“
أكد عضو تكتل “الجمهورية القوية” النائب بيار بو عاصي أن إيقاع معركة “حزب الله” مع اسرائيل هو ايقاع إيراني، لافتاً الى انه “في كل مرة يتم الإعتداء على ايران و “حزب الله” يتم تخييط الرد بشكل مدروس ومحدود رغم امتلاك صواريخ مداها 2300 كلم ويمكنها ان تطال كل اسرائيل” وجازماً بأن “إيران و الحزب لا يريدان الحرب وكل ما في الأمر ان هدفهما حفظ “ماء الوجه” ومكانة ايران في المفاوضات بدليل طبيعة الرد على إستهداف القنصلية الايرانية في دمشق وكذلك الرد على إغتيال هنيّة والمسؤول العسكري الاول في “الحزب” فؤاد شكر”.
وفي مقابلة عبر “الجديد”، أشار الى أن “ما أسماه “الحزب” إسناد غزة غير مرتبط بالمقاومة على الحدود اللبنانية أو بتحرير اي “شبر” من الارض بل يهدف الى إدخال إيران من الباب العريض للعب دور في ما تشهده المنطقة”، مضيفاً: “ليسمحوا لنا الشباب ليسوا قوة ردع وخير دليل عمليات اغتيال إسرائيل لكوادر “الحزب” بالمئات وهي تعرفهم بالاسم وذلك دون ردّ يذكر”.
وردّا على سؤال، أجاب: “ما يهمّ الموفد الاميركي آموس هوكشتين مصلحة بلاده المتمثلة اليوم بالتهدئة على الحدود اللبنانية مع إسرائيل وهو نقل رسالة واحدة: وفروا على حالكم حرب إبادة تدمّر البلاد عبر تحييد لبنان، مع العلم انه يدرك ان الورقة ليست بيد “حزب الله” بل هي بيد إيران”.
إسرائيل “مكنة قتل” ومعجب بتمسّك الفلسطيني بقضيته
أكّد بو عاصي أن “اسرائيل “مكنة قتل” تدمّر المنطقة والفلسطينيين وتسمي جيشها جيش دفاع فيما هو جيش هجوم واعتداء منذ عام 1948 الى 1967 و1973 إنتهاء بغزة اليوم”، مضيفاً: “الملفت وموضوع إعجاب بالنسبة لي هو تمسّك الفلسطيني بقضيته رغم كل الصعاب وهو لن يستسلم ويعطي الاسرائيلي ما يريده”.
رداً على سؤال لماذا لا يشمل هذا الاعجاب “حزب الله”، أجاب: “هناك فرق بين الاثنين، حزب الله موجود في دولة ولكنه رفض كلياً ان يكون له شريكاً في الداخل اللبناني عبر تفرّده بالقرارات وهذه مشكلة أساسية لانه ضرب مفهوم الشراكة بالقرار الإستراتيجي وبالحياة السياسية من خلال الدولة وليس من خلال اي شيء آخر. “حزب الله” يتحدث عن انه مقاومة الا ان المقاومة تقوم حين تنهار الدولة، اذاً لا مقاومة في ظل الدولة. أهم سلاح هو دعم الناس وحزب الله ليس مقاومة وليس جزءاً من الشعب والناس إنما جزء من المنظومة الإيرانية في المنطقة ويوفر تماساً مباشراً بين إيران وإسرائيل. “الحزب” يعبّر عن لبنانيته بالكلام كحديث نصرالله عن الـ10452 كلم 2 فيما لا يترجم ذلك بالأفعال على الأرض ويعلن جهاراً ان معركته خارج حدود الدولة اللبنانية”.
الاستراتيجية الدفاعية كذبة
رداً على سؤال عن الإستراتيجية الدفاعية وإمكان ان تكون مخرجاً داخلياً بعد إنتهاء الحرب، أجاب: “إنها كذبة كبيرة وغير موجودة في قاموس حزب الله. بحثناها بشكل مفصّل في خلال الحوار بمجلس النواب عام ٢٠٠٦ وأعدّ الدكتور جعجع الأوراق والملفات فيما لم يقدم حزب الله أي ورقة أو ينطق بكلمة. ثم أطاح بكل هذا البحث عبر حرب تموز”.
كما اشار الى ان “المنطق الاستسلامي والفاسد من الطائف مروراً بعام ٢٠٠٥ حتى اليوم والذي قام على التلهي بالحصول على مناصب ومكاسب من كيس الشعب والقول لا نستطيع تغيير اي شيء او التصدي للسوري بالأمس وحزب الله اليوم – القوات لبنانية رفضت هذا المنطق ودخلنا السجن ونفينا واضطهدنا – وثبت الان ان هذا المنطق دمر الدولة فانهارت وتحللت”.
كذلك، شدّد على ان “كل من يتخلى عن دوره بالشراكة الاستراتيجية حفاظاً على الوجود سيخسر حكماً الدور والوجود”، مضيفاً: “أخطر شيء على لبنان اليوم هو الشلل الفكري وهو أخطر من سلاح حزب الله. فالكلمة أجرأ شيء اذ ان أخطر ما تواجهه المجتمعات هو “التوقف عن التفكير وغياب الحس النقدي”، لذا نحن نواجه منطق “حزب الله” بالموقف والكلمة”.
تم قبر الديمقراطية في مجلس النواب المقفل وأصبحت اليوم جثة تتعفن
أوضح بو عاصي أن “وضع لبنان مرتبط بحرب غزة أمنياً وعسكرياً وليس سياسياً لأن شلل المؤسسات السياسية بدأ قبل ذلك بكثير ومنفصل عنه، مضيفاً: “الاستقرار السياسي مضروب بالعمق اليوم بسبب إغلاق الرئيس نبيه بري مجلس النواب إكراماً لـ”حزب الله”. هذا اللا استقرار السياسي انعكس اقتصاديا واجتماعيا على الجميع”.
تابع: “خلافاً للقانون والدستور يختطف الثنائي الشيعي رئاسة الجمهورية. الديمقراطية أصبحت مقبرة والجثة تتعفن داخل مجلس النواب المقفل من قبل الرئيس نبيه بري وبطلب من أمين عام حزب الله حسن نصرالله. افتحوا المجلس ولنذهب الى التصويت. نريد رئيساً يقول ان الامر للدولة اللبنانية الجامعة وليس للحزب او اي فريق آخر.
بو عاصي الذي رفض ان يصنف من هو شهيد ومن لا، إعتبر أن “الدولة والوطن والشعب هم من يجب ان يتشاركوا ويصنفوا من هم الشهداء وليس أي طرف سياسي”، مضيفاً: “نحن كمقاومة لبنانية لدينا 15 الف شهيداً سنحيي ذكراهم الاحد المقبل في معراب وهم من منظارنا شهداء وليسوا كذلك من منظار آخرين”.
ختم بو عاصي: “انا اعترف بتضحيات الآخرين في سبيل قناعاتهم ولكن لا احترم من يدفعونهم للموت”.