أكدت حماس الأربعاء أنها مستعدة للتنفيذ “الفوري” لاتفاق إطلاق النار مع إسرائيل في غزة بناء على مقترح الرئيس الأمريكي جو بايدن. وفشلت المحادثات حتى الآن في التوصل لهدنة أمام الحرب المستمرة منذ 11 شهرا. ميدانيا، قتل 18 شخصا على الأقل بينهم 6 من موظفي الأونروا في غارة إسرائيلية على مدرسة كانت تؤوي نازحين. وندد الأمين العام للأمم المتحدة أونطونيو غوتيريس بالعملية، داعيا إلى أن “تتوقف هذه الانتهاكات الجسيمة للقانون الإنساني الدولي الآن”.
عبرت حماس الأربعاء عن استعدادها للتنفيذ “الفوري” لاتفاق إطلاق النار مع إسرائيل في قطاع غزة على أساس إعلان الرئيس الأمريكي جو بايدن وما تم التوافق عليه سابقا دون وضع أي مطالب جديدة من قبل أي طرف.
وأضافت الحركة أن وفدها برئاسة خليل الحية التقى برئيس الوزراء القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني ورئيس المخابرات المصرية عباس كامل في العاصمة القطرية الدوحة الأربعاء. وأضافت في بيان “تم استعراض التطورات على صعيد القضية الفلسطينية والعدوان على قطاع غزة“.
وفشلت المحادثات حتى الآن في التوصل إلى اتفاق لإنهاء الحرب المستمرة منذ 11 شهرا. وتتضمن القضايا العالقة السيطرة على محور صلاح الدين (فيلادلفيا)، وهو شريط ضيق من الأرض على حدود قطاع غزة مع مصر.
وقال مدير وكالة المخابرات المركزية الأمريكية ويليام بيرنز، الذي يشغل أيضا منصب كبير المفاوضين الأمريكيين بشأن غزة السبت إنه سيتم تقديم اقتراح أكثر تفصيلا لوقف إطلاق النار في الأيام القليلة المقبلة.
وحدد الاقتراح السابق الذي قدمه الرئيس الأمريكي جو بايدن في يونيو/ حزيران وقف إطلاق النار على ثلاث مراحل مقابل إطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين المتبقين.
واستهدفت غارة إسرائيلية الأربعاء مدرسة في وسط قطاع غزة، ما أدى إلى مقتل 18 شخصا على الأقل، وفق ما أعلنه الدفاع المدني، فيما قالت الأونروا إن ستة من موظفيها قتلوا بالعملية في أكبر حصيلة تتكبدها الوكالة الأممية في واقعة واحدة منذ بداية الحرب. وندد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس بهذا “الأمر غير المقبول”، مشددا على ضرورة “أن تتوقف هذه الانتهاكات الجسيمة للقانون الإنساني الدولي الآن”.
مقتل 18 شخصا بينهم 6 موظفين أمميين في وكالة الأونروا
قتل 18 شخصا على الأقل الأربعاء في غارة إسرائيلية استهدفت مدرسة تؤوي نازحين، حسب ما أعلنه الدفاع المدني في القطاع، كما أعلنت الأنروا أنها فقدت ستة من موظفيها في العملية.
وقال المتحدث باسم الدفاع المدني محمود بصل: “للمرة الخامسة تقصف قوات الاحتلال الإسرائيلي مدرسة الجاعوني التابعة للأونروا وتقتل 18 مواطنا بينهم اثنان من موظفي وكالة الغوث وأطفال ونساء، وأكثر من 18 مصابا بينهم حالات حرجة”. لكن الأونروا أعلنت أن ستة من موظفيها قتلوا في الغارة، في “أعلى حصيلة” بشرية تتكبدها الوكالة الأممية في واقعة واحدة.
وندد الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريس، بمقتل ستة من موظفي وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) جراء غارتين جويتين شنهما الجيش الإسرائيلي على مدرسة في وسط قطاع غزة.
غوتيريس: “انتهاكات جسيمة”
وقال غوتيريس عبر منصة إكس إن “ما يحدث في غزة غير مقبول على الإطلاق. لقد تعرضت مدرسة تؤوي 12,000 شخص لقصف جوي إسرائيلي مرة أخرى اليوم. في عداد القتلى هناك ستة من زملائنا في وكالة الأونروا. هذه الانتهاكات الجسيمة للقانون الإنساني الدولي يجب أن تتوقف الآن”.
بدورها، قدمت المديرة العامة لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) كاثرين راسل تعازيها لعائلات قتلى الأونروا الستة، مشيرة إلى أنّ التقارير تفيد بأن “طفلين على الأقل قتلا في الغارة. هذا الرعب يجب أن يتوقف. غزة بحاجة إلى وقف لإطلاق النار”.
وقال المكتب الإعلامي الحكومي التابع لحماس إن المدرسة التابعة لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) كانت تؤوي أكثر من خمسة آلاف نازح عندما تعرضت للقصف.
“ليس هناك مكان آمن في غزة”
أمام مستشفى شهداء الأقصى في دير البلح (وسط)، وصل عدد من الأشخاص على نقالات بعد نقلهم من مكان الضربة، وفق ما أفاد مراسل الأنباء الفرنسية. وكان واضحا أن بعضهم فقد وعيه، وبين الجرحى طفل واحد على الأقل ونساء.
وقالت الفلسطينية أم أيمن “ليس هناك أي مكان آمن في قطاع غزة. ما ذنب الاطفال والنساء والشيوخ ليصبحوا أشلاء؟”.
وقال الجيش الإسرائيلي إن طائراته الحربية “نفذت غارة دقيقة على إرهابيين كانوا يعملون داخل مركز قيادة وسيطرة تابع لحماس” في مدرسة الجاعوني وسط القطاع.
وأكد الجيش الإسرائيلي أنه يتخذ تدابير للحد من وقوع خسائر بين المدنيين، مشيرا إلى أن ثلث القتلى الفلسطينيين على الأقل هم من المسلحين. وتتهم إسرائيل حركة حماس باستخدام المدنيين كدروع بشرية، وهي تهمة تنفيها الحركة.
وتعرضت مدارس عدة تؤوي نازحين في قطاع غزة في الأشهر الأخيرة لقصف إسرائيلي مع إعلان الدولة العبرية أن مسلحين من حماس يختبئون هناك ويخططون لشن هجمات عليها، وهو ما تنفيه الحركة الإسلامية.
ومنذ اندلاع الحرب في السابع من تشرين الأول/أكتوبر، لجأ عشرات آلاف النازحين إلى المدارس باعتبار أنها أكثر أمنا.
قتيل في الضفة الغربية
وفي الضفة الغربية قُتل فجر الخميس في مخيم الفارعة جنوبي مدينة طوباس فلسطيني يبلغ من العمر 46 عاما “جراء إصابته برصاصة في القلب من قناص إسرائيلي”، بحسب ما أفادت وكالة الأنباء الفلسطينية “وفا”، مشيرة إلى أن قوة إسرائيلية اقتحمت المخيم بعد منتصف ليل الأربعاء-الخميس.