لا تليق بكَ الوعكة، يا شوقي، يا أستاذنا، بل سنجابكَ قافزًا من قصيدةٍ إلى علّيّةٍ إلى شجرة، ومن شمسٍ إلى دكّانٍ إلى حديقة. وقامتكَ عالية، وتنحني قليلًا، ثم تستقيم كالرمح، وتتلاطف كالإيقاع، لتلاقي النسمة والغيمة. وجفناكَ اللائقان مهندسان ويغازلان الدهشة ويعقدان المفاجأة، وأنتَ تتمختر في الخيال في البيت، وتكلّم رعيّة الشعراء والعصافير، وتحاور المنجيرة والساقية، وتسأل المختار أن يأتيك بشهادة الولادة، وليس فيها تحريف ولا تخريف ولا زغل.
نقطة دم تعثّرت في الشريان، يا أستاذنا الكبير، جعلتكَ الآن وموقّتًا في غرفة العناية، في مستشفى بحنّس، وسيستتبّ لكَ الأمر من جديد، لتعود تخربط العنوان والقاعدة والجملة والسطر والقافية، وتضحك على الواوي الذي أغوى الدجاجة ولم يستطع أن ينال منها، وتشكر الديك الذي سيظلّ له في المرصاد، ويصيح في وجهه، ويطرده عند الفجر عند الدغشة وفي كلّ وقت.
وبعد وقتٍ بعد قليل، سيقول لك الذي وحده القائل قم وانهض. وستقوم، يا شوقي، ومثل البرق، وسترتدي بنطلونكَ والقميص، وستظبّط أهدابكَ، وستبتسم للفنجان والكأس، وستغمز القلم الأخضر والأوراق، وستخرج إلى العافية، إلى الشجرة الوارفة، لتظلّ أستاذنا تحت السنديانة وسقف القصيدة.
وإلى أعمارٍ مديدة. سلامة قلبك يا شوقي!
عقل العويط
أسرة “ورد الآن” تتمنى للأستاذ الكبير شوقي أبي شقرا الشفاء العاجل وقدّم له الصحة والعافية لأن الصحافة الحرة ما زالت بحاجة إليه، والأدب والفكر والثقافة إلى فكره وثقافته وأدبه.