مرّت ثلاثة أسابيع على اغتيال القيادي العسكري في حزب الله فؤاد شكر. توعّد حزب الله بالردّ، ورفع الأمين العام للحزب صوته مهدّداً، لكنّ التهديد لم يُنفّذ بعد.
قد يردّ “الحزب” في أيّة لحظة على اغتيال شكر، وقد لا يفعل أبداً. سبق له أن تخلّف عن تنفيذ تهديداته مراراً. كان يُعلن: “سنردّ في التوقيت والمكان المناسبَين”، وتمضي الأيّام ولا يفعل شيئاً. هكذا حصل، مثلاً، عند اغتيال عماد مغنيّة.
واللافت أنّ العدو الإسرائيلي تمكّن، منذ اغتيال شكر، من استهداف عددٍ من كوادر وعناصر حزب الله، آخرهم حسين علي حسين المسؤول في وحدة الصواريخ ليل أمس، من دون أن يتمكّن “الحزب” من القيام بعمليّة نوعيّة، كما كان متوقّعاً.
ويرى عددٌ من المحلّلين أنّ حزب الله أخطأ في التهديد المسبق بالردّ، لأنّ شكر مسؤول عسكري وكان يمكن اعتبار اغتياله ضمن قواعد الاشتباك المعتمدة، فهو ليس القيادي الأوّل الذي يُستهدف، وإن كان الأهمّ.
وهكذا، بات “الحزب” أسير تهديده وسيُستخدم تخلّفه عن تنفيذه ضدّه، تماماً كما حصل في سوابق عدّة، فتهتزّ صورة “الوعد الصادق” التي رُسمت في حرب تموز ٢٠٠٦.
من ناحية أخرى، وعلى الرغم من كلام الأمين العام لحزب الله عن أنّ إسرائيل تقف على رجلٍ ونصف بانتظار الردّ، فإنّ لبنان وموسمه السياحي واقتصاده “تكرسحوا” تماماً، فلا حقّق “الحزب” ضربته فألحق ضرراً بالعدوّ، ولا أحجم عن التهديد إنقاذاً لما تبقّى من سياحة واقتصاد يبدو أنّهما من الأضرار الجانبيّة التي لا يهتمّ حزب الله بهما، ما دام رئيس كتلته النيابيّة يعيّر من يسهرون ويرتادون البحور.
يريدنا، كما يبدو، أن نرتاد الملاجئ.
موقع MTV