بانوراما: الضاحية تلملم جراحها والحزب ينعى 17 قياديًا من “الرضوان”



انتشال عائلة من تحت الانقاض والبحث مستمر عن مفقودين
مئات الغارات جنوبا …70 شهيدًا خلال 3 أيام

المركزية- سبعون شهيداً بينهم اطفال ومدنيين ومئات الجرحى خلال ثلاثة ايام لم يشفوا نَهَم اسرائيل للدم والموت ولم يلجموا التها العسكرية عن اقتراف المزيد من الجرائم. مسلسل قتل لا ينتهي ولا تردعه منظمات دولية ولا جلسات مجلس أمن ولا تهديدات من ايران وحزب الله.

اللبنانيون، لا سيما سكان المناطق حيث نفوذ الحزب مرتعبون، يعيشون على ايقاع الخوف والهلع كلما دقت ساعة من ساعات بعد الظهر، بعدما عمدت اسرائيل الى تنفيذ جرائمها الوحشية في هذا التوقيت، وقد باتوا كلهم مشاريع شهداء وارواح تحت الانقاض، ما دام مسؤولو الحزب يجتمعون في الابنية السكنية، غير آبهين لمصير أناس العزّل، لم يرتضوا الحرب ولا يريدون “نعمة الشهادة”، وهم في معظمهم لا يملكون ثمن ايجار شقق في مناطق ما زالت حتى اللحظة تُصنّف بالآمنة ليجنبوا انفسهم جحيم الاستهدافات.

عائلات بكاملها انتشلت من تحت انقاض مبنى “اجتماع” الضاحية “وما بقى في مين يخبّر” ولا يشهد على ما تسببت به حرب اسناد حماس واشغال اسرائيل من مصير اسود للبنان واللبنانيين، والسؤال واحد أوحد، من يساندنا ومن يشغل اسرائيل عن قتلنا واغتيال اطفالنا وشيوخنا، ما دام الحزب وسيده مصران على المضي في اسناد غزة مهما بلغ الثمن؟

فيما لا تزال عملية رفع الانقاض في الضاحية الجنوبية لبيروت منطقة حي القائم، مستمرة، وتم إستقدام المزيد من الاليات الثقيلة للبحث عن المفقودين الـ 23 جراء الغارة امس على مبنى سكني مؤلف من 10 طبقات، وعدد الشهداء يرتفع ،نفذت اسرائيل سلسلة غارات عنيفة استهدفت مناطق في جنوب لبنان والبقاع الغربي تخطّت الـ 70 غارة وادت الى استشهاد شخص من الجنسية السورية.

البحث مستمر: اليوم، واصلت فرق الدفاع المدني وكشافة الرسالة الاسلامية والهيئات الصحية والصليب الاحمر انتشال جثث الشهداء والمصابين ورفع الانقاض من مكان الغارة المعادية، حيث دمر المبنى المستهدف بشكل كلي وتضررت بعض المباني المجاورة بشكل جزئي، وتم العمل على اخلاء بعضها، وضرب الجيش طوقًا امنيًا حول المنطقة. وتم انتشال عائلة بكاملها استشهد أفرادها الأربعة من تحت أنقاض المبنى الذي استهدفه العدوان.

ايران تحقق: ووقت افيد ان إيران تتولى التحقيق في توريد أجهزة اللاسلكي وهي أرسلت وفدا إلى بيروت مهمته كشف الخروقات المتعددة في حزب الله، نعى الحزب بعد الظهر قياديا جديدا في قوة الرضوان ليرتفع عدد قتلى غارة الضاحية الى من الحزب الى 17.

وكان الحزب اعلن ان منذ 18 أيلول الجاري بلغ عدد القتلى في صفوفه 53 عنصرا.

وفي ما يلي بعض أسماء القياديين والمسؤولين المستهدفين في الغارة: القائد إبراهيم عقيل – القائد سراج حدرج – القائد حمزة الغربية – القائد الحاج نينوى – القائد أبو ياسر – القائد مهدي البوكس – القائد أبو حسين وهبي – القائد محمد العطار – الحاج حسن حدرج – الحاج مهدي جمول – الحاج عباس مسلماني – الحاج سامر حلاوي. وأشارت مصادر “العربية” الى ان “حزب الله” اختار علي كركي وطلال حمية لقيادة عمليات الحزب في المرحلة المقبلة.

معلومة فاغتيال: من جهتها، أعلنت الإذاعة الإسرائيلية أنّ مصدرًا استخباريًّا موثوقًا نقل معلومة بشأن اجتماع قادة “فرقة الرضوان” ما جعل الجيش ينفذ عملية الاغتيال في الضاحية الجنوبية لبيروت.

حصيلة رسمية: وزير الصحة في حكومة تصريف الأعمال فراس الأبيض، أعلن سقوط “31 قتيلًا بينهم 3 أطفال و7 نساء بالإضافة إلى 68 جريحاً، في الغارة الإسرائيلية على الضاحية الجنوبية”. وقال في مؤتمر صحافي: “لا يزال هناك أشلاء لم يتم التعرف عليها”، مؤكدا أن “عمليات إزالة الركام مستمرّة حتى الآن في الضاحية الجنوبية”. وكشف عن “أننا أجرينا أكثر من 2000 عملية جراحية لمصابي الهجمات الإسرائيلية الأخيرة”.

وأفاد بأن “تم تسجيل سقوط 12 قتيلا في تفجير “البيجر” و27 قتيلا في تفجير الأجهزة اللاسلكية، وقد أجريت 2078 عملية في المستشفيات”.وأضاف: “لا يزال 777 جريحًا نتيجة تفجير “البيجر” والأجهزة اللاسلكية في المستشفيات، و152 منهم في العناية الفائقة”.

واشار الأبيض الى أن “الهجمات الإسرائيلية الأخيرة انتهكت القانون الإنساني الدولي، مشددا على أن “الاعتداء الإسرائيلي على الضاحية الجنوبية أمس جريمة حرب موصوفة”.

من جهتها، نعت إدارة مستشفى الرسول الاعظم في بيان، الشهيدة الممرضة فاطمة موسى غازي التي قضت في العدوان الاسرائيلي الذي استهدف الضاحية يوم أمس.

شهيد وغارات: وفيما اعمال رفع الانقاض في الضاحية مستمرة شهدت الجبهة الجنوبية تصعيدا عسكريا كبيراً. واعلنت مصادر إسرائيلية عن تنفيذ غارات استهدفت نحو 100 هدف لحزب الله في جنوب لبنان. وقد استهدفت غارة للطيران المسيّر دراجة نارية في منطقة حامول عند أطراف بلدة الناقورة ما ادى إلى استشهاد أحد العمال السوريين.

ونفذ الجيش الاسرائيلي 4 غارات على مرتفعات جبل الضهر، قبالة لبايا في البقاع الغربي، وعشرات الغارات على خراج بلدة السريرة والقطراني وشبيل، وكذلك على المحمودية جوار العيشية بجبل الريحان – جزين. كما استهدفت غارة أيضاً منطقة عين الزرقا عند اطراف بلدة طيرحرفا في القطاع الغربي، وأخرى اطراف بلدة مروحين. كما نفّذت القوات الاسرائيليّة غارة عنيفة على مجرى نهر الخردلي.

وأعلن “حزب الله” في بيان، ان مجاهدي المقاومة الاسلامية استهدفوا موقع جل العلام بقذائف المدفعية وأصابوه إصابة مباشرة.

اسرائيل تغلق مجالها الجوي: وفي السياق، اعلنت وسائل اعلام اسرائيلية عن إغلاق المجال الجوي المدني من منطقة الخضيرة جنوب حيفا إلى الحدود مع لبنان شمالا. واشارت صحيفة يديعوت أحرونوت الى ان إغلاق المجال الجوي الإسرائيلي هدفه إتاحة المجال لمقاتلات 35F التصدي لأسراب مسيّرات قد يطلقها حزب الله.

إغلاق مطار بيروت!؟ في المقابل، نفى المدير العام للطيران المدني فادي الحسن، الأخبار المتداولة عن إغلاق مطار رفيق الحريري الدولي وتوّقف حركة الطيران”.

مرحلة مصيرية: الى ذلك، كشف وزير الداخلية والبلديات في حكومة تصريف الأعمال بسام مولوي عن أنّ “الوضع الأمني دقيق وخطير”، مشيراً إلى أنّ “لبنان قد يكون في مرحلة مصيرية تتطلّب وعياً وتضامناً ويقظة”. وقال عقب اجتماع استثنائي لمجلس الأمن الداخلي المركزي لبحث تطوّرات الغارات الإسرائيلية على الضاحية الجنوبية بالأمس: “نتابع العمليات في بيروت والجنوب، ومطلوب من القوى الأمنية والعسكرية متابعة التحرّكات المشبوهة لتفادي أي خروقات أو اعتداءات على الأحياء السكنية”. وأضاف: “نُكثّف الجهود الاستعلامية على الأرض ونتابع حركة المسافرين والفنادق والمخيمات السورية والفلسطينية، والأمور التي قد تؤدي في هذه الظروف إلى إحداث أي فلتان أمني داخلي”. ورأى “ان امام هول وخطورة الاحداث العسكرية والامنية والحربية التي تحصل في لبنان كان من الضروري اجتماع مجلس الامن المركزي بشكل استثنائي لدراسة ومعالجة واتخاذ التدابير اللازمة على صعيد الامن الداخلي في هذه الظروف والبداية هي بالتعزية للبنانيين”. وتابع:” كلّنا نعلم أنّ هناك خرقاً وأنّ إسرائيل تستخدم تقنيّات جديدة والأجهزة الأمنية تقوم بدراستها بالتوازي مع عملها في الداخل لذلك علينا مراقبة المخيّمات الفلسطينية ومخيّمات النازحين السوريين وحركة المطار والفنادق”.

جاهزون لأخطر حرب: وفيما اللبنانيون يناشدون العالم ومنظماته الدولية منع الحرب الشاملة وقد قدموا شكواهم الى مجلس الامن، شدد المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان في بيان، على أن “مهما حصل ومهما كان حجم التضحيات لن نتراجع وسنخوض هذه الحرب بكل أثمانها، ونحن أهل التضحية والأثمان الكبيرة، والمقاومة جاهزة لأخطر وأكبر حرب، وستثأر بكلّ قوة وعناد للقيادي الكبير الحاج عبد القادر وأخوته الشهداء، والإنتصار يمرّ بالشهادة والثبات والإحتساب، ولسنا ممن يتراجع بالقتل، ومن هزم مشاريع إسرائيل سيهزمها مجدداً، والشهادة أكبر وسام بمسيرة الحق والمقاومة والإنتصارات”.

بداية حملة عسكرية أكبر: في الغضون تخشى إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن اندلاع حرب واسعة النطاق بين إسرائيل و”حزب الله” بعد الهجمات التي نفذتها تل أبيب خلال الأسبوع الماضي ومقتل قادة كبار في الحزب. وذكرت صحيفة “بوليتيكو” أنّ مسؤولين أميركيين لم يفصحا عن هويتهما يعتقدان أنّ الهجمات الإسرائيلية يمكن أن تكون بمثابة بداية لحملة عسكرية أكبر في جنوب لبنان.وقال مسؤولان أميركيان كبيران مطلعان على المناقشات للصحيفة: “يتوقع المسؤولون الأميركيون أن يشتد القتال بين إسرائيل و”حزب الله” بشكل كبير في الأيّام المقبلة، مما قد يؤدي إلى اندلاع حرب شاملة بين الطرفين.. ويشير أحدث تحليل من داخل إدارة بايدن إلى أنّه سيكون من الصعب على الجانبين وقف التصعيد”.وقال مسؤول أميركي لـ “بوليتيكو” إنّ “الهجمات في لبنان، وتحديدًا في العاصمة بيروت ستستمرّ، وتعتقد الولايات المتحدة أنّ “حزب الله” سوف ينتقم من إسرائيل، ربما عبر هجمات بطائرات

ستنال الرد: من جهته، اشار الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان الى اننا “نمد يد الصداقة لجميع دول الجوار لكي نحافظ على أمن المنطقة”، مؤكدا أننا “نستطيع أن نتحد والمسلمين جميعا ونخضع الكيان الصهيوني ونوقفه عن ارتكاب المجازر ضد الأطفال والنساء”.ورأى أن “قوتنا الدفاعية وصلت إلى مرحلة من القوة بحيث لا تفكر أي جهة بالاعتداء على أراضينا”، معتبرا أنه “يمكننا إيقاف المجازر الإسرائيلية ضد الأطفال والنساء عبر وحدتنا”. وكشف اننا “طورنا قدراتنا الدفاعية والردعية لدرجة أنه لا أحد يمكنه تصور شن عدوان علينا”.

تأجيل الزيارة: بدوره، أكد وزير خارجية إيران عباس عراقجي أن “الكيان الصهيوني وصل إلى طريق مسدود ويحاول جر المنطقة إلى المستنقع الذي هو عالق فيه”.وفي السياق، أفادت وكالة “تسنيم”، بأنّ عراقجي كان يعتزم السفر إلى لبنان، قبل توجّهه إلى نيويورك؛ لحضور اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، ولكن تم تأجيل هذه الزيارة إلى موعد آخر “بناءً على توصية حسن نصرالله، الأمين العام لحزب الله”.

المركزية