“إنها عظمة كبيرة لا تتكّبر بها” (م ب م)

“إنها عظمة كبيرة لا تتكّبر بها” كلام قاله معلّمي الذي رافقني ورافقته منذ خمسين سنة وما زلنا على الدرب معًا، وسأبقى ما حييت.. عنيت به المطران بولس مطر، أطال الله عمره وأعطى الله الكنيسة والأبرشية مطارنة مثقّفين إنسانيّين محبّين أمثاله.كلامي اليوم ليس عن المطران مطر، بل اقتبست من إحدى عظاته خلال سيامته لكاهن في أبرشية بيروت، كلمات تشبه كاهنًا عرفته عن قرب وعاش بعظمة الكهنوت ولكنه لم يتكبّر بها، بل العلم واللاهوت والكهنوت والمناصب والمراكز والرئاسات زادوه تواضعًا ومحبة للناس. إنه الخوري الأب بكل ما للكلمة من معنى، أب في عائلته وأب في رعيته وأب في الحكمة مار مارون المدرسة التي خدمها مرشدًا وقيمًا ورئيسًا.الخوري جورج شهوان ابن مدرسة الحكمة الأم، مع إخوته، أولاد الخوري حنّا شهوان، سلّم الرعية، رعية السيدة والقديسة ريتا في سن الفيل لبلوغه سن التقاعد، للخوري مروان عاقوري ليتقاعد من العمل الإداري كنسيًا ولكن لم ولن يتقاعد من خدمة الكنيسة وأبنائها روحيًا وإنسانيًا وإجتماعيًا.أنا لست ابن سن الفيل أنا إبن الأشرفية وقرطبا، أنا بتّ من سكان سن الفيل وصلّيت في كنيسة القديسة ريتا وكنيسة السيدة وشعرت ولمست وأيقنت، كم هو متواضع أبونا جورج وكم هي كبيرة محبة الرعية له.بونا جورج أطال الله عمرك وأعطاك صحّة وعافية لتبقى رسولًا أمينًا وصادقًا لكهنوتك، وكيف لا تكون رسولًا أمينًا، وأنت لم تقهر ولم تدمّر ولم تطرد ولم تسئ إلى أحد لا في حياتك ولا في مسؤولياتك الأبرشية والرعوية والتربوية والعائلية. بونا جورج أنت عشت وما زلت تعيش بعظمة الكهنوت ولكنك لم تتكبر بها، بل الكهنوت زادك تواضعًا. فأنت لم تتكبر يومًا بل عشت التواضع لا بالكلام بل بالممارسة والأفعال والأعمال. ليعطنا الله في الكنيسة والأبرشية والحكمة أباءً متواضعين أمثالك، لأن التواضع والحب عاش بهما وبإثرهما المعلم الأول سيدنا يسوع المسيح وعلّمنا لنعيش بوحيهما وليكونا في صلب حياتنا المسيحية … أطال الله عمرك أبتِ الرئيس.

جورج سعد