كيف يقلّل الأهل من احتمال إصابة أطفالهم بالمرض والتغيّب المدرسي؟
– عودة العديد من الطلاب إلى المدارس، تعني عودتهم إلى التجمع في أماكن ضيقة، حيث يتشاركون العلم والفيروسات.
لذا يُنصح بالتطعيم ضد بعض الأمراض، بالإضافة إلى تدابير وقائية أساسية يجب على الأهل ومقدمي الرعاية اتخاذها لتقليل احتمالية الإصابة بالمرض، والتغيّب عن المدرسة، ونقل الفيروسات إلى أفراد آخرين من الأسرة.
للإضاءة على هذا الموضوع، تحدثت CNN مع خبيرة الصحة المعتمدة لديها، الدكتورة لينا وين، طبيبة الطوارئ، وأستاذة مساعدة بالطب السريري في جامعة جورج واشنطن حول هذا الأمر. وشغلت وين سابقًا منصب مفوضة الصحة في بالتيمور، وهي أم لطفلين بالمدرسة.
قد يهمك أيضاً
حالات “كوفيد-19” تتزايد مجددًا.. هل يجب علينا القلق؟
CNN: ما الفيروسات والتهديدات الصحية التي على الأهل أخذها بالاعتبار للعام الدراسي الحالي؟
الدكتورة لينا وين: هناك عدد من التهديدات، أوّلها وأكثرها شيوعًا أمراض الجهاز التنفسي. فأرقام “كوفيد-19” ما زالت مرتفعة. وهذا الفيروس شديد العدوى، ويمكنه إصابة حتى من تلقوا اللقاح، أو سبق وأصيبوا به مرة واحدة أو أكثر.
وبات موسم الذروة للإنفلونزا وفيروس الجهاز التنفسي المخلوي (RSV)، على الأبواب، وسيزيد نشاطهما في الأشهر المقبلة.
بالتزامن، هناك أمراض تنفسية شائعة أخرى، مثل الفيروسات الأنفية والفيروسات الغدية، التي تنتشر باستمرار وتنتشر بسهولة بين طلاب المدرسة.
CNN: في الآونة الأخيرة تصدّرت أمراض ينقلها البعوض مثل فيروس غرب النيل والتهاب الدماغ الخيلي الشرقي (EEE) العناوين. هل على الأهل القلق بشأنها؟
وين: الأمراض التي ينقلها البعوض أقل شيوعًا مقارنة بالعدوى التنفسية. في عام 2024 (حتى 3 سبتمبر/ أيلول)، كان هناك 377 حالة من مرض فيروس غرب النيل، وست حالات من التهاب الدماغ الخيلي الشرقي.
قد يكون هناك خطر أعلى في مناطق معينة، وما على الناس سوى اتباع إرشادات مسؤولي الصحة العامة المحليين. على الجميع أن يكونوا على دراية بالمخاطر المحتملة للأمراض التي ينقلها البعوض، واتخاذ خطوات للحد منها، مثل:
- تقليل وقت المكوث في الهواء الطلق بين الغسق والفجر،
- وارتداء سراويل وقمصان بأكمام طويلة،
- واستخدام طارد الحشرات المعتمد.
CNN: ماذا عن إنفلونزا الطيور، هل تشكل تهديداً للأطفال؟
وين: تشير الإرشادات الصادرة عن المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والسيطرة عليها (CDC) إلى أنّ خطر إنفلونزا الطيور شديد العدوى من النوع H5N1، منخفض في الولايات المتحدة. وتسبّب إلى الآن هذا العام، بتفشّي المرض بين الماشية والدواجن. وقد تم تشخيص إصابة 13 شخصًا به خلال عام 2024، كانوا على اتصال وثيق بحيوانات مريضة، ولم تُسجّل حالات انتقال للعدوى من إنسان لإنسان.
رغم أن هذا المرض يثير قلق علماء الأوبئة ومسؤولي الصحة إلا أن هذا الأمر لا يسري على الأمريكيين، لكن على الأطفال إسوة بالبالغين الامتناع عن الاتصال غير المحمي بالماشية والدواجن المشتبه بإصابتها، وعدم الاقتراب من الطيور البرية التي تبدو مريضة أو نفقت.
هل وافقت الغذاء والدواء الأميركية على لقاحات “كوفيد-19” المحدثة.. ماذا في التفاصيل؟
CNN: بالعودة إلى “كوفيد-19″، من عليه أن يتلقى اللقاحات المضادة لكوفيد التي وافقت عليها إدارة الغذاء والدواء الأميركية (FDA) حديثًا؟
وين: أوصت المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والسيطرة عليها (CDC) بلقاح كوفيد الجديد المصمم ضد متغير KP.2، لكل من يبلغ من العمر 6 أشهر وما فوق. تساعد هذه التوصية الشاملة على ضمان التغطية التأمينية للقاح، وتبسّط الإرشادات أيضًا.
ولفتت إلى أنّ هذه الإرشادات ليست دقيقة بما يكفي، وأنه من المهم جدًا لمن هم أكثر عرضة للإصابة بأمراض خطيرة، مثل الأشخاص الذين تبلغ أعمارهم 65 عامًا وما فوق، ومن يعانون من حالات طبية أساسية خطيرة، تلقي اللقاح الجديد، لا سيما إذا فاتهم لقاح العام الماضي.
CNN: ماذا عن لقاح الإنفلونزا؟ وهل من لقاح مضاد للفيروس المخلوي التنفسي؟
وين: أوصي بشدة بأن يتلقى كل شخص يبلغ من العمر 6 أشهر وما فوق لقاح الإنفلونزا. يمكنهم اختيار الانتظار حتى أكتوبر/ تشرين الأول للحصول على لقاح الإنفلونزا حتى تكون هناك فرصة أفضل للحماية المستمرة طوال موسم الإنفلونزا.
يجب على الأفراد التفكير بالحصول على لقاح الإنفلونزا ولقاح “كوفيد-19” هذا الخريف للمساعدة على الحماية من هذين المرضين التنفسيين.
أما بالنسبة للقاح الفيروس المخلوي التنفسي، فهناك ثلاث مجموعات من الأشخاص المؤهلين لتلقيه، وهم:
- المجموعة الأولى: كبار السن، أي من بلغوا من العمر 75 عامًا وما فوق.
- المجموعة الثانية: من تتراوح أعمارهم بين 60 و74 عامًا الذين يعانون من حالات طبية كامنة تجعلهم أكثر عرضة للإصابة بأمراض خطيرة من الفيروس المخلوي التنفسي.
- المجموعة الثالثة: للنساء الحوامل لنقل الحماية لأطفالهن. كما تتوفر الآن حقنة الأجسام المضادة للفيروس المخلوي التنفسي للرضع وبعض الأطفال الصغار.
وهذا يعني أن هذا اللقاح أو الأجسام المضادة له ليست خيارات متاحة لمعظم الأطفال في سن المدرسة وأولياء أمورهم.
CNN: هل من لقاحات على الناس الحصول عليها الآن عوض الانتظار لوقت لاحق من العام؟
وين: نعم. بداية المدرسة هي الوقت المناسب للتأكد من أن طفلك تلقى كل التطعيمات الروتينية في مرحلة الطفولة.
ويسري هذا الأمر على كبار السن. فعلى الأجداد وغيرهم من أفراد العائلة المعرضين للخطر وهم على اتصال وثيق بالأطفال في سن المدرسة، التحقق مع مقدمي الرعاية الأولية والتأكد من حصولهم على اللقاحات الموصى بها. وتشمل اللقاحات لقاح المكورات الرئوية، الذي يساعد على تقليل شدة الالتهاب الرئوي الجرثومي، والبقاء على اطلاع على اللقاح الذي يستهدف ثلاثة أمراض بكتيرية، هي: التيتانوس والخناق والسعال الديكي.
CNN: مع الإبلاغ عن تفشي الليستيريا، هل على الأهل تجنب بعض أنواع اللحوم في وجبات الغداء؟
وين: على الجميع التحقق من منازلهم والتأكد من عدم وجود أي منتجات تم سحبها. وفقًا لإرشادات مراكز مكافحة الأمراض، على الأشخاص الأكثر عرضة للإصابة بمرض الليستيريا الشديد، أي من يعانون من ضعف المناعة، والذين تبلغ أعمارهم 65 عامًا وما فوق، والنساء الحوامل، تجنّب تناول اللحوم المقطعة في محلات الأطعمة الجاهزة ما لم يتم تسخينها قبل الأكل.
وعليه لا يفترض بالأهل والأطفال تغيير عاداتهم الغذائية خوفًا من الليستيريا ويمكنهم الاستمرار في تناول اللحوم المخصصة للغداء.
CNN: ما التدابير الوقائية الأساسية التي يمكننا اتخاذها للحد من احتمالية إصابة أطفالنا بالمرض، وتغيبهم عن المدرسة، ونقل الفيروسات إلى أفراد آخرين من العائلة؟
وين: أنصح بالتالي:
- على الجميع غسل أيديهم بانتظام بالماء والصابون.
- على الأطفال التأكد من غسل أيديهم جيدًا عند عودتهم من المدرسة ومن اللعب مع أصدقائهم.
- على الأطفال غسل أيديهم بانتظام أثناء اليوم الدراسي، وإذا لم يكن الصابون والماء متاحين دائمًا، فيجب استخدام معقم اليدين.
لا يزال الناس يصابون بكوفيد. لذا، يمكن للعائلات التفكير :
- في التجمع بالهواء الطلق عوض الأماكن المغلقة.
- في حال التجمع بالداخل، يجب زيادة التهوئة عبر فتح الأبواب والنوافذ.
- إجراء اختبار سريع لكوفيد قبل التجمع قد يساعد أيضًا،
- التفكير بارتداء قناع عالي الجودة إذا لم يكن ممكنًا تجنب الاتصال الوثيق في الداخل.