وسط احتدام كبير واسع أشعل جبهة الجنوب وشمال إسرائيل وأدى إلى سقوط مجموعة جديدة من الكوادر الميدانية لـ”حزب الله”، كما إلى توغّل مسيّرات للحزب إلى عمق بارز في شمال إسرائيل بلغ حدود عكا، أوحى الخطاب الجديد للأمين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصرالله ونبرته بأن “الرد القوي الآتي” سواء للحزب وحده أو ضمن ردّ جامع مع “المحور”، لا يزال مفتوحاً على توقيت مجهول أولاً، كما أن “مواصفات” الردّ وطبيعته قد لا تحمل حتمية إشعال حرب واسعة في لبنان والمنطقة.
وإذ تعمّد نصرالله تظهير أسبوع انتظار إسرائيل للرد “على رجل ونصف” بأنه جزء من العقاب والردّ، لم تفت المراقبين دلالات إعلانه أن إيران وسوريا ليستا ملزمتين بالقتال الدائم مع إسرائيل، ولا أيضاً إصراره على إقران التشديد على أن الردّ آتٍ “بالتأني وليس بانفعال”، اذ ترك ذلك انطباعات بأن سيناريوات الحرب الكبيرة قد تكون مضخمة ولكن من دون اسقاط احتمال أن يكون نصرالله يلعب لعبة المناورة أو المخادعة حيال توقيت الردّ بما يبقي إسرائيل في واقع الانتظار المقلق.
ولذا سلطت الأضواء على الواقع الميداني الذي شهد تصعيداً غير اعتيادي، وقبيل دقائق من إلقاء نصرالله كلمته، خرق الطيران الحربي الإسرائيلي جدار الصوت بشكل قوي فوق بيروت وجبل لبنان على دفعات، بعدما دخلت جبهة الجنوب مرحلة جديدة من التصعيد في ظل استهداف “حزب الله” نهاريا في شمال إسرائيل بمسيّرات، إثر قصف اسرائيلي استهدف بلدة ميفدون وسقوط 5 مقاتلين لـ”حزب الله” وجرح طفل في الوزاني.
وبحسب الإعلام الإسرائيلي الذي نقل لقطات مصوّرة، استهدفت المسيّرات الصامتة من نوع شاهد 101 ثكنة عسكرية في الخليج بين حيفا وعكا موقعة قتيلا وجريحاً. ثم هاجمت مسيّرة مستوطنة نهاريا وانفجرت فوق طريق عام، وأفاد الأعلام الإسرائيلي أن صاروخاً إسرائيلياً اعتراضياً أُطلق في اتجاه مسيّرة “حزب الله” وسقط في نهاريا وأن عدد المصابين جراء سقوطه ارتفع إلى 19.
وكانت مسيّرة اسرائيلية أغارت قبل الظهر على منزل من طبقتين في حارة النادي في بلدة ميفدون وأعلن مركز عمليات طوارئ الصحة العامة التابع لوزارة الصحة أن الغارة أدت إلى مقتل خمسة أشخاص وتبين لاحقاً أنهم عناصر بارزون في “حزب الله” وأن احدهم هو أمين بدر الدين إبن شقيق مصطفى بدر الدين المتهم باغتيال الرئيس رفيق الحريري.
وعلى الاثر، نعى “حزب الله” أمين حسن بدر الدين من بلدة الغبيري في الضاحية الجنوبية لبيروت وعلي مصطفى شمس الدين “ساجد” من بلدة مجدل سلم وحسن منصور من بلدة جبشيت وحسين علي ياسين من بلدة السلطانية وادهم خنجر حسين ناصر من بلدة أركي.
وفي المقابل، أعلن “حزب الله” انه “رداً على اعتداءات العدو الإسرائيلي على القرى الجنوبية الصامدة والمنازل الآمنة، استهدف مبنىً يستخدمه جنود العدو في مستعمرة أفيفيم وتجمعاً للجنود قرب موقع بركة ريشا بصواريخ بركان”. وأعلن أنه شنّ هجومًا جويًا بطائرات مسيّرة على مقر قيادة لواء غولاني ووحدة إيغوز 621 في ثكنة “شراغا” شمال عكا محققًا إصابات دقيقة”.
وأعلن أيضا “أننا استهدفنا ملالة إسرائيلية في محيط موقع رويسات العلم بالصواريخ الموجهة وحققنا إصابة مباشرة ما أدى إلى تدميرها وسقوط طاقمها بين قتيل وجريح”. كما قصف “موقع المرج بقذائف المدفعية وحقق فيه إصابة مباشرة”. وبعد كلمة نصرالله وجّه الحزب رشقة صاروخية في اتجاه شمال إسرائيل وأعلنت القناة 12 الإسرائيلية إصابة ستة جنود إسرائيليين بسبب سقوط مسيّرة أطلقت من لبنان في اتجاه الجليل الغربي .
نصرالله
أما أبرز ما تضمنته كلمة نصرالله، فتمثل في اعتباره أن “إسرائيل ليست ضعيفة، لكنها لم تعد قوية كما كانت، والدليل أن أميركا وفرنسا وبريطانيا وبعض الدول العربية دافعوا عن إسرائيل خلال الهجوم الإيراني في نيسان (أبريل) الماضي”. وأشار إلى أن “مسيّراتنا وصلت إلى شرق عكّا في قمّة استنفار الدفاع الجوي الإسرائيلي وأن إسرائيل كلها تقف على رجل ونصف”.
ورأى أن اغتيال إسماعيل هنية في إيران وفؤاد شكر في الضاحية “انجازان إسرائيليان لكنهما ليسا نصراً إسرائيلياً، وهذا لا يعني انتهاء الحرب أو حسمها”. ودعا نصرالله “جبهات الإسناد في اليمن والعراق إلى مواصلة العمل كما واصلناه سوياً في الأشهر الماضية”.
أما وبالنسبة لإيران، فإن نصرالله اعتبر أن “إيران مُلزمة أن تُقاتل بعد اغتيال هنية لكن ليس المطلوب منها الدخول في قتال دائم”. وتوجّه إلى اللبنانيين، وقال: “ما يحصل اليوم يرسم مصير المنطقة، والبعض يخاف من انتصار المقاومة لكنهم يجب أن يخافوا في حال انتصرت إسرائيل”، مؤكداً أن “المقاومة ليست في وارد توظيف أي انتصار على إسرائيل في الداخل السياسي”.
وأكّد أن “إيران سترد على اغتيال هنية و”حزب الله” سيرد على اغتيال شكر والحوثيون سيردون على قصف الحُديدة، وإسرائيل تنتظر وتترقب بضياع”. وأشار نصرالله إلى أن “الانتظار الإسرائيلي للرد هو جزء من الرد والعقاب لأن المعركة نفسية ومعنوية وعسكرية”، لافتاً إلى أن “حالة الانتظار جزء من المعركة وتترك ظلالاً كبيرة على إسرائيل، ومثال على ذلك الإخلاءات الحاصلة في الشمال”.
ووجّه تهديداً للمؤسسات الاقتصادية في شمال إسرائيل، ولفت إلى أن “المصانع الإسرائيلية في الشمال، والتي تبلغ تكلفتها أكثر من 130 مليار دولار، بروحوا بنص ساعة”. وأضاف: “لو كان مشروع نتنياهو الحرب مع لبنان لكان ذهب إلى حرب مع لبنان”.
وشدّد نصرالله على أن “ردّنا آتٍ، وحدنا أو مع المحور، قد نرد جميعاً سوياً أو كل طرف وحده، ولا يُمكن أياً تكن العواقب أن تمر المقاومة على الاغتيالات هكذا”.
وفي ختام خطابه، أكد أن “الرد سيكون قوياً ومؤثراً وفاعلاً وبيننا وبين إسرائيل الأيام وننتظر الميدان”.
الموقف الحكومي
وسط هذه الاجواء المقلقة، جدّد رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي مطالبة المجتمع الدولي “بوقف الاعتداءات والتهديدات الاسرائيلية على لبنان تمهيداً لإرساء حلّ يرتكز على التطبيق الكامل للقرار الدولي الرقم 1701”. وأكد أن “سلسلة الاتصالات واللقاءات الديبلوماسية التي أجريتها بالأمس ساعدت في تكوين القناعة لدى اصدقاء لبنان بضرورة الضغط على إسرائيل لعدم الانزلاق بالأوضاع إلى ما لا يمكن توقع نتائجه وتداعياته، وهذا الضغط مستمر ونأمل أن يفضي الى نتائج مرضية في اسرع وقت”. وتابع “أن التهديدات الإسرائيلية ضد لبنان تندرج في اطار الحرب النفسية على اللبنانيين، ولكنّ المؤسف أن البعض يساهم في هذه الحرب عبر الحديث عن مواعيد للاعتداءات وتبرير اهدافها، فيما الجميع يعلمون أن مفتاح الحل يقضي بوقف اطلاق النار والاعتداءات الإسرائيلية، إضافة إلى وقف العدوان على الشعب الفلسطيني واعطائه حقوقه المشروعة”.
وأضاف: “اتصالاتنا مستمرة ولن نوفّر اي جهد يؤدي الى وقف العدوان والتهديدات الإسرائيلية وإعادة الاستقرار إلى لبنان، كما أن الاجهزة الحكومية المعنية تواصل عملها الميداني في مختلف المجالات لمواكبة كل التطورات. أما الانتقادات المجانية التي يحلو للبعض تردادها، فلا نحن، ولا الشعب القلق، في وارد اعطائها أي أهمية، لأن المطلوب في هذا الوقت الدقيق أن نهتم بما يخفف معاناة اللبنانيين وهواجسهم، لا تأجيج السجالات العقيمة”.
من جانبه، أكد وزير الخارجيّة عبدالله بوحبيب، في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره المصري بدر عبد العاطي عقب اجتماعهما الثنائي في مقر وزارة الخارجيّة المصريّة في القاهرة “أنّ التصعيد الإسرائيلي الأخير في المنطقة يُقوّض الاتصالات والجهود التي تبذلها مصر للتهدئة، ويضرب بعرض الحائط مبادرة الرئيس الأميركي جو بايدن لوقف إطلاق النار وقرار مجلس الأمن الرقم 2735 الذي تبنّى هذه المبادرة، ويعكس نيّات إسرائيل بإطالة أمد الحرب وتوسيع رقعة الصراع”.
وحذّر من “أنّ توسّع رقعة الحرب أصبح جديًا في حال لم يتحرّك المجتمع الدولي والدول المعنيّة بشكلٍ فوري وفاعل لوقف جرائم الحرب التي ترتكبها إسرائيل”. وأشاد بالاتصالات التي تجريها مصر مع مختلف الأطراف المعنيّة لاحتواء التصعيد، معربًا عن “أمل لبنان في مواصلة مصر دعمها له خلال المرحلة المُقبلة، خصوصًا في ما يتعلّق بتأمين دعم عربي للبنان جرّاء النيّات والخطط العدوانيّة الإسرائيليّة لتوسيع رقعة الحرب، وسعيه للتنفيذ الكامل لقرار مجلس الأمن الرقم 1701، وانسحاب إسرائيل من الأراضي اللبنانيّة المُحتلّة ووقف خروقاتها للسيادة اللبنانيّة”.
====
وسط احتدام كبير واسع أشعل جبهة الجنوب وشمال إسرائيل وأدى إلى سقوط مجموعة جديدة من الكوادر الميدانية لـ”حزب الله”، كما إلى توغّل مسيّرات للحزب إلى عمق بارز في شمال إسرائيل بلغ حدود عكا، أوحى الخطاب الجديد للأمين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصرالله ونبرته بأن “الرد القوي الآتي” سواء للحزب وحده أو ضمن ردّ جامع مع “المحور”، لا يزال مفتوحاً على توقيت مجهول أولاً، كما أن “مواصفات” الردّ وطبيعته قد لا تحمل حتمية إشعال حرب واسعة في لبنان والمنطقة.
وإذ تعمّد نصرالله تظهير أسبوع انتظار إسرائيل للرد “على رجل ونصف” بأنه جزء من العقاب والردّ، لم تفت المراقبين دلالات إعلانه أن إيران وسوريا ليستا ملزمتين بالقتال الدائم مع إسرائيل، ولا أيضاً إصراره على إقران التشديد على أن الردّ آتٍ “بالتأني وليس بانفعال”، اذ ترك ذلك انطباعات بأن سيناريوات الحرب الكبيرة قد تكون مضخمة ولكن من دون اسقاط احتمال أن يكون نصرالله يلعب لعبة المناورة أو المخادعة حيال توقيت الردّ بما يبقي إسرائيل في واقع الانتظار المقلق.
ولذا سلطت الأضواء على الواقع الميداني الذي شهد تصعيداً غير اعتيادي، وقبيل دقائق من إلقاء نصرالله كلمته، خرق الطيران الحربي الإسرائيلي جدار الصوت بشكل قوي فوق بيروت وجبل لبنان على دفعات، بعدما دخلت جبهة الجنوب مرحلة جديدة من التصعيد في ظل استهداف “حزب الله” نهاريا في شمال إسرائيل بمسيّرات، إثر قصف اسرائيلي استهدف بلدة ميفدون وسقوط 5 مقاتلين لـ”حزب الله” وجرح طفل في الوزاني.
وبحسب الإعلام الإسرائيلي الذي نقل لقطات مصوّرة، استهدفت المسيّرات الصامتة من نوع شاهد 101 ثكنة عسكرية في الخليج بين حيفا وعكا موقعة قتيلا وجريحاً. ثم هاجمت مسيّرة مستوطنة نهاريا وانفجرت فوق طريق عام، وأفاد الأعلام الإسرائيلي أن صاروخاً إسرائيلياً اعتراضياً أُطلق في اتجاه مسيّرة “حزب الله” وسقط في نهاريا وأن عدد المصابين جراء سقوطه ارتفع إلى 19.
وكانت مسيّرة اسرائيلية أغارت قبل الظهر على منزل من طبقتين في حارة النادي في بلدة ميفدون وأعلن مركز عمليات طوارئ الصحة العامة التابع لوزارة الصحة أن الغارة أدت إلى مقتل خمسة أشخاص وتبين لاحقاً أنهم عناصر بارزون في “حزب الله” وأن احدهم هو أمين بدر الدين إبن شقيق مصطفى بدر الدين المتهم باغتيال الرئيس رفيق الحريري.
وعلى الاثر، نعى “حزب الله” أمين حسن بدر الدين من بلدة الغبيري في الضاحية الجنوبية لبيروت وعلي مصطفى شمس الدين “ساجد” من بلدة مجدل سلم وحسن منصور من بلدة جبشيت وحسين علي ياسين من بلدة السلطانية وادهم خنجر حسين ناصر من بلدة أركي.
وفي المقابل، أعلن “حزب الله” انه “رداً على اعتداءات العدو الإسرائيلي على القرى الجنوبية الصامدة والمنازل الآمنة، استهدف مبنىً يستخدمه جنود العدو في مستعمرة أفيفيم وتجمعاً للجنود قرب موقع بركة ريشا بصواريخ بركان”. وأعلن أنه شنّ هجومًا جويًا بطائرات مسيّرة على مقر قيادة لواء غولاني ووحدة إيغوز 621 في ثكنة “شراغا” شمال عكا محققًا إصابات دقيقة”.
وأعلن أيضا “أننا استهدفنا ملالة إسرائيلية في محيط موقع رويسات العلم بالصواريخ الموجهة وحققنا إصابة مباشرة ما أدى إلى تدميرها وسقوط طاقمها بين قتيل وجريح”. كما قصف “موقع المرج بقذائف المدفعية وحقق فيه إصابة مباشرة”. وبعد كلمة نصرالله وجّه الحزب رشقة صاروخية في اتجاه شمال إسرائيل وأعلنت القناة 12 الإسرائيلية إصابة ستة جنود إسرائيليين بسبب سقوط مسيّرة أطلقت من لبنان في اتجاه الجليل الغربي .
نصرالله
أما أبرز ما تضمنته كلمة نصرالله، فتمثل في اعتباره أن “إسرائيل ليست ضعيفة، لكنها لم تعد قوية كما كانت، والدليل أن أميركا وفرنسا وبريطانيا وبعض الدول العربية دافعوا عن إسرائيل خلال الهجوم الإيراني في نيسان (أبريل) الماضي”. وأشار إلى أن “مسيّراتنا وصلت إلى شرق عكّا في قمّة استنفار الدفاع الجوي الإسرائيلي وأن إسرائيل كلها تقف على رجل ونصف”.
ورأى أن اغتيال إسماعيل هنية في إيران وفؤاد شكر في الضاحية “انجازان إسرائيليان لكنهما ليسا نصراً إسرائيلياً، وهذا لا يعني انتهاء الحرب أو حسمها”. ودعا نصرالله “جبهات الإسناد في اليمن والعراق إلى مواصلة العمل كما واصلناه سوياً في الأشهر الماضية”.
أما وبالنسبة لإيران، فإن نصرالله اعتبر أن “إيران مُلزمة أن تُقاتل بعد اغتيال هنية لكن ليس المطلوب منها الدخول في قتال دائم”. وتوجّه إلى اللبنانيين، وقال: “ما يحصل اليوم يرسم مصير المنطقة، والبعض يخاف من انتصار المقاومة لكنهم يجب أن يخافوا في حال انتصرت إسرائيل”، مؤكداً أن “المقاومة ليست في وارد توظيف أي انتصار على إسرائيل في الداخل السياسي”.
وأكّد أن “إيران سترد على اغتيال هنية و”حزب الله” سيرد على اغتيال شكر والحوثيون سيردون على قصف الحُديدة، وإسرائيل تنتظر وتترقب بضياع”. وأشار نصرالله إلى أن “الانتظار الإسرائيلي للرد هو جزء من الرد والعقاب لأن المعركة نفسية ومعنوية وعسكرية”، لافتاً إلى أن “حالة الانتظار جزء من المعركة وتترك ظلالاً كبيرة على إسرائيل، ومثال على ذلك الإخلاءات الحاصلة في الشمال”.
ووجّه تهديداً للمؤسسات الاقتصادية في شمال إسرائيل، ولفت إلى أن “المصانع الإسرائيلية في الشمال، والتي تبلغ تكلفتها أكثر من 130 مليار دولار، بروحوا بنص ساعة”. وأضاف: “لو كان مشروع نتنياهو الحرب مع لبنان لكان ذهب إلى حرب مع لبنان”.
وشدّد نصرالله على أن “ردّنا آتٍ، وحدنا أو مع المحور، قد نرد جميعاً سوياً أو كل طرف وحده، ولا يُمكن أياً تكن العواقب أن تمر المقاومة على الاغتيالات هكذا”.
وفي ختام خطابه، أكد أن “الرد سيكون قوياً ومؤثراً وفاعلاً وبيننا وبين إسرائيل الأيام وننتظر الميدان”.
الموقف الحكومي
وسط هذه الاجواء المقلقة، جدّد رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي مطالبة المجتمع الدولي “بوقف الاعتداءات والتهديدات الاسرائيلية على لبنان تمهيداً لإرساء حلّ يرتكز على التطبيق الكامل للقرار الدولي الرقم 1701”. وأكد أن “سلسلة الاتصالات واللقاءات الديبلوماسية التي أجريتها بالأمس ساعدت في تكوين القناعة لدى اصدقاء لبنان بضرورة الضغط على إسرائيل لعدم الانزلاق بالأوضاع إلى ما لا يمكن توقع نتائجه وتداعياته، وهذا الضغط مستمر ونأمل أن يفضي الى نتائج مرضية في اسرع وقت”. وتابع “أن التهديدات الإسرائيلية ضد لبنان تندرج في اطار الحرب النفسية على اللبنانيين، ولكنّ المؤسف أن البعض يساهم في هذه الحرب عبر الحديث عن مواعيد للاعتداءات وتبرير اهدافها، فيما الجميع يعلمون أن مفتاح الحل يقضي بوقف اطلاق النار والاعتداءات الإسرائيلية، إضافة إلى وقف العدوان على الشعب الفلسطيني واعطائه حقوقه المشروعة”.
وأضاف: “اتصالاتنا مستمرة ولن نوفّر اي جهد يؤدي الى وقف العدوان والتهديدات الإسرائيلية وإعادة الاستقرار إلى لبنان، كما أن الاجهزة الحكومية المعنية تواصل عملها الميداني في مختلف المجالات لمواكبة كل التطورات. أما الانتقادات المجانية التي يحلو للبعض تردادها، فلا نحن، ولا الشعب القلق، في وارد اعطائها أي أهمية، لأن المطلوب في هذا الوقت الدقيق أن نهتم بما يخفف معاناة اللبنانيين وهواجسهم، لا تأجيج السجالات العقيمة”.
من جانبه، أكد وزير الخارجيّة عبدالله بوحبيب، في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره المصري بدر عبد العاطي عقب اجتماعهما الثنائي في مقر وزارة الخارجيّة المصريّة في القاهرة “أنّ التصعيد الإسرائيلي الأخير في المنطقة يُقوّض الاتصالات والجهود التي تبذلها مصر للتهدئة، ويضرب بعرض الحائط مبادرة الرئيس الأميركي جو بايدن لوقف إطلاق النار وقرار مجلس الأمن الرقم 2735 الذي تبنّى هذه المبادرة، ويعكس نيّات إسرائيل بإطالة أمد الحرب وتوسيع رقعة الصراع”.
وحذّر من “أنّ توسّع رقعة الحرب أصبح جديًا في حال لم يتحرّك المجتمع الدولي والدول المعنيّة بشكلٍ فوري وفاعل لوقف جرائم الحرب التي ترتكبها إسرائيل”. وأشاد بالاتصالات التي تجريها مصر مع مختلف الأطراف المعنيّة لاحتواء التصعيد، معربًا عن “أمل لبنان في مواصلة مصر دعمها له خلال المرحلة المُقبلة، خصوصًا في ما يتعلّق بتأمين دعم عربي للبنان جرّاء النيّات والخطط العدوانيّة الإسرائيليّة لتوسيع رقعة الحرب، وسعيه للتنفيذ الكامل لقرار مجلس الأمن الرقم 1701، وانسحاب إسرائيل من الأراضي اللبنانيّة المُحتلّة ووقف خروقاتها للسيادة اللبنانيّة”.
====
(النهار)