مشروع “امر واقع” ضاغط في الدوحة..يتناسق ودعوة هوكشتاين الى لبنان…؟؟!!

علي يوسف

يخطىء من يظن او يعتقد ان من يسمونهم وسطاء في اجتماع الدوحة هم وسطاء بين فريقين الكيان الصهيوني واميركا والغرب من جهة والمقاومة والشعب الفلسطينيين من جهة ثانية ..!! والحقيقة ان هؤلاء ليسوا وسطاء بل هم واسطة لتنفيذ المشروع الصهيوني الاميركي الغربي وفرضه على الفلسطينيين مقاومة وشعب تحت يافطة ” عربية”…!!والسياسة المعتمدة المبتكرة اميركيا وصهيونيا والتي ينفذها فرقاء الواسطة هي سياسة” الأمر الواقع” وهي الواقعة دائما على حافة صعوبة الرفض بفعل عاملي تفادي الكوارث ووجود آمال سرعان ما تتحول الى اوهام رغم صياغاتها الغشاشة المقرونة بضمانات اميركية غربية لم يتم الالتزام بها يوماً …!!؟؟وابرز محاولات الامر الواقع هي اجتماع الدوحة من جهة وزيارة الموفد الرئاسي الاميركي الى بيروت آموس هوكشتاين ..

ما تجري محاولته في الدوحة هي محاولة ثلاثية الابعاد :

١- محاولة ابراز وكأن هناك قرار جدي ب “وقف اطلاق النار” في غزة وهو الشعار الذي نجح الصهاينة والاميركان بجعله بديلا عن شعار وقف العدوان وسقط في فخه معظم وسائل الاعلام والسياسيين بما فيهم اركان في المقاومة بحيث يصبح هذا القرار الفارغ المضمون امر واقع واي رفض له هو قرار باستمرار المجازر وكأن من يقوم بالمجازر هي المقاومة وبحيث تلام هي على رفض هذه المناورة بدل ان يدان من قام ويقوم بكل المجازر ..

٢- محاولة ان يشكل وقف اطلاق النار الفارغ المضمون عامل احراج وافشال لمشروع الرد من ايران وحزب الله على اغتيال الشهيدين هنية و شكر وبحيث يصبح اي رد عامل افشال لوقف النار الذي يوقف المجازر في حق الفلسطينيين واللبنانيين.. وهكذا يتحول وقف اطلاق النار الى امر واقع يلغي الرد ويسمح للجيش الصهيوني بتحسين اوضاعه الميدانية تمهيدا لاستئناف عملية ابادة الشعب الفلسطيني وانهاء دور جبهات المساندة ..

٣- محاولة ان يترافق وقف اطلاق النار مع قرار تشكيل” قوة تسمى عربية لحكم غزة” وبحيث تقوم هذه القوة مقام الجيش الصهيوني في استكمال ما عجز عنه .. اي ملاحقة ابطال المقاومة وتصفيتهم تحت شعار” المحافظة على الفلسطينيين وانهاء الازمة “تنفيذا للمشروع الصهيوني الاميركي …اما مهمة هوكشتاين فهي في الحقيقة لم تأت بمبادرة من الرئيس الاميركي او الادارة الاميركية بل هي أتت بناء لرغبة رسمية لبنانية ومن قبل من يدور في الفلك الاميركي ويعمل بهديها وكوسيط بين الاميركيين والمقاومة في لبنان ( ولن نعلن اسماء المتورطين فيها حاليا ) وقد اتت هذه الدعوة والزيارة متناسقة مع اهداف اجتماع الدوحة بحيث يتم وضع المقاومة امام احراج اما الاصرار على الرد على اغتيال السيد محسن بما يجعلها مسؤولة عن انهيار وقف اطلاق النار في غزة واشعال المنطقة في حرب تشارك فيها اميركا بأسطولها المتواجد في البحر المتوسط مع ما سيصيب لبنان من دمار ..!! واما التراجع عن الرد وها هو هوكشتاين يحمل الحلول الدبلوماسية ل ” المشكلة الحدودية بين لبنان وبين الكيان الصهيوني ” وعلى ان ينتشر الجيش اللبناني و يخرج لبنان من الصراع مع الكيان الصهيوني باتفاق تطبيع او حتى من دون اتفاق تطبيع والإكتفاء باتفاق وقف العداء !!!!؟؟؟؟؟؟؟وهكذا رأينا ان كل المباحثات خلت تماما من اي كلام عن القضية الفلسطينية واستبدلت فلسطين بمشكلة غزة ؟!!! وكثر الحديث عن الحلول الدبلوماسية وامكانات انتشار الجيش” بعد الاتفاق الدبلوماسي الذي سيلي وقف اطلاق النار …!!!!؟؟؟” انسجاما مع تأكيد. استعمال شعار وقف اطلاق النار كأمر واقع …!!! ويبدو ان هوكشتاين وسكرتيريته من المسؤولين اللبنانيين يحاولون تكرار تجربة الامر الواقع لتجربة الخداع في الترسيم البحري حيث كانت النتيجة فوز الكيان الصهيوني باستخراج الغاز من حقل كاريش والحصول على نسبة من حقل قانا في مقابل حصول لبنان على مهرجان انتصار وهمي والاستسلام لشركة توتال الاميركية والسماح لها بخديعة التنقيب الشكلي وتكرار تجربة البلوك ٤ آخذين بعين الاعتبار ان العقل اللبناني مخرّب ويكرر تجربة المجرّب ..!!؟؟؟ا والحقيقة انني على ثقة ان الحكومة الصهيونية باتت تخاف حتى الأمر الواقع الذي يصب في مصلحتها وباتت لاتثق بأي مناورات غير واضحة ومباشرة النتائج وهي بالتالي ستفشل مشروع مناورة الدوحة كونها شغوفة بالمجازر والابادة كطبيعة بنيوية .. كما لنني على ثقة ان محور المقاومة وخصوصا ايران وحزب الله لن يوافقا على عدم الرد على اغتيال هنية والسيد محسن … الا ان عدم الوضوح السياسي في بعض المواقف ان على مستوى حماس وبياناتها خصوصا في ما يتعلق بما يسمى “خطة بايدن والمبادرة الاميركية والوساطات المشبوهة ” او بعض مواقف حزب الله في ما يتعلق بالمواقف الداخلية الرسمية وغير الرسمية هو الذي يخلق حالة ارباك اعلامية واحيانا سياسية لا يجوز استمرارها لانعكاساتها السلبية على الوعي العام .. وعلى البيئة الحاضنة …قد يتم اطلاق التبريرات المعتادة ردا على هذا الامر إلا انني اعتقد ان المرحلة باتت اكثر جذرية ومفصلية لا تحمل الالتباسات ..؟؟؟!!