في هذه الايام أضحى القبول بالإعوجاج قاعدة سلوك!


الخميس ٥/٩/٢٠٢٤ اليوم (٥٩٥)

كنب النائب ملحم خلف: في هذه الايام، أضحى القبول بالاعوجاج قاعدة سلوك كي نتوافق مع ما تفرضه علينا القوى السياسية من نتائج مأسوية يومية. فبعد اعتماد مبدأ التعطيل في الحياة العامة بدءاً بعدم انتخاب رئيس الجمهورية وهو اعوجاج، الى الابقاء على حكومة تصريف اعمال مستقيلة وعاجزة كي تقوم بأعمال لفترة تزيد بمرتين عن الفترة التي كانت فاعلة فيها وهذا اعوجاج آخر، الى مجلس نيابي منكفئ عن القيام بواجبه الوطني الاول وهو انتخاب رئيس للجمهورية، وهذا أيضاً وأيضاً اعوجاج، الى سلطة قضائية معطلة وتفريغ الادارة من قواها الحية واقفال المؤسسات وبيان مدى تحكم القوى السياسية التقليدية في كل مفاصل الخدمات، كل ذلك اعوجاجات غير مقبولة. وبعد ان أضحى ثابتاً ان من يدعون المسؤولية غير مكترثين لا بأنفسهم ولا باولادهم ولا احفادهم وبالتأكيد هم بعيدون عن شعبهم وناخبيهم، وبدلاً من محاولة تصحيح الاعوجاج، هيا نستكمل الاعوجاج ونتبع منطق التعطيل حتى النهاية. فمن تعوّد شغور سدة الرئاسة لما يزيد عن ٦٦١ يوماً رافضاً انتخاب رئيس للجمهورية، استطاع ان يقبل بشغور سدة رئاسة المجلس النيابي وشغور سدة رئاسة مجلس الوزراء. قد يكون في ذلك تطبيق لمقولة أن الظلم في السوية عدل في الرعية. فلنعلق الدستور ولنعتمد الاعوجاج الذي هو قاعدة سلوكية تعتمدها القوى السياسية التقليدية التي لا ترى اي ضرورة للإنقاذ حتى امام الاخطار المحدقة بالوطن.