“القوات اللبنانية” ـ إده البترون أحيت ذكرى شهدائها
أحيت “القوات اللبنانية” في إده البترون، ذكرى شهداء البلدة وأقامت قداسا لراحة نفوسهم في كنيسة مار سابا احتفل به كاهن الرعية الخوري إيلي سعاده وشارك فيه الأب توما مهنا والأب إدمون رزقالله، في حضور عضو تكتل “الجمهورية القوية” النائب غياث يزبك، قائمقام البترون روجيه طوبيا، منسق “القوات اللبنانية” في منطقة البترون المحامي بول حرب، رئيس إقليم البترون الكتائبي الياس الياس، رئيس البلدية نجم خطار وأعضاء المجلس البلدي، المختار غابي حنا، فاعليات البلدة، رؤساء مراكز الأحزاب فيها، رئيس مركز “القوات” في إده سايد خطار ورؤساء مراكز في بلدات بترونية بالاضافة الى ذوي الشهداء وأهالي البلدة وحشد من المشاركين.
بعد الانجيل ألقى الخوري سعاده عظة قال فيها: “الاستشهاد هو أحد الدروس والفروض التي على كل ماروني ان يتقنها وهو أمر حتمي لدينا لأن تاريخنا منذ تأسيس الموارنة حتى اليوم مضرج بدماء ألوف وألوف من المؤمنين الذين ناضلوا وقاوموا دفاعا أو صمودا، هجوما أو تحريرا، والقضية كانت الحفاظ على الايمان المسيحي الموروث والبقاء في وطن أسسناه نحن لأولادنا. لم يكن هم آبائنا وأجدادنا العديدية ولا الفوز بكرسي في البرلمان. من نكرم اليوم كان همهم العيش بكرامة والكرامة تعني الحرية والحرية تعني الانفتاح وعدم التقوقع والانفتاح يعني الثقافة والمثاقفة تعني تقبل الاختلاف والتنوع. وهذا ما حدا بالماروني ان يعيش ويتكيف ويكيف العيش المشترك مع الدرزي في الجبل ومع الشيعي في القرى ومع السني في الساحل.”
وختم: “من نكرم اليوم، آباء لنا وإخوة، ناضلوا للحفاظ على تراب إده. لم يسعوا الى الاستشهاد، فنحن لسنا بجهاديين، نحب الحياة والمرح، نرضى بالقليل في سبيل راحة البال وسعادة البنين. من نكرم اليوم رفضوا عيش الذل حلموا بوطن يتسع للجميع ورأوا في أفق عالمهم شمس غزاة تغيب وقمر غد يحمل معه مستقبلا واعدا لبنيه.”
بعد صلاة رفع البخور رفعت الستارة عن النصب التذكاري الذي أقيم للشهداء في عقار قدمته عائلة الراحل أمين شديد نجم، ثم توجه الجميع الى صالة الرعية حيث أقيم لقاء بالمناسبة قدم له إيلي ميشال خطار، ثم ألقى المربي بطرس الياس كلمة مركز إده فاستهلها بقصيدة من وحي المناسبة وقال: “لقد كان لبلدة إده شرف المشاركة في صناعة تاريخ المقاومة اللبنانية الحديث، لا بل في افتتاح خط المقاومة في منطقة البترون العزيزة، وتعبيد دروبها بدماء بنيها المقاومين منذ حوالى السبعين عاما”.
واستذكر محطات الشهادة في تاريخ بلدة إده منذ 1958 وخلال سنوات الحرب. وقال: “سمحت لنفسي ان أنبش بعض الصفحات في كتاب المقاومة الذي دونه أبناء إده خلال العقود السبعة الاخيرة في مسيرة المقاومة اللبنانية الطويلة، ليس للتذكير بمحطات الحرب وويلاتها وآلامها وليس للوقوف على اطلال الماضي وامجاده البطولية فحسب، وانما لكي نستمد من تضحيات شباب إده عبرة وامثولة لأجيال المستقبل تحفزهم على الاستمرار في خط المقاومة والنضال دفاعا عن بلدتهم ووطنهم بوجه كل محتل، ولكي نستمد من بطولاتهم وقودا يجعلنا نستحق البقاء والاستمرارية ليبقى الغد لنا وليدفع بمقاومتنا صعدا نحو قمم المجد والحرية والانتصار”.
وشكر عائلة المرحوم أمين نجم لتقديمها قطعة أرض لإقامة نصب شهداء البلدة.
الياس
ثم ألقى رئيس إقليم البترون الكتائبي كلمة حيا فيها “كل من عرفتهم وأحببتهم وتقاسمت معهم الخندق الواحد وتناوبت وإياهم الوسادة في كل قيلولة وجرن المعمودية الاولى لعميد الشهداء ابراهيم نجم خطار. هنا نبض التراب الذي يحاكي نبضات قلوبنا ويجري في عروقنا. أيها المار من هنا إمسح وجنتيك بالماء المقدس الذي به كان كل شيء.نقف أمامكم اليوم لنعاهدكم أمام الله ولبنان اننا سنبقى كما كنتم يدا بيد ليحيا لبنان.”
رئيس البلدية
والقى رئيس البلدية كلمة استهلها بالتعازي “لحزبي القوات اللبنانية والكتائب اللبنانية بشهدائهما ونحن نذكرهم منهم أقارب ومنهم رفاق الصبا استشهدوا وبذلوا دماءهم وحياتهم لكي نعيش أحرارا غير مظلومين. قدموا دماءهم في سبيل قناعاتهم وهذا أسمى ما يمكن ان يقدمه الانسان”.
ودعا “لأن نبقى جنبا الى جنب في هذا البلد لكي نبقى في هذا في هذا البلد أحرارا كما أراد هؤلاء الشهداء الذين بذلوا حياتهم من اجل ان نعيش أحرارا وبكرامة.”
حرب
وألقى منسق “القوات” في منطقة البترون كلمة قال فيها: ” القوات اللبنانية، منذ أن نشأت قامت على أسس ثلاثة: القوات مدرسة الشهادة، القوات مدرسة المبادىء، القوات مدرسة الوفاء. لقد أعطت القوات اللبنانية وأغدقت العطاء، شهداء وأبطال قدموا انفسهم ضحايا على مذبح الوطن. استشهدوا لكي نبقى نحن. استشهدوا لكي يحيا لبنان. وإده البترون، مثلها مثل كثيرات من بلدات وقرى البترون والشمال، كانت نبعا للعطاء، فاندفع شهداؤها الابطال دفاعا عن لبنان وليس عن أي وطن آخر، وبذلوا ذاتهم فداء له، فكانوا المثل والمثال وسطروا بدمائهم تاريخا من المجد والعزة.” واضاف: ” في المبادىء، لم تحد القوات عن مبادئها ولم تنحرف عن الدفاع عن قضيتها. فشهداء اده سقطوا من اجل لبنان الحرية ومن اجل وجودنا وعيشنا فيه بكرامة، وكذلك الرئيس الشهيد بشير الجميل الذي احيينا ذكرى استشهاده منذ اقل من اسبوع استشهد من اجل الحرية والكرامة والكرامة تعني تمسكنا بتراثنا وممارستنا لايماننا المسيحي بالطقوس التي ورثناها منذ المقاوم الاول مار يوحنا مارون مرورا ببطاركة ابطال وقديسين.”
وتابع: “ولا يقل اهمية عن الاستشهاد، اعتقال الدكتور سمير جعجع طوال 11 سنة وأكثر، قضاها كالحبيس في محبسته ايمانا منه بحرية لبنان وكرامة شعبه. وهكذا كانت قوافل شهداء القوات والمقاومة اللبنانية تدافع عن فضيتنا ومبادئنا دون هوادة أو كللأو تردد او مساومة… وتستمر القوافل ولا تنتهي المسيرة. وقد سقط لنا خلال السنة الماضية ثلاثة شهداء سليمان في شكا ، باسكال في جبيل والحنتوش في الجنوب، لتثبت ثلاثيتهم ان ثالوث لبنان هو الحرية والسيادة والاستقلال وليس اية ثلاثية أخرى.”
وعن مدرسة الوفاء قال: “القوات وفية لشهدائها ولنضال شبابها وتضحياتهم، وهذا ما يعكسهاحتفالنا اليوم وتجسده القوات في إده من خلال نصب تذكاري لشهداء المقاومة اللبنانية. والنصب للذكرى، ولحفر الذاكرة، بل عو عمادة لضمير أجيالنا كي لا ينسوا الذين استشهدوا لكي نبقى نحن. وأجيال القوات شبّت على الوفاء، منها هي أجيالنا تسلم أجيال المستقبل والكل يد واحدة وايمان واحد وفكر واحد وحلم واحد وقضية واحدة.”
وختم شاكرا “لمركز إده ورئيسه سايد خطار، الذي وقف شاهدا على أسس القوات اللبنانية وهنيئا لبلدة إده ذكرى شهدائها الابرار الابطال.”
يزبك
وأعرب يزبك عن إعجابه وحبه لبلدة إده وطبيعتها، مثمنا صفات أهلها وأطباعهم وحبهم للناس. ثم حيا بطولات ونضال شباب إده خلال فترة الحرب “فكانوا متواجدين على كل الارض وفي كل المناطق واستشهد منهم في الشوف وزحله. لم يكن ذلك أمرا عابرا أو حبا للموت ولكنه نوع من الوعي والايمان العميق بأنك لا يمكن أن تكون حرا في إده فيما البترون أو أي منطقة أخرى محتلة.”
وقال: “هذا ما جعل أبناء إده يتقدمون بين أترابهم ورفاقهم وحلفائهم في كل مراحل الازمة اللبنانية. هذه المقاومة والشهادة وهذا القتال وهذا النضال بمختلف وجوهه وبحملنا البندقية كنا دائما نسير باتجاه الحفاظ على الدولة ولم نحمل البندقية الا عندما سقطت الدولة وهنا ينطبق علينا مفهوم المقاومة بطريقة نموذجية وصادقة وعندما تبدلت الامور وذهبنا باتجاه اتفاق الطائف كنا أول من دفع سلاحه لتعزيز منطق الدولة وعدنا فورا الى العمل السياسي.”
وأردف: “نحن هنا أمام نموذجين من المقاومة، المقاومة التي أعطت الدولة ووضعت يدها بيد الدولة عندما بزغ فجر الوطن وبدأت بيارق مشروع الدولة تظهر. أما المشروع الآخر فهو المشروع الذي انتهى في 25 أيار من العام 2000 بإخراج آخر جندي اسرائيلي من لبنان، عندما بدأنا نرى إيديولوجيات وأعذارا ونخترع أسبابا غير مقبولة وغير منطقية للاحتفاظ بالسلاح وبدأ هذا الفصيل من اللبنانيين يجر نفسه ولبنان الى كل الويلات فكانت حروب 1993 و1996 و2000 و2006 واليوم نحن في 2023 و2024 سنة كاملة من الاستنزاف.”
وقال: “أبدا نحن لا نشمت بشهيد ولا نشمت بآلام متألم بل نحترم وننحني أمام كل من سقط من أجل قناعاته ولكن يجب وضع حد ونقطة توقف في مكان ما وإجراء عملية تقييم نتائج لكل خطوة وكل قرار وكل عملية.”
وتابع: “لا يحق لك ايها القائد ان تستغل من هو مندفع للدفاع عن لبنان من أجل مشاريع خارج لبنان. ما نعاني منه اليوم أننا انتهينا من تحرير لبنان وبدأنا بالبوسنة والهرسك وذهبنا الى المثلث الذهبي في أميركا الجنوبية ودعمنا مادورو في فنزويللا وها نحن نتابع الردة وعدنا للمحاربة عند الحوثيين في اليمن والمشاركة في الحرب في سوريا وحيث يدعونا الواجب الفارسي للمشاركة في الحرب. لهؤلاء نقول: نحن نحترم شهداءكم وتضحياتكم لكن ليس هناك من تفويض لكم خارج اطار الدولة لأخذ لبنان الى هذه المتاهات. لقد جربتم وخبرتم ولكم موقع وازن في السياسة منذ 2008 حتى العام 2023 من دون ان تقدموا لنا نموذجا جيدا للحكم المدني ولا في الحكم العسكري في اطار دفاعكم عن لبنان، لا بل تأتونا بكل الويلات ونحن ندفع الثمن غاليا جدا جدا.”
وتابع: “في كل لحظة يقع الانسان في خطر أو ينزلق على المستوى الفردي فكم بالحري على المستوى الوطني وأخذ وطنه الى متاهات كارثية لن يبقى من بعدها لبنان، في كل لحظة يستطيع التوقف فيها عند نقطة معينة، واليوم من الضروري ان يكون في أعلى درجات التبصر والتفكير بعد ان أصبح وحده في هذه المعركة من دون رفيق وداعم، يجب أن يتخذ قرارا بوقف الحرب والعودة لاستظلال الدولة ووضع قدراته وما بقي منها بتصرف الدولة اللبنانية والذهاب لتنفيذ القرار 1701 رحمة بأهلي وابنائهم وكراماتهم بعد ان اتشحت كل هذه المساحات والقلوب بالسواد على شهيد من هنا ومفقود من هناك. ومن هنا ندعو الدولة اللبنانية لأن تقول “الامر لي” وقد تركته يحاول ويجرب على 11 شهرا وليس مقبولا اليوم ان يمتنع وزير الخارجية عن الفصل بين الدولة وحزب الله والقبول والسماح لحزب الله بالرد والانتقام. هذا الكلام مرفوض وعدم القبول به ليس اضعافا لمعنوات المقاومة أو طعنا بظهر أحد بل هو نوع من وخز الضمير ودعوة لأن يعوا جيدا لدورهم في لبنان.”
وختم: “لكي نعطي قيمة لشهدائنا، نحن كقوات لبنانية وكأحزاب سيادية، علينا متابعة المسار نفسه لأنه المسار الصحيح. ولمن فقد شهداء وهو في الطريق الملتوي عليه أن يصوب مساره ويعود الى حظيرة الوطن.”
وفي الختام أقيم كوكتيل بالمناسبة.