الأب بشارة الخوري:
اعتقد البعض أن بصلب يسوع المسيح على الصليب ينتهي كل شيء لكن المفاجأة كانت أنه على الصليب بدأ كل شيء
أحيت بلدة قرطبا تقليدها السنوي من مئات السنين، وبدعوة من كاهن رعيتها الخوري شربل شليطا، واجتمعت كل العائلات القرطباوية والبلدات المجاورة على جبل الصليب في جوار الرمل على مدخل البلدة حيث رُفع على أعلى تلة صليب المجد والكرامة والمجسم التكريمي لشهداء تفجير مرفأ بيروت من أبناء قرطبا.
سيرًا على الأقدام شيوخ وشاباب وشبابات وأطفال وصلوا إلى جبل الصليب في قرطبا للصلاة مع رئيس جامعة سيدة اللويزة الأب بشارة ىالخوري إبن قرطبا وكاهن الرعية الخوري شربل شليطا.
وبعد الإنجيل المقدس وإضاءة الصليب ألقى الأب بشارة الخوري عظة تحدّث فيها عن معنى الصليب صليب المجد والحياة وقال: للوصول الى هذا الجبل حيث يُرفع الصليب أردنا الطريق الذي سلكته مريم العذراء، طريق الجلجلة. ونحن اليوم وعلى قمة هذا الجبل نحمل صليبًا، ولا أعرف أحدًا لا يحمل صليبًا لفي حياته. ولهذا السبب فالصليب يجمعنا مع مريم ويوحنا. واعتقد البعض أن بصلب يسوع المسيح على الصليب ينتهي كل شيء. ولكن المفاجأة أنه على الصليب بدأ كل شيء. على الصليب كان المطلوب أن ينتهي مشروع الله، ولكن على الصليب بدأت حياة البشرية من جديد.
وقال الأب الخوري: عند أقدام الصليب يقول المسيح لكل المتعبين أنكم لستم وحدكم. وقال للرومان: قررتم أن “تخلصو” مني، فأنا من هنا ابتدأت. كم هناك من رومان وفريسيين يحيطون بنا، ولكن وكما كل سنة نجتمع معًا لنصلي عند أقدام الصليب، لأن هذه المسيرة هي مختصر لحياة كل إنسان مؤمن.
معًا نصلي لراحة أنفس شهداء المرفأ بينهم أبناء قرطبا. نعمة ربنا تدخل حيث الجرح لدى الإنسان. ولن ولكم أقول يا شباب وصبايا، أنا كرّست حياتي لكم ولكل مَن هو من عمركنّ وأعماركم، عليكم أن تحملوا المسيح وتعاليمه في كل حياتكم لتحافظوا على تقليد بدأ مع الأجداد والأباء لحقيقة وجودنا وجقيقة إيماننا. لذلك أقول أن كهنتنا وهباننا يحملون المصباح لينيروا الدرب نحو الإيمان الحق. الحضارة تريد منا أن تنسينا أن على رأس الجلجلة تبدأ القيامة، هذا واقع وجود نعيشه ويجب أن نعيشه دائمًا ليبقى الصليب صليب حياة وليس صليب موت.