تطورات خطيرة بين اسرائيل والحزب…أسر عنصرين وغارة على الضاحية


ترامب: ما حصل في لبنان جنون…ماكرون وبلينكن: ضروري خفض التصعيد
ميقاتي قد يزور نيويورك وسلامي لنصرالله: سنشهد الزوال الكامل لهذا الكيان

ساعات قبل انعقاد جلسة مجلس الامن لبحث التطورات الامنية بين حزب الله واسرائيل، تسارعت في شكل دراماتيكي الاحداث على الجبهة الجنوبية للبنان والشمالية لإسرائيل، وفي العمق اللبناني من دون ان تتدحرج الى الحرب المفتوحة. صواريخ بالمئات من حزب الله على الاراضي المحتلة مقابل استهداف الجيش الإسرائيلي نحو ألف منصة لإطلاق الصواريخ التابعة للحزب في الجنوب وأسر عنصرين عند الحدود بعد استشهادهما ثم غارات على الضاحية الجنوبية لبيروت. وكما التطورات الميدانية ، كذلك المواقف التصعيدية. اذ غداة خطاب امين عام حزب الله حسن نصرالله امس ، أكد وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت، أن الإجراءات العسكرية ضد الحزب ستستمر، وأنه سيدفع ثمنا كبيرا.

وفيما ينتاب الولايات المتحدة القلق من احتمال أن تشن إسرائيل هجوما بريا على جنوب لبنان، في ظل استمرار التصعيد مع حزب الله على الحدود بين البلدين، اعتبر المرشح الرئاسي للحزب الجمهوري دونالد ترامب أن ما حصل في لبنان كان جنونا، وأن هذه حرب ولا بد من بذل كل الجهود للفوز بها.
ورأى ترامب أمام القمة الوطنية للمجلس الإسرائيلي الأميركي في واشنطن، أنه إذا خسر الانتخابات أمام مرشحة الحزب الديمقراطي كاملا هاريس، فالمسؤولية ستقع جزئيا على الناخبين اليهود.

ماكرون- بلينكن: وفي باريس، التقى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن وبحث معه في “ضرورة خفض التصعيد في لبنان والتزام حل دبلوماسي يسمح بعودة السكان في شمال إسرائيل”، بحسب “روسيا اليوم”.وبحسب وزارة الخارجية الأميركية، “فقد ناقش بلينكن وماكرون تطورات الشرق الأوسط، بما في ذلك العمل على تحقيق وقف إطلاق النار في غزة وإعادة الرهائن إلى ديارهم وزيادة المساعدات الإنسانية لشعب غزة”.كما ناقشا “الحاجة إلى خفض التصعيد في لبنان والالتزام بحل دبلوماسي يسمح للمدنيين الإسرائيليين واللبنانيين بالعودة الآمنة إلى ديارهم”.

وكان بلينكن ناقش مع نظيره الفرنسي ستيفان سيجورنيه في باريس، “الجهود الجارية لتحقيق وقف إطلاق النار في غزة لإعادة الرهائن إلى ديارهم وتلبية الاحتياجات الإنسانية لسكان غزة”.وقال المتحدث باسم الخارجية الأميركية ماثيو ميلر إن بلينكن وسيجورنيه بحثا في “الحاجة الملحة لتهدئة التوترات في لبنان وكل أنحاء الشرق الأوسط”.وشكر بلينكن نظيره الفرنسي على استضافة الاجتماع الخماسي عبر الأطلسي في باريس.

أسر جثتين للحزب: ميدانياً، يوم ساخن جدا بين اسرائيل وحزب الله وتطور ميداني خطير، تجلى في أسر الجيش الإسرائيلي جثماني شهيدين من حزب الله على الحدود اللبنانية، الا ان الحزب لم يصدر اي بيان رسمي في هذا الشأن حتى الساعة. وبحسب المعلومات، كان الشهيدان في مهمة عند الحدود حيث وقع اشتباك مع جنود إسرائيليين أسفر عن استشهادهما، وقام العدو بنقل الجثمانين إلى داخل إسرائيل. ونشر المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، أفيخاي أدرعي، على حسابه عبر منصة “إكس”، فيديو لعملية الأسر، معلقًا: “شاهدوا العنصرين من حزب الله وهما يحاولان الهرب بعد كشفهما ورصد محاولتهما زرع عبوة ناسفة على الحدود قبل أيام. المسلحان قُتلا”. وكان نشر أدرعي امس على اكس ايضا أن “قوات جيش الدفاع التي نصبت كمينًا على الحدود الشمالية مطلع الأسبوع رصدت عنصرين من حزب الله كانا يقومان بزرع عبوة ناسفة ضد قواتنا، حيث وجّهت القوات نيران المدفعية والجوية لتصفية العنصرين اللذين حاولا تنفيذ عملية التفجير في منطقة موقع تسيبورن”.

وتوازيا، شن الطيران الاسرائيلي بعد الظهر غارة استهدفت منطقة الجاموس قرب جامع القائم في الضاحية الجنوبية لبيروت، في وقت تواصل القصف الاسرائيلي مستهدفاً القرى والبلدات الجنوبية. وفي هذا الإطار، تعرّضت بلدة بيت ليف لقصف مدفعي اسرائيلي أدّى الى استشهاد عنصر من “حزب الله”، هو يوسف محمد السيد “نينوى” مواليد عام 2003 من بلدة بيت ليف، الذي نعاه “الحزب” لاحقاً.وتعرضت بلدة عيتا الشعب لقصف مدفعي إسرائيلي متقطع. وجدد الطيران الحربي الاسرائيلي غاراته مستهدفاً منطقة المرج الشمالي في بلدة ميس الجبل واطراف العديسة- كفركلا و بلدة الطيبة. كما تعرض وادي زبقين في القطاع الغربي لقصف مدفعي اسرائيلي.ونفذ الطيران الحربي الاسرائيلي قرابة الحادية عشرة والنصف عدوانا جويا مستهدفا بلدتي عيترون ويارون وحانين وعيتا الشعب في قضاء بنت جبيل.كما تعرضت أطراف بلدة كفرشوبا لقصف مدفعي إسرائيلي. واستهدف قصف بمدفعية الميركافا منزلا في بلدة كفرشوبا.

من جهته، أعلن “الحزب” في بيان ان مجاهدي المقاومة الاسلامية استهدفوا نقطة تموضع لجنود العدو الإسرائيلي في موقع المطلة بصاروخ موجه واصابوها إصابة مباشرة. كما استهدفوا أيضاً القاعدة الأساسية للدفاع الجوي الصاروخي التابع لقيادة ‏المنطقة الشمالية في ثكنة بيريا بصليات من ‏صواريخ الكاتيوشا. كذلك، استهدفوا المقر المستحدث للفرقة 91 في اييليت هشاحر بصلية من صواريخ الكاتيوشا.ونعى “حزب الله” في بيان العنصر علي حسن الزين “رضا” مواليد عام 1996 من بلدة قبريخا في جنوب لبنان.

مقتل جنديين: في المقابل، أعلن الجيش الإسرائيلي مقتل جنديين وإصابة تسعة آخرين في هجمات شنها “حزب الله” على الحدود مع لبنان.وبحسب بيان الجيش، وقعت باقي الإصابات في انفجار مسيرات استهدفت منطقة الجليل الغربي، ليرتفع بذلك عدد قتلى الإسرائيليين إلى 715 جنديا منذ السابع من تشرين الماضي.

كما اُطلق الحزب 60 صاروخا في الرشقات الأخيرة على الجليل الأعلى والجولان ردا على غارة إسرائيلية استهدفت بلدة العديسة سبقتها غارة أخرى على بلدة الطيبة جنوب لبنان. كما سقطت صواريخ في محيط قاعدة ميرون الجوية شمال إسرائيل.

واشار المتحدث باسم الجيش الاسرائيلي، ، في منشور على حسابه عبر منصة “اكس” الى ان “منذ ساعات بعد الظهر، تمت مهاجمة حوالي 100 منصة إطلاق وبنى تحتية عسكرية إضافية، تضم حوالي 1,000 فوهة إطلاق كانت جاهزة للإطلاق الفوري”.وأضاف أدرعي، “يواصل جيش الدفاع استهداف وتجريد قدرات حزب الله والبنى التحتية العسكرية التابعة له”.

قلق أممي: في السياق، حضّت قوّة الأمم المتحدة الموقّتة في لبنان على خفض التصعيد بعد تصاعد المواجهات على الحدود اللبنانية مع إسرائيل.وأكد المتحدث باسم “اليونيفيل” أندريا تيننتي لـ”رويترز”، إنّ قوّة اليونيفيل ترى “تصاعداً كبيراً في الأعمال القتالية عبر الخط الأزرق وفي جميع أنحاء منطقة عملياتها”.وأضاف: “يساورنا القلق من التصعيد المتزايد عبر الخط الأزرق ونحضّ جميع الأطراف المعنية على خفض التصعيد على الفور”.

الى نيويورك: على المستوى السياسي المحلي، وقبل ان يرأس رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي جلسة لمجلس الوزراء في السراي،حيث افيد انه أبلغ الوزراء أنه في ضوء التطورات الحاصلة سيتوجه الى نيويورك في خلال اليومين المقبلين لعقد سلسلة اجتماعات على أن يلقي وزير الخارجية عبدالله بو حبيب كلمة لبنان في الجمعية العمومية للامم المتحدة، إستقبل ميقاتي سفيرة الولايات المتحدة الاميركية في لبنان ليزا جونسون في السراي وبحث معها الوضع الراهن في لبنان والجلسة المقررة لمجلس الامن الدولي بعد ظهر اليوم لبحث ملف التفجيرات التي حصلت في لبنان اخيرا.كما استقبل كلا من سفيري اليابان ماسايوكي ماغوشي وهنغاريا فيرنز تشيلاغ، وتم التشاور في موضوع التفجيرات التي وقعت في لبنان، وطلب منهما المؤازرة والمساعدة التقنية في التحقيقات الذي يقوم بها الجيش في هذا الملف .واجتمع ايضا مع منسق لجنة تنسيق عمليات مواجهة الكوارث والأزمات الوطنية وزير البيئة ناصر ياسين وعرض معه المستجدات الراهنة.

أقوى رد: في المواقف، كتب النائب اديب عبد المسيح عبر منصة “اكس”: “أرى أن أقوى رد من الحزب على الهجوم السيبراني و أجمل رد على فعل التضامن اللبناني جراء هذا الهجوم، يكون بتسهيل إنتخاب رئيس للجمهورية وإستعادة الشرعية المفقودة، والعودة لحضن الدولة اللبنانية الجامعة، والحاضنة للكل، واستعادة أموال المودعين والنهوض الإقنصادي و المالي. حان الوقت لموقف تاريخي لحماية اللبنانيين ووقف الدمار وبناء الدولة”.

الزوال قريباً: من جهة ثانية، توعّد قائد الحرس الثوري الإيراني حسين سلامي إسرائيل بـ”الزوال قريبا”، من خلال رد “جبهة المقاومة” على هجماتها الأخيرة.وقال سلامي في رسالة وجهها إلى الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله: “العمل الإرهابي في لبنان تم بلا ريب من منطلق الإخفاق والإحباط والهزائم المتتالية للكيان الصهيوني. وقريبا سنشهد الزوال الكامل لهذا لكيان السفاح والمجرم من خلال الرد الماحق من جبهة المقاومة”.وأضاف: “العدو العاجز عن المواجهة المباشرة، يبادر إلى ارتكاب الجريمة خلف الجبهات وتضخيم انجازات الجريمة، عسى أن يؤخر موته وإخفاء فضائحه المتتالية عن أنظار العالم. وهذا هو هزيمة كبيرة جديدة بحد ذاتها”.كذلك، ندد سلامي، بالهجمات الأخيرة على أجهزة الاتصالات في لبنان التي أدت إلى مقتل العشرات وإصابة الآلاف، قائلا: “الاعمال الإرهابية لإسرائيل ستلقى قريبا ردًا حاسمًا وماحقًا من جبهة المقاومة، ونشهد الزوال الكامل لهذا الكيان السفاح والمجرم”.

وفي السياق، افادت وكالة إيرنا ان الرئيس مسعود بزشكيان عاد جرحى الهجوم في لبنان الذين تم نقلهم إلى مستشفيات إيرانية لتلقي العلاج.

وتوازياً، اعلن مصدر لبناني لـ”رويترز” ان بطاريات أجهزة الـ “ووكي توكي” المنفجرة كانت ملوثة بمادة PETN. وقال ان الموساد زرع مادة متفجرة بأجهزة البيجر يصعب كشفها بالمسح الضوئي. وذكر المصدر “أن الطريقة التي زرعت بها المادة المتفجرة في البطارية جعلت من الصعب للغاية اكتشافها.”

المركزية