(أ ف ب )
يستمرّ جيش العدو الإسرائيلي في سياسته الهادفة إلى دفع رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، إلى التراجع عن شروطه بخصوص بقاء الجيش في «محور فيلادلفيا» الحدودي مع مصر، جنوبي قطاع غزة. وبعدما أكّد قادة المؤسسة الأمنية، أكثر من مرة، عدم الحاجة إلى تواجد القوات الإسرائيلية بشكل دائم في المحور، وإمكانية الانسحاب منه والعودة إليه لاحقاً إن دعت الحاجة، وذلك من أجل تسهيل إبرام صفقة تبادل أسرى مع المقاومة الفلسطينية التي اشترطت انسحاب العدو من «فيلادلفيا» ومن ممر «نتساريم»، وفي أعقاب قرار نشر مقطع الفيديو الذي يُظهر النفق الذي قُتل فيه الأسرى الستة، عاد جيش الاحتلال لينظّم جولة للصحافيين في المحور الحدودي، ثم يوجّه بإعداد تقارير صحافية تدعم روايته بشأنه.وبحسب «إذاعة الجيش»، فإن «التقديرات تشير إلى أن غالبية عمليات التهريب من خلال الأنفاق أسفل محور فيلادلفيا، تمّت في عهد الرئيس المصري محمد مرسي، حيث تمّ حينها تهريب معدّات ضخمة مكّنت حماس من إنشاء صناعات دفاعية واسعة النطاق في غزة (مصانع ضخمة لإنتاج الذخائر). وحتى عندما بدأت مصر في السنوات التالية – في عهد الرئيس عبد الفتاح السيسي – العمل على سدّ أنفاق التهريب ومراقبة معبر رفح بشكل أفضل، كانت حماس قد امتلكت قدرات إنتاجية ذاتية كبيرة جداً». وأضافت الإذاعة أنه «من خلال الموادّ الخام التي تمّ تهريبها من إسرائيل ومصر على مرّ السنين من دون انقطاع، أنتجت حماس بنفسها جزءاً كبيراً من المخزون الهائل من الذخيرة والصواريخ الذي كان لديها عند اندلاع الحرب».
بدوره، تولّى المتحدّث باسم الجيش، دانيال هاغاري، الإعلان عن «إنجازات» قواته في جنوب قطاع غزة، والترويج لما يشبه «إتمام المهمة»، إذ قال: «عثرنا على 9 أنفاق تحت محور فيلادلفيا، مغلقة كلها من الجانب المصري». وأضاف: «دمّرنا 80% من الأنفاق في المحور». وبالنسبة إلى العملية العسكرية المستمرة في رفح، قال: «دحرنا لواء رفح التابع لحركة حماس، ودمّرنا 13 كيلومتراً من الأنفاق». وبهذا الإعلان، يحاول الجيش القول إنه أتمّ المهمة، ما يضع مزيداً من الضغوط على المستوى السياسي، وتحديداً نتنياهو للتوجّه نحو مفاوضات جدية، تُنتزع منها ذريعة «فيلادلفيا»، وتؤدي إلى صفقة تبادل ووقف لإطلاق النار.
كبار مسؤولي الجيش يدرسون قبول خطة تحويل شمال قطاع غزة إلى منطقة عسكرية
وفي موازاة ذلك، أفادت قناة «كان» الإسرائيلية بأن «كبار مسؤولي الجيش يدرسون قبول خطة تحويل شمال قطاع غزة إلى منطقة عسكرية». والخطة، المسمّاة «خطة الجزيرة»، «يفكّر الجيش في تبنّيها أو على الأقلّ اعتماد أجزاء منها»، بحسب القناة. وخلال الأيام الأخيرة، «ثمة في الجيش من أعربوا بالفعل عن دعمهم لها»، علماً أن من «وضعها هو رئيس مجلس الأمن القومي السابق، غيورا آيلاند». وإذا تمّت الموافقة عليها من قبل الجيش الإسرائيلي والمستوى السياسي، «فمن المتوقّع أن تكون خطوة دراماتيكية في الحرب، وقد يتم احتلال منطقة تبلغ حوالي ثلث القطاع، وأخذها من سكان غزة»، وعندها «يضطر المسلّحون الذين بقوا في المنطقة إلى الاستسلام أو القضاء عليهم». وبحسب آيلاند، فإن «الاستيلاء على المنطقة سيجعل سكان غزة يقفون ضدّ حماس، وسيكون كابوس السنوار الكبير هو الذي سيسرّع صفقة إطلاق سراح الرهائن». وبموجب المقترح، «سيقوم الجيش بإجلاء أكثر من 200 ألف من سكان شمال غزة، وتحويل المنطقة الشمالية بأكملها إلى منطقة خاضعة للسيطرة العسكرية الإسرائيلية الكاملة».
وفي سياق متصل، قالت قناة «كان» إن المؤسّسة الأمنية عرضت على المستوى السياسي، أمس، «تكلفة إمكانية قيام الجيش بتوزيع المساعدات الإنسانية الأساسية في قطاع غزة، والبالغة 6 مليارات شيكل سنوياً للمنتجات الأساسية فقط مثل الدقيق والزيت والسكر».
االأخبار