بانوراما المساء: إستنفار لبناني- اسرائيلي واجتماعات اميركية – اوروبية للجم التدهور



بو حبيب الى نيويورك وبلينكن في باريس وماكرون يتصل ببري وميقاتي
اسرائيل صنعت اجهزة حزب الله …25 شهيدا و608 جرحى حصيلة التفجيرات

من اقصى شمال لبنان الى ابعد نقطة في الجنوب الاسرائيلي، حالة إستنفار قصوى داخل الأجهزة العسكرية والأمنية وفي صفوف حزب الله الذي سيحدد امينه العام السيد حسن نصرالله اتجاه الرياح في المنطقة، في اعقاب أعنف صفعة مزدوجة تلقاها من الكيان العبري على الاطلاق عبر عملية تفجير اجهزة الاتصال الخاصة بعناصر حزبه على مدى يومين، وجديد حصيلتها 25 شهيدا و608 جرحى.

ولا يقتصر الاستنفار اياه على الدولتين العبرية واللبنانية بل يصل مداه الى عواصم العالم. من باريس التي تستضيف اجتماعا أميركيا- فرنسيا- ألمانيا- إيطاليا- بريطانيا لمناقشة التطورات في الشرق الأوسط، على ان تحضر هي نفسها في لقاء ثنائي يجمع وزير الخارجية الأميركية انطوني بلينكن مع الرئيس ايمانويل ماكرون بعد الظهر في قصر الإليزيه، الى نيويورك التي تعقد فيها مساء غد جلسة لمجلس الامن لمناقشة التطورات في لبنان، وقد انتقل وزير الخارجية عبدالله بوحبيب لهذا الغرض الى هناك اليوم.

ونظرا الى فداحة الكارثة التي حلت بالحزب، شهد لبنان أوسع استنفار للدولة بأركانها ووزاراتها واجهزتها اللوجستية وتواصلت الاجتماعات والاتصالات طلبا للمعونة الدولية ومحاولة تدارك الانزلاق الى نقطة اللاعودة. وقد نقلت “يسرائيل هيوم” عن مصادر مطلعة قولها ان القيادة السياسية صدقت على عمليات لإعادة سكان شمال إسرائيل إلى منازلهم.

شهداء واصابات: في الميدان، وبينما نعى حزب الله 25 من عناصره، كشف وزير الصحة العامة في حكومة تصريف الأعمال فراس الأبيض أن “حجم الأجهزة اللاسلكية الذي انفجر أمس كان أكبر من اليوم الذي سبق، لذلك كان هناك عدد أكبر من الإصابات البليغة”. وقال في مؤتمر صحافي عقده بعد الظهر: في ما يخص عدد الشهداء 25 شهيداً، أما عدد الجرحى فسجل 608 . ولفت إلى أن “عدد شهداء تفجيرات “البيجر” بلغ 12، أمّا عدد الجرحى فـ2323″. وأشار إلى أن “226 حالة ما زالت في العناية المركّزة جراء التفجير الأول لأجهزة الاتصال”.

ماكرون: وسط الاجواء المقلقة هذه، وعشية جلسة لمجلس الامن مقررة مساء غد لمناقشة التطورات في لبنان، تلقى رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي بعد الظهر، إتصالًا هاتفيًا من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون قدم خلاله التعازي بالشهداء الذين سقطوا جراء العدوان الاسرائيلي على لبنان أمس وأمس الاول متمنياً الشفاء العاجل للجرحى. وجدد ماكرون خلال الاتصال مع رئيس المجلس موقف فرنسا المؤازر والداعم لتجاوز الأوضاع الراهنه التي يمر بها لبنان. بدوره، شكر الرئيس بري للرئيس الفرنسي إتصاله ومشاطرته اللبنانيين أوجاعهم مقدماً للرئيس الفرنسي شرحاً حول تفاصيل الجريمة التي إرتكبتها إسرائيل بحق لبنان، كل لبنان وطالت ألآلاف من اللبنانيين على نحو غير مسبوق في التاريخ وهي تشكل جريمة حرب موصوفة ، متمنياً دعم فرنسا لموقف لبنان في الأمم المتحدة. وجدّد رئيس المجلس التأكيد على ضرورة أن يبادر المجتمع الدولي للضغط على إسرائيل لوقف عدوانها على قطاع غزة وعلى لبنان قبل فوات الآوان، مثمّناً الدور الفرنسي الداعم للبنان في مختلف الحقبات لا سيما في المرحلة الراهنة. وعبّر الرئيس الفرنسي خلال الاتصال مع ميقاتي عن ادانته للتفجيرات التي حصلت في اليومين الاخيرين والتي اوقعت مئات الضحايا، معبّرا عن تضامنه وتعاطفه مع لبنان في هذه المحنة الاليمة. ودعا جميع الاطراف الى ضبط النفس وعدم التصعيد الذي لا يفضي الى اي حل .وشكر رئيس الحكومة الرئيس الفرنسي على عاطفته ودعمه المستمر للبنان. وطلب ان يصار الى اتخاذ موقف حازم من العدوان الاسرائيلي خلال جلسة مجلس الامن المقررة غدا بطلب من الحكومة اللبنانية.

مجلس الامن:الى ذلك، أكد ميقاتي “ضرورة ان يتخذ مجلس الامن الدولي موقفا حازما بوقف العدوان الاسرائيلي على لبنان والحرب التكنولوجية التي يشنها على لبنان والتي تسببت بسقوط مئات الشهداء والاف الجرحى”. وقال “ان المسؤولية الاولى في هذا الاطار يتحملها المجتمع الدولي وعليه ردع اسرائيل عن عدوانها ، لان هذا الامر لا يعني لبنان فقط بل الانسانية جمعاء”. وشدد على “ان جلسة مجلس الامن التي تنعقد غدا، بطلب من الحكومة اللبنانية مطلوب منها الخروج بموقف رادع يوقف حرب الابادة التي تشنها اسرائيل”. وكان رئيس الحكومة استقبل سفير بريطانيا في لبنان هايمش كاول في السراي وعرض معه المستجدات والتطورات لا سيما العدوان الاسرائيلي وضرورة ان يكون لبريطانيا موقف حازم في اجتماع مجلس الامن غدا.

سفير قطر: كما استقبل رئيس الحكومة سفير قطر في لبنان سعود بن عبد الرحمن بن فيصل ثاني آل ثاني في حضور وزير الصحة الدكتور فراس الأبيض وجرى البحث في المستجدات والمساعدات التي تقدمها دولة قطر إلى القطاع الصحي اللبناني، لا سيما بعد وضع حجر الأساس للمبنى الجديد لمستشفى الكرنتينا الحكومي والذي اتى من خلال دعم من دولة قطر عبر “صندوق قطر للتنمية”.

الحل يتلاشى: في الغضون، أكد وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت في محادثة هاتفية مع نظيره الأميركي لويد أوستن أن “احتمالات الحل على الحدود مع لبنان تتلاشى”، مشيرًا إلى أن “إسرائيل ستعمل بأي وسيلة ضرورية من أجل إعادة الرهائن المحتجزين في غزة وتدمير حماس”. وقال غالانت إن “أهداف الجيش في الشمال واضحة”، مؤكدًا أن “إسرائيل ملتزمة بإعادة السكان الذين تم إجلاؤهم إلى منازلهم في الشمال”. بدوره أكد أوستن خلال المحادثة على “الدعم الأميركي الثابت لإسرائيل ضد تهديدات إيران وحزب الله وشركاء طهران الإقليميين”، مجدّدًا التأكيد لنظيره الإسرائيلي على “أولوية التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة”. كما أكد أوستن”أولوية الحل الدبلوماسي للصراع مع حزب الله بما يسمح للمدنيين بالجانبين بالعودة إلى ديارهم”.

سلسلة عمليات: اما في الميدان، فاستهدف الجيش الاسرائيلي اليوم بالقذائف الفوسفورية والدخانية، أطراف بلدتي عيتا الشعب ورامية، ما أدى الى تصاعد الدخان الكثيف على الحدود المشتركة مع فلسطين المحتلة في القطاع الاوسط. وسجلت غارة على أطراف بلدة العديسة. في المقابل سجلت سلسلة عمليات لحزب الله الذي أعلن في بيان ان مجاهدي المقاومة الاسلامية، استهدفوا نقطة تموضع لجنود العدو الإسرائيلي في موقع المرج بالأسلحة المناسبة واصابوها بشكل مباشر وأوقعوا فيها عددا من القتلى والجرحى. ايضا، اعلن انه “‌‌ورداً ‏على اعتداءات العدو على القرى الجنوبية الصامدة والمنازل الأمنة وخصوصاً في بلدة كفركلا، شن مجاهدو المقاومة الاسلامية هجوماً جوياً بسرب من المسيرات الانقضاضية على المقر المستحدث لقيادة اللواء الغربي في يعرا واصابت أهدافها بدقة”. كما، و”رداً ‏على ‏اعتداءات العدو على القرى الجنوبية الصامدة والمنازل الأمنة وخصوصاً في بلدة كفركلا، شن مجاهدو ‏المقاومة الاسلامية هجوماً جوياً بسرب من المسيرات الانقضاضية على مرابض مدفعية العدو في بيت هلل مستهدفة أماكن تموضع واستقرار ضباطها وجنودها واصابت أهدافها بدقة”. واعلن الحزب انه استهدف موقع راميا بقذائف المدفعية”. كما أعلنت انها استهدفت ثكنة زرعيت بقذائف المدفعية وأصابتها إصابة مباشرة”، واستهدفت مجددا ثكنة زرعيت بصلية صاروخية.

اسرائيل صنعت الاجهزة: على خط الاجهزة المتفجرة ، وفي نبأ مفاجئ، كشف تقرير لصحيفة “نيويورك تايمز” الأميركية، أن شركة “بي إيه سي” المجرية التي ارتبط اسمها بتفجير أجهزة “البيجر” في لبنان، ما هي إلا جزء من “واجهة إسرائيلية”. وكانت شركة “غولد أبوللو” التايوانية لصناعة أجهزة “البيجر”، ذكرت، أن نموذج الأجهزة الذي استخدم في تفجيرات لبنان هو من إنتاج شركة “بي إيه سي كونسلتنغ”، التي تتخذ من بودابست مقرًا ولديها ترخيص لاستخدام علامتها التجارية. وقالت “نيويورك تايمز” نقلاً عن 3 مصادر استخباراتية وصفتها بالمطلعة، إن الشركة المجرية وشركتين وهميتين أخريين على الأقل تم إنشاؤهما أيضا لإخفاء الهويات الحقيقية للأشخاص الذين يصنعون أجهزة “البيجر”، مشيرةً إلى أن المُصنع الحقيقي لهذه الأجهزة “الاستخبارات الإسرائيلية”.وقالت إن شركة “بي إيه سي” تعاملت مع عملاء عاديين وأنتجت لهم مجموعة من أجهزة “البيجر”، لكن “العميل الأهم كان حزب الله”.وأوضحت أن أجهزة “البيجر” التي أنتجتها الشركة لحزب الله خصيصًا كانت تحتوي على بطاريات مخلوطة بمادة “بينت” المتفجرة، وفقاً للمصادر الثلاثة. وبدأ شحن أجهزة “البيجر” إلى لبنان في صيف عام 2022 بأعداد صغيرة، لكن الإنتاج زاد بسرعة بعد أن حظر الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله استخدام الهواتف المحمولة سهلة التتبع، وقرر الاعتماد على أجهزة منخفضة التقنية مثل “البيجر”.

المركزية