أحتفل رئيس أساقفة أبرشية طرابلس المارونية المطران يوسف سويف، بقداس الشكر لمناسبة قبول فتح دعوى اعلان الخوري بيدرو لحود مكرماً في الكنيسة الجامعة، في الباحة الخارجية لكنيسة سيدة الانتقال في بلدة سبعل في قضاء زغرتا، في حضور السفير البابوي المطران باولو بورجيا
عاون المطران سويف في القداس النائب العام على الابرشية الخوراسقف انطوان مخايل، النائب الخاص لشؤون الزواج والعائلة المونسنيور ماريو ماضي، خادم الرعية الخوري ادوار الخوري، الخوري عزت الطحش، بالاضافة الى جمهور من كهنة الابرشية.
حضر القداس رئيس بلدية سبعل الشيخ حبيب طربيه، نائب رئيس جمعية “ملح الارض” جوزيان أديب طربيه، ومخاتير البلدة وفاعليات ثقافية واجتماعية، وعائلة الخوري لحود الموجودة في لبنان من ابناء وبنات أخوته وأخواته، وحشد كبير من أبناء الرعية والأبرشية تقدمهم الدكتور جميل عريضة وعقيلته السيدة كارلا بو جودة عريضة.
في البداية رحب خادم الرعية، بالمطران سويف والسفير البابوي والكهنة والحضور، معتبرا ان “عنوان رسالة الخوري بيدرو لحود وجوهرها كانت المحبة، والتي ظهرت جلّياً في خدمته الكهنوتية والراعوية وخاصة في خدمة الفقراء”.
بعد الانجيل المقدس، القى سويف عظة رحب فيها بالسفير البابوي لحضوره في هذا القداس في بلدة الاصل للخوري بيدرو لحود، “الذي تنشق رائحة القداسة في قرية سبعل”. كما ارسل سويف من خلاله لقداسة البابا التضامن بالصلاة والطاعة للسير في خدمة الفقراء كما يحاول البابا فرنسيس ان يشجع روح خدمة الفقراء كما كان يخدم الخوري لحود، شاكراً للرب قبول هذه الدعوى لدراستها من الكرسي الرسولي، طالبا من الرب ان يعطينا قديسين.
وحيا سويف البطريرك الماروني مار بشاره بطرس الراعي “الذي يشاركنا روحيا بهذا الحدث الكنسي الذي يعكس صورة لبنان.، صورة القداسة”.
ونقل لابناء سبعل محبة وصلاة الكاردينال كاروسو رئيس اساقفة كاراكاس “الذي في تواصلنا الدائم للتعاون والصلاة لقبول دعوى الخوري بيدرو، وخاصة ان فنزويلا يشابه وضعها وضع لبنان من خطر الحرب والفقر، لتكون رسالة من الرب، من سبعل، و ان لا مواجهة الا بالصلاة والحب والخدمة والسلام”.
اضاف: “ان الهدف الاساسي من خلال احتفال الشكر هو الرجوع الى ذواتنا وعيش التوبة واكتشاف دعوتنا الا وهي المحبة المتبادلة لنعلن ان المسيح قام من بين الأموات وهو الاله الحي الذي يعطي العالم الحياة”.
وقال: “ابونا بيدرو هو ابن هذه الارض، حيث عاش قسم من طفولته وشبابه في هذه الرعية، ويقول لنا اليوم ان كل معمد هو مشروع قداسة. هذه دعوة العائلة، الاساسية، وعائلة الخوري بيدرو هي التي نفحت فيه هذه الروح. فبعد انتقاله الى كاراكاس ومع انه عمل في التجارة ولكن كان يستغلها في خدمة الفقراء ومن ثم دخل الى الاكليريكية ليقدم كل ذاته الى الرب وشعبه، ولم يقبل ان يخدم بين الاغنياء في كاراكاس بل طلب ان يخدم الفقراء في ضواحي كاراكاس. لم يكن يعرف الراحة بل حب الناس الذين رأى الله في وجوههم، وكان يوجه رسالة سنوية ليسوع المسيح المتألم الذي يراه في هؤلاء الفقراء المتألمين، وكان من خلال هذه الرسائل يتكلم عن حب الله الذي انحنى لشفاء المرضى والمساكين، ولطالما توجه الى رؤساء الجمهوريات والمسؤولين ليضيء على النقص في حياة الناس وبفصل دعواته نشأت المؤسسات والمدارس لخدمة الناس”.
وختم سويف: “نشكر الله على هذا الكاهن الذي، بحسب قول الاطباء، توفي بالقلب نتيجة الارهاق في العمل والخدمة. هو الذي حاول تجسيد منطق السماء في خدمة الفقراء والمهمشين والمرضى. وانا شخصياً تأثرت كثيرا بحياته ورأيتها دعوة لنعرف ان نمييز في حياتنا ونذهب الى العمق والجوهر الذي هو وجه يسوع المنعكس على وجه الانسان، دعوة لي كأسقف ولاخوتي الكهنة بعيش التجرد وخدمة الفقراء الذين لهم الصف الاول في حياتنا. مشروع القداسة، مشروع الخوري بيدرو، لماذا لا يكون مشروع كل واحد منا. لتمجيد الله الاب والابن والروح القدس”.
بعد القداس القى الإعلامي جو لحود كلمة قال فيها: “من سبعل من قلب لبنان المجروح، جاءت علامة صلاة وايمان، نحن شعب يستحق الفرح، وسبعل تستحق ايضاً لانها تعطي لبنان والاغتراب ليس فقط مهندسين وأطباء ومثقفين، انها تعطي ايضاً رجالا على درب القداسة. مبروك للاغتراب اللبناني لانه لأول مرة فوق كل تقديماته يقدم للبنان المجروح علامة رجاء في هذه الفترة”.
اضاف: ” المغترب السبعلي اليوم يتجلى بأبهى دور ممكن واقوى دور ممكن كي يكون علامة أكيدة على ان ما تاخذه من الضيعة هو كنز كبير تستطيع ان تقدم منه الكثير في اي دور تلعبه، وأي مكان وجدت فيه، وتستطيع ان تواجه فيه صعوبات الحياة ومطباتها”.
واختصرت المديرة السابقة لمدرسة “الناصرة” كفرزينا صونيا الشام في كلمتها مسيرة الخوري بيدرو لحود الذي كبر في كنف عائلة كانت المدرسة الأهم في حياته، حيث تربى على التقوى والالتزام بالكنيسة والقيم الإنسانية والأخلاقية. “انها مسيرة كلها تضحية ونكران للذات”.
من ثم سلم رئيس بلدية سبعل حبيب طربيه درعاً تقديرية للسفير البابوي الذي قال: “لطالما أعطى لبنان الاشياء الجيدة، وامثال من القداسة والحياة المقدسة، وهم علامات قداسة في الحياة اليومية، هم تعبير عن الايمان الحامل تقليدا قديما من القداسة في الحياة اليومية. وعلينا ان نتعلم من المتواضعين في حياة القداسة، وخاصة في هذه الظروف في لبنان، وهذا ما يقودنا نحو الفقراء. وهذا يتطلب الحب الذي هو كمال الحياة المسيحية، والذي هو العطاء بدون حدود وبدون انتظار اي رد من الاخر. حياة في الحب هي حياة في الكمال وهي حياة قداسة. الحب يتجلى في الغفران والعطاء والتضامن مع الاخر. اتمنى لكنيسة لبنان ان تبقى مثالا للتواضع والمحبة”.
كذلك تسلم سويف درعاً تقديرية من خادم رعية سبعل.