مؤتمر صحافي في نقابة المحررين لنواة شعب لبنان الواحد

عقد نوااة شعب لبنان الواحد، مؤتمرًا صحافيًا في دار نقابة محرري الصحافة اللبنانية، بعنوان: “العدوان الغربي الصهيوني الذي تقوده الإدارة الإميركية وحلفاؤها ضدّ فلسطين وحول ما يجب فعله لوقف هذا العدوان واقامة نظام عالمي عادل” ظهر اليوم، بحضور نقيب محرري الصحافة جوزف القصيفي ونائبه صلاح تقي الدين وإعلاميين وأعضاء من نواة شعب لبنان الواحد.
القصيفي
استهل النقيب القصيفي اللقاء بكلمة عزّى فيها الشعب الفلسطيني بوفاة المرحوم فاروق القدومي المناضل الفلسطيني المخضرم والعريق، وقال: من على منبر نقابة محرري الصحافة اللبنانية الذي يتسع لكل الآراء يطلقها أصحابها كل من موقعه، من دون إلزام. نرحب بالأستاذ المحامي علي القاق متحدثًا باسم نواة شعب لبنان الواحد عن مأساة غزة وما تتعرّض له من حرب إبادة، وعن أرض فلسطين المحتلة التي يمعن فيها العدو الإسرائلي قتلَا وهدمًا ونفيًا وسجنًا، واستيطانًا وتمزيقًا لجدرانه العازلة. قد يقال: ما نفع الكلام واي جدوى للمؤتمرات الصحافية المنددة، خصوصًا أنها لا تحمل جديدًا، فيماللصهاينة اليد الطولى في رسم الخرائط والمصائر؟
لكن الواقع غير ذلك على الإطلاق، فلن يهنأ للكيان الغاصب عيش ولن يُوتى له الإستقرار، مهما بلغ من قوة وبطش وعتو، طالما أن هناك فلسطينيًا واحدًا يقف وراء حقه المشروع ويمضي به حتى الشهادة.
وختم النقيب القصيقي: سيبقى صوت الحق أقوى وأعلى من صوت النار والبارود، مستذكرين السيدة فيروز في أغنيتها الخالدة:
يا صوتي يللي طاير أُعصف بهالضماير
خبرهم عللي صاير بلكي بيوعى الضمير
كلمة القاق
وتلا امين نواة شعب لبنان الواحد المحامي علي القاق البيان التالي:
أطلَّ فجرٌجديدٌ على الوطن والأمّة، إنه طوفان الأقصى، الذي انطلق من أرضٍ مباركةٍ، هي مهدٌ للأديان والرُسل، لرفع الظلم والاستعباد عن شعب فلسطين، التي اغتُصبت بتخطيط غربيٍ مُحكمٍ قادته بريطانيا في ذلك الحين ولكوننا نعيش بغابةٍ مليئةٍ بالوحوش انتقلت القيادة إلى وحوش هي المال والسيطرة واستعباد الناس الذين ولدوا أحراراً من بطون أمهاتهم.
منذ اغتصاب فلسطين في عام ١٩٤٨، دأبت بريطانيا وفرنسا على تعميق أزمة الثقة بين الحاكم والمواطن وبين المواطن والمواطن في داخل البلد الواحد وبين هذه الدولة وتلك حتى وصلنا الى ما نحن عليه من تشرذم. بسبب زرع أشدّ أنواع العصبيات ذات الصلة بالأديان. فغاب الإيمان عن القلوب. وبتنا خارج خارطة البشر، وأصبحنا نؤدي طقوساً دينية شكليّة، ننطق بالإنجيل وبالقرآن بألسنتنا إلّا أنّ قلوبنا لاهيةٌ عن قول الحقِّ والصدقِ فبات همّنا حبّ الدنيا ونسينا الآخرة فأذاقنا الرحمن الرحيم مُرَّ الذُلِّ والهوان.
إن ما يجري من إبادة لفلسطين شعباً وأرضاً في مشاهد لم تشهد البشرية مثيلاً لها من ذي قبل، ويجري ذلك بتخطيطٍ محكمٍ وبمكرٍ شديدٍ من الحكومات الغربية بقيادة الإدارة الأميركية التي فاقت الحكومة البريطانية والحكومة الفرنسية فرعنةً وطغياناً وكذباً وبهتاناً، فأفعالها تمسح أقوالها منذ زمن بعيد. فتارةً تعلن ان الحلّ الوحيد يفرض قيام دولة فلسطين، والعمل مع أصدقاء لها على وقف إطلاق النارفي غزة، وتارةً تبعاً لأهوائها وبأنها هي من يقود الحرب فإذ بها تستعمل حقّ النقض كلّما عُرِض وقفُ إطلاق النار على مجلس الأمن، وتمدّ إسرائيل بجميع أنواع الأسلحة. وسيُسطِر التاريخ تصريحات المسؤولين في هذه الإدارة الغريبة عن الإنسانية بقولهم: “طلبنا من إسرائيل ان تُخفف من قتل أهل غزة مما يعني اقتلوا مئة في اليوم بدلاً من مئتين”، و”نصبنا جسراً بحرياً متصلاً بغزة كي يؤمن الطعام والدواء لأهل غزة”. ليتبين بأن هذا الجسر ما نصب إلا في محاولة لتهجير اهل غزة الى الدول الأوروبية.
إن أهل غزة والضفة الغربية يقاتلون منطلقين بانهم هم أصحاب الأرض وبأن الله عزّ وجل يرعاه ويسدد خطاه بآياتٍ كريمةٍ وواضحة، “وما رميت اذ رميت ولكنّ الله رمى” إنّه سبحانه هو مَن يرمي بأيدي المقاومين فيقتل ضباط الجيش الصهيوني وجنوده، على الرغم من الدعم غير المسبوق لهذا الكيان من الغرب بقيادة الإدارة الأميركية. اقتربنا من مرور عام على انطلاق فجر طوفان الأقصى من غزة الباسلة ومن قوى الإسناد في لبنان واليمن والعراق فبات واضحاً وجليّاً بأنه لولا الدعم الغربي بقيادة الإدارة الأميركية لانهار هذا الكيان منذ شهور.
لا مجال لدينا للخوض في تقديم تفاصيل حول الأدلة على ما نقول لأن حرب الإبادة التي يشنّها الجيش الإسرائيلي على غزّة والضفة الغربية مستمرة ومستعرة، لأن إسرائيل هي الأداة لتنفيذ ما يخطط له الغرب بقيادة الإدارة الأميركية بمنع انتصار المقاومة في أي بقعة عربيةٍ وإسلامية، ليبقى هذا الغرب مهيمناً على شعوبنا وثرواتنا.
ما العمل يا أبناء وطني في لبنان وفي كل بقعةٍ من بقاع أرضنا العربية والإسلامية؟
ما الحل يا أحفاد آدم وحواء في كل العالم لوقف هذا التدمير للبشر والحجر في فلسطين؟ بل في الكثير من دول العالم!!
إن الجواب هو العمل على تحقيق المطالب التالية:
اولاً: الطلب من مصر وقطر، وقف المفاوضات ووقف إطلاق النار في غزة، لكونها عديمة الجدوى. بل ان هذه المفاوضات قد أضحت وسيلةً للتغطية على جرائم الإدارة الأميركية والإدارات الغربية المتمادية بفظاعة لا توصف، مما يعني ان استمرار المفاوضات بشراكة عربية، يخفف من انتفاضة الشعوب الغربية خاصةً في أميركا واوروبا، لدرجة ان الائتلاف اليهودي في أميركا سبق وصول قارون في يوم زينته، أقصد نتنياهو، مطالباً الإدارة الأميركية تزويد إسرائيل بالسلاح وبوقف الحرب في غزة! من كان يحلم بأن يحدث ذلك؟ انه آيةٌ من آيات الله. ان الإدارة الأميركية أعلنت تأييدها المطلق لإسرائيل فأعلن رئيسها بايدن ووزير خارجيتها بلينكن يهوديتهما عند قدومهما الى إسرائيل بعد أيامٍ قليلةٍ من انطلاق طوفان الأقصى.
ألم يقل الرئيس بايدن في أحد تصريحاته لو لم تكن إسرائيل موجودةً لكان علينا إيجادها؟! إيجادها ضدّ من؟ أليس من أجل تمزيق هذه الأمّة ونهب ثرواتها واستعباد شعوبها؟
ثانياً: الطلب من رئيس جمهورية فلسطين المغتصبة محمود عباس تمزيق اتفاقية أوسلو وبوقف التنسيق الأمني مع إسرائيل. إنّه لشيءٌ مذهلٌ وسابقةٌ في تاريخ البشر أن تنسق سلطة وطن محتل مع المحتل ضد مقاومي الاحتلال.
ثالثاً: نطلب من ملك الأردن الإعلان عن موت اتفاقية وادي العربة، وان يأمر الجيش الأردني بالدخول في المعركة لنصرة غزة وأبناء الضفة الغربية. فالجيش الأردني البطل أثبت إيمانه وشجاعته في معركة الكرامة التي واجه فيها الجيش الإسرائيلي بعد شهورٍ قليلةٍ من كارثة ١٩٦٧ التي حلّت بالعرب وبالمسلمين من بينها احتلال القدس والهيمنة على المسجد الأقصى وكنيسة القيامة.
رابعاً: نطالب ملك المغرب الذي ألقى على نفسه لقب “أمير المؤمنين” بأن يستقيل من رئاسته للجنة القدس التي ورثها عن والده. لأنه من غير المعقول أن يترأسّ لجنة القدس وهوالمطبّع مع إسرائيل.
خامساً: نطلب من دولة الإمارات العربية وقف التعاون مع إسرائيل لما في ذلك من مخالفةٍ شرعيةٍ وإنسانيةٍ لتوجّه الراحل الكبير الشيخ زايد بن سلطان القائد العربي الغيور على فلسطين والأمّة العربية.
سادساً: نطالب ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان باتخاذ موقف من الإدارة الأميركية ومن الحكومات الغربية لكونها هي من يقود حرب الإبادة ضد فلسطين وأهلها. وبوجوب وقف إطلاق النار في غزة وانسحاب إسرائيل منها ونذكّره بمن قتل الشهيد الملك فيصل، رحمه الله، والذي كان من أهم أسبابها وقف ضخ البترول عن الغرب، في 25 آذار 1975 وإصراره على الصلاة في المسجد الأقصى.
سابعاً: نطالب رئيس جمهورية مصر العربية الرئيس عبد الفتاح السيسي باتخاذ موقف من اتفاقية كامب ديفيد لخرق إسرائيل الفاضح لها. اننا ندرك محنة مصر والتضحيات التي قدّمتها من اجل فلسطين والأمّة، اننا ندرك بأن مصر هي الرأس في جسم الأمّة العربية، لذلك قامت الإدارة الأميركية الأسبق برعاية ولادة كامب ديفيد لفصل الرأس عن الجسد، ليصبح الاثنان بلا روح.
ثامناً: نطالب القادة العرب والقادة المسلمين بتنفيذ قرارهم الصادر عن القمة العربية ومنظمة التعاون الإسلامي بتاريخ ١١ تشرين الثاني (نوفمبر) ٢٠٢٣ بكسر الحصار الواقع على أهل غزة، بما في ذلك منع الطعام والشراب والدواء في سابقةٍ لم تعرف البشرية مثيلاً لها من ذي قبل.
تاسعاً: نطالب قادة أمتنا العربية والإسلامية والشعوب العربية والإسلامية، بأنّه لم يعد من خيارٍ امام الغرب الا تغيير مهمة أساطيله من دعم لإسرائيل إلا حمل هؤلاء الصهاينة على متنها وإعادتهم الى شرذمتهم من حيث جاءوا هم وآباؤهم وأجدادهم. كما ندعو الجماهير العربية والإسلامية الى إقفال السفارات الإسرائيلية في بلادها كما ندعوها ايضاً للتظاهر اليومي والتوجّه الى السفارات والقنصليات الأميركية والإنكليزية والفرنسية والألمانية والإيطالية لوقف دعمها المتواصل للكيان الصهيوني بالسياسة والمال والسلاح واشتراكها في الحرب ضد فلسطين والأمّة العربية.
إن تحرير فلسطين وهي الأرض المباركة التي انطلقت منها رسائل الله على أيدي الرسل الكرام لتكون هدى ورحمةً للعالمين، بات واجباً على كل إنسان يؤمن بالله وبرسله جميعاً، وأخذ المواقف اللازمة حول ما يحدث من صراعٍ بين الحقّ والباطل باستعباد طغاة ظالمين لبشرٍ خلقهم الله أحراراً.
إن تحرير فلسطين وانتصارها يوازي فتح مكة على يد رسول الله محمد بن عبدالله (ص) بل نقول يفوق فتح مكة لأن العالم الذي نعيش فيه بات مستنقعا للظلم والفساد والشذوذ والانحراف واستعباد من الإنسان لأخيه الإنسان.
إننا ندعو الشعوب الصادقة المؤمنة بالله ورسله للتضامن والتعاون لإنقاذ البشريّة من ويلات الطغاة والفاسدين أينما وجدوا ورصّ الصفوف عبر إنشاء منتدى نقترح تسميته بـ”منتدى آدم وحواء للسلام بين الشعوب”، ليكون رقيباً وساهرا على تصرفات الظالمين لمنعها، وناهضاً بالإنسان ليسود السلام بين الشعوب تحت فطرةٍ فطرنا الله عليها: التمسك بالحقّ والعدل بين الناس والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والتي تاكدت بانتصار الشعوب لفلسطين في الولايات المتحدة الأميركية وأوروبا على وجه الخصوص.
ألا إني قد بلغت، اللهم فاشهد.