لحظات حسمٍ في مفاوضات الهدنة.. الشرق “الممزّق من الصهاينة” يترقب

هل تُحرز مفاوضات الدوحة تقدمًا يفضي إلى إبرام اتفاق على وقف للنار وتبادل الأسرى؟ سؤال تتجه إليه كل الأنظار التي تترقب النتائج اليوم، فيما مئات الآلاف من الفلسطينيين ينتظرون تحت وابل نيران الحقد والعدوان الإسرائيلي.

مستشار اتصالات الأمن القومي في البيت الأبيض جون كيربي وصف انطلاقة محادثات الدوحة بالواعدة، وقال إن الأطراف تناقش تفاصيل تنفيذ الاتفاق المقترح، متوقعاً أن تستمر المحادثات غير المباشرة حتى اليوم الجمعة،  حيث أن الجانبين قدما تعديلات عليه، وما يجري هو نقاش بشأن تفاصيل التنفيذ لا صيغة المقترح نفسه.

وفي غضون ذلك، علّق الرئيس وليد جنبلاط على مجمل المشهد في المنطقة، بتوصيفه ما يجري بـ”االموت الرسمي للشرق الأوسط، الذي توحد تحت حكم العثمانيين، وتقسّم على يد العرب، وتمزّق على يد الصهاينة”.

توازيا مع ذلك، شهد لبنان زيارة خاطفة لوزير الخارجية الفرنسي ستيفان سيجورنيه التقى خلالها كلا من رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي ووزير الخارجية عبدالله بوحبيب، حيث أكد من عين التينة ان لدى بلاده كل الارادة للتهدئة وخفض التصعيد وهي تريد التمديد لقوات اليونيفل في الجنوب. ومن السراي الحكومي، جدد سيجورنيه تأكيد دعم فرنسا للبنان ووقوفها إلى جانبه وثقتها به، متمنياً استمرار عدم التصعيد من الجانب اللبناني ومقدراً ضبط النفس في هذه الفترة الصعبة. 

من جهته أكد الرئيس بري أن لبنان ملتزم قواعد الاشتباك وحقه في الدفاع عن النفس، فيما شدد ميقاتي على اهمية دعم التمديد للقوات الدولية العاملة في جنوب لبنان لفترة سنة، داعياً في هذه الظروف الصعبة الى التحلي بالصمت والصبر والصلاة. 

هذا ويصل إلى لبنان اليوم وزير الخارجية المصري سامح شكري لإجراء مباحثات تتمحور حول الأوضاع الراهنة في الجنوب والمنطقة. 

في المواقف أشار النائب الياس جرادي في حديث لجريدة “الأنباء” الالكترونية إلى أن التصعيد الحاصل له قراءتان متوازيتان. إما التصعيد لإرساء وقف لإطلاق النار وإعطاء نوع من ترضية لاسرائيل. أو محاولات كسر العظم ودفع الامور الى مأزق يأخذنا الى حرب استنزاف طويلة، متمنياً أن تكون حظوظ الخيار الأول أفضل من الخيار الثاني.

ورأى جرادي أن ما يجري اليوم من مفاوضات وعجقة موفدين توحي كأنها لحظة الحسم ايجاباً أو سلباً، لافتا الى أن ما سُرب حتى الآن يرفع من حظوظ الاحتمال الأول والتوجه إلى اتفاق لوقف إطلاق النار. فإذا ما تم ذلك فهناك ملفات كثيرة ستفتح غير القرار 1701. متمنيا أن نكون قد وصلنا إلى ساعة الحسم.

إذاً، ساعات حاسمة في الدوحة ستتضح بنتيجتها مسارات المرحلة المقبلة ومآلاتها على مجمل أوضاع المنطقة ومنها لبنان. ويبقى الأمل بأن ينجح الوسطاء في الضغط على الجانب الإسرائيلي ووضع حد لمحاولاته المتكررة لإفشال المفاوضات عبر الشروط التي يضعها في كل مرة.

   الأنباء