رجال حول وطني
عميد محرري الصحافة اللبنانية
النقيب الياس بشارة عون
١٩٣٥ - ٢٠٢٤
“طوتك خطوب دهر قد توالى
لذاك خطوبه نشرا وطيا
كفى حزنا بدفنك ثم اني
نفضت تراب قبرك من يديا
وكانت في حياتك لي عظات
وأنت اليوم أوعظ منك حيا”.
تلقينا هذا الصباح بكل حزن واسف نبأ وفاة النقيب السابق للمحرري الصحافة اللبنانية، الزميل الكبير والأخ العزيز:
" الياس بشارة عون ".
ولد الياس عون في مدينة جزّين جنوب لبنان، سنة 1935، وفيها درس وترعرع، وأتمّ دروسه في مدرسة الحكمة في بيروت. باشر عمله الصحافي منذ العام 1957 في صحف “الحديث المصوّرة”، “رقيب الأحوال”، “الأوريان”، “الجريدة”، و”الصفاء”.
أصدر في بداية السبعينيّات من القرن الماضي، وكالة الأنباء المحليّة، كما كان مديراً عاماً في دار ألف ليلة وليلة التي تصدر عنها : البيرق، الحوادث، la revue du liban و Monday morning.
أمين صندوق نقابة الصحافة اللبنانية،لسنوات.
انتخب على رأس نقابة محرري الصحافة اللبنانية، في دورتَي 2012 و 2015. وانتخب عضوا في الأمانة العامة للإتحاد العام للصحافيين العرب .
اصدر عدّة كتب منها : “ثلاث سنوات نقيبًا،” “دفتر العُمر” و” أقول الحقيقة”. “ولا شيء غير الحقيقة”.
كان الياس عون من رواد الصحافة المخضرمين صاحب ذاكرة مهنية وادبية، نسجَ صداقات عدة مع كبار الصحافيين في لبنان والعالم العربي…
كان خفيف الظل، حلو المعشر أحبه كل من عرفه وخبر معدنه الأصيل، وطني الهوى، متعلق بمبادئ المهنة مدافع شرس عن حرية التعبير وقدسية الكلمة… اذا اقتنع بأي مسألة محقة يذهب بالنضال من أجلها حتى النهاية…
وأروقة المحاكم وقضاة التحقيق خير دليل على ما اقول….
وداعاً يا اعز الأصدقاء، ثلاث عقودٍ ونيِّف من الصداقة والأخوة والزمالة في مهنة المتاعب، تعب منك اليراع لم تتعب او تمِل وتكسرت الكلمات على الكلمات…. كم من نقاشاتٍ حادة خضناها معاً ومعارك صاخبة لنصرة الحقيقة… وانتصر فيها الحق..
برحيل النقيب والكاتب والاديب الياس عون يفقد الإعلام اللبناني والعربي قلماً مداده الحقيقة وصوتاً مدويا في سبيل لبنان وحريته وصون رسالته في الوحدة والعيش المشترك.
غداً يحتضن ثرى جزين بين جنباته جسدك الطاهر، وسيظل ذكرك مؤبداً في قلب كل من عرفك وخبر عملك الباني ….
وداعاً يا اعز الأصدقاء وأحب الزملاء.
فادي الغوش