات ومشاركتها معنا في الخطط وهذا ما جنّب الكثير من أهلنا إصابات وأضرار أكبر”، مضيفا: “المستشفيات قامت بالدور المطلوب منها ولذلك السؤال اليوم “هل ستتحمّل الدولة واجباتها تجاه هذا القطاع؟” الجواب هو نعم وقد عقدنا اجتماعاً مع وزير الماليّة لنقدّم لها جزءاً من مستحقّاتها”.
قلق اممي: التطورات الامنية الخطيرة شكلت محل متابعة دولية. فأعربت الأمم المتحدة، عن “قلقها البالغ” حيال التصعيد العسكري بين إسرائيل وحزب الله في لبنان، مؤكدة أن “عشرات آلاف” الاشخاص فروا من العنف منذ يوم الإثنين.وقال ماثيو سالتمارش متحدثا باسم مفوضية الأمم المتحدة للاجئين خلال مؤتمر صحافي في جنيف: “نحن قلقون للغاية للتصعيد الخطير للهجمات الذي شهدناه بالأمس. لقد أجبر عشرات آلاف الاشخاص على مغادرة منازلهم امس وهذه الليلة، وعددهم يزداد باستمرار”.وأضاف: “هذه منطقة دمرتها الحرب أساسا وبلد يعرف المعاناة جيدا”.وأكد المتحدث باسم المفوضية أن “الخسائر التي يدفعها المدنيون غير مقبولة، وحماية المدنيين والبنية التحتية المدنية في لبنان أمر أساسي. يجب احترام القانون الإنساني الدولي. من الضروري وقف الأعمال الحربية”.
الى نيويورك: وفي حين أعلن المكتب الاعلامي لرئيس الحكومة نجيب ميقاتي، في بيان، أن “نظراً للتطورات الراهنة قرر دولة الرئيس التوجه إلى نيويورك لاجراء المزيد من الاتصالات، وبالتالي تم الغاء جلسة مجلس الوزراء التي كانت مقررة عند الحادية عشرة قبل ظهر اليوم”.عقد ميقاتي سلسلة اجتماعات لبحث الاوضاع الراهنة والجهود الحكومية لمعالجة التداعيات الانسانية الناتجة عن العدوان الاسرائيلي على لبنان.فاجتمع مع المنسق المقيم للأمم المتحدة ومنسق الشؤون الإنسانية في لبنان عمران ريزا وبحث معه موضوع المساعدات الأنسانية التي تقدمها الامم المتحدة للبنان في هذا الوقت بالذات. كما عقد اجتماعا مع وزير المال يوسف الخليل وحاكم مصرف لبنان بالإنابة وسيم منصوري وجرى عرض للأوضاع المالية في البلاد.واستقبل منسق “لجنة تنسيق عمليات مواجهة الكوارث والأزمات الوطنية”الوزير ناصر ياسين الذي وضعه في صورة الجهود التي تبذلها اللجنة لايواء النازحين من مناطق العدوان وتأمين المستلزمات الضرورية لهم.
وقال ياسين ان اماكن الايواء في المدارس وصلت الى حدود المئة وخمسين مدرسة، فيما تتزايد اعداد النازحين حتى وصلت ليلا الى ستة عشر الفا وخمسمئة نازح.واشار الوزير ياسين الى ان دولة الرئيس اوعز الى الهيئة العليا للاغاثة الاستمرار في تأمين المطلوب لاغاثة النازحين.
لودريان: وفي يومه الثاني في بيروت، استكمل الموفد الرئاسي الفرنسي جان ايف لودريان جولته على المسؤولين، بدءا من السراي حيث التقى رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي، في حضور السفير الفرنسي في لبنان هيرفي ماغرو ومستشار رئيس الحكومة الوزير السابق نقولا نحاس.وفي خلال اللقاء جدد لودريان” التأكيد أن فرنسا تدعم لبنان وتقف الى جانبه في كل الظروف”.واعتبر”ان توجّه رئيس الحكومة الى نيويورك في هذا الظرف الدقيق مسألة مهمة جدا” ،متمنيا” ان تفضي الاتصالات الديبلوماسية الى حل يوقف دورة العنف”. وعن الملف الرئاسي اللبناني قال لودريان “انه سيقوم بجهود لتقريب وجهات النظر بين الافرقاء اللبنانيين للوصول الى تفاهم يفضي الى انتخاب رئيس جديد. ومن هناك، توجه لودريان والوفد المرافق الى مقر الرئاسة الثانية في عين التينة والتقى رئيس المجلس النيابي نبيه بري، بحضور ماغرو، حيث جرى عرض لتطورات الاوضاع السياسية والميدانية في لبنان والمنطقة.
و في الخامسة يزور لودريان، رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع في في معراب ثم رئيس “التيار الوطني الحر” النائب جبران باسيل في السابعة مساء، في المقر العام للتيار في ميرنا الشالوحي.وأشارت المعلومات الى ان النائب تيمور جنبلاط قد يلتقي لودريان في السفارة الفرنسية في قصر الصنوبر.
خطة وقائية: حياتيا، طمأن رئيس نقابة الافران في جبل لبنان انطوان سيف الى توفر الرغيف والطحين والقمح متوقعا وصول باخرة تحمل ٤٠الف طن من القمح الى لبنان قريبا.
واكد رئيس تجمّع الشركات المستوردة للنفط مارون شماس أن “لا أزمة وقود والمادة متوفرة”، أعلن وزير الاقتصاد والتجارة في حكومة تصريف الأعمال أمين سلام أن “لبنان يتعرّض اليوم لأكبر حملة تهجير وقتل وإجرام، وهذه فرصتنا للوحدة الوطنية.”كما أشار إلى أن “الدولة ملتزمة بتسهيل أمور النازحين على الطرقات وفي أماكن الإيواء بقدر استطاعتها والإمكانات الموجودة لديها”. وأكد أن “المواد الغذائيّة والمحروقات متوفّرة”، مضيفا: “لا أعتقد أنّ المرفق البحري سيتعطّل، وبالتالي الاستيراد والتصدير على ما يُرام فلا داعي للهلع لأنّ هذا ما يخلق المشكلة”.وكشف سلام عن “خطّة وقائيّة كي لا نشهد انقطاعاً بالمواد الغذائيّة والمحروقات”، وقال: “نعمل على حلول والاجتماعات متتالية ومفتوحة مع الأمم المتحدة واليونيفيل والأجهزة الأمنية لتسهيل مرور ومؤازرة الشاحنات التي تنقل مشتقات نفطيّة والمواد الغذائيّة إلى الجنوب والمناطق التي لا تصل إليها.”
المركزية