روبير فرنجية ـ الوكالة الوطنبة للإعلام
وطنية – تستمر عروض مسرحية ” خيال صحرا ” على مسرح كازينو لبنان بضغوط جماهيرية أدت الى اللجوء لخيار التمديد، حيث بطاقة الدخول مثل مجلة نفدت أعدادها من الاسواق ولا حل إلا بطبعة ثانية.
ورقة التفاهم الموقعة بين القطبين جورج خباز وعادل كرم لم يحتج عليها الجمهور المنقسم بين حلفين وتيارين، ربما لان ما وحدهما هو وتيار المسرح النوعي المستعاد.
في وقت فشلنا في التوافق على كتابة التاريخ المعاصر، نجح جورج خباز في كتابة تاريخ لبنان في الحرب وما بعد الطائف. كان جورج عادلاً في المناصفة بين الدورين وبدا عادل خبازاً متفوقاً لهذه الخميرة. جورج خباز كان ايضاً عادلاً بين الشطرين الغربي والشرقي من العاصمة وفي رشق الميليشيات المتمثلة بالمسيحي والمسلم، أما عادل فرغم أنه عاش الشرقية والاشرفية فكان مقنعاً بتهكماته وسخطه على امراء الحرب بالمساواة ودون استثناءات وجورج البتروني لم نصدق أن سجل نفوسه ليس في حارة حريك .
قد تكون الكاتبة منى طايع تناولت هذه القضية في مسلسل ” حبيبي اللدود ” لكن ” خيال صحرا ” بفصل واحد وبدون حتى كومبارس احتوت على فصول بشاعة الحرب وانخراط شباب لبنان بميليشياتها من دون هدف أو مبدأ أو فكر إلا الذي يسوق من قادتها ” الله تبعنا غير الله تبعكن ” .
جريئة فكرة ارتشاف القهوة بين مقاتلين من جبهتين مختلفتين معاً في وقت الهدنة الهشة أو وقف اطلاق النار وجميلة ايضاً فكرة العشق المكتوم القيد لدى المقاتلين .
ثنائية خباز – كرم المتناغمة والمتجانسة والمتكافئة لم تهتز في أي مشهد أو في اي حوار وهذا ما جعلهما ثلاثة مبدعين في نجمين : جورج خباز الممثل وعادل كرم الممثل وجورج خباز الكاتب .
تجربة عادل على مسرح كازينو لبنان ليست استكمال لاي تجارب وقف فيها على الخشبة. وحضور جورج على مسرح كازينو لبنان ليس حلقة من سلسلة مسرحيات الشاتو تريانو .
المسرح اختلف والمسرحي ايضاً .
ليست ميليشيا واحدة في الطائفة المسيحية المستهدفة بل كل الميليشيات في هذه الطائفة الذين بلوا إيديهم بأمن الوطن .
وليست الطائفة الشيعية التي كانت على خط التماس بل كل الميليشيات من كل الخطوط الذين نفذوا السيناريو المخطوط .
الميليشيوي على مسرح ” خيال صحرا “ضحية وجلاد ، الحرب هزيمة واستبداد ، لا غالب ولا مغلوب في الاتهامات .
ثنائية في كل الحوارات والاعلامي الراحل عرفات حجازي ثالثهما .
مقتطفات كثيرة من الحرب وما بعد وثيقة الوفاق الوطني حتى استشهاد الرئيس رفيق الحريري فيما قضية المرفأ مرت بعبارة ليست ككل التعابير .
مسرحية ” خيال صحرا ” لكي لا تتصحر الذاكرة ، لنتعظ ونعتبر ، لكي نتذكر ولا تتكرر ، هي أكثر من١٣ نيسان ، هي : أذكر يا انسان أنك في الحرب إما ” مفقود ” أو ” لن تعود ” أو قتيل على الهوية غير مقصود .
في ثنائية ” خيال صحرا ” غنيا ورقصا ببندقيتها و” الميرون ” و” الخبيزي ” و” عيد بأي باي حال عدت ” والشهيد الحامل ” كيس البندورة ” والتنمر في المدرسة وعايدة وسعاد ومسجلة الكاسيت وأكياس الرمال لوحات بل ظلال خشبة مسرح تحولت الى صحراء بخيالين أصيلين لان هكذا مسرح ” بدو خيالة ” ! .
======== ر.ع