إيران: نسعى لإرساء الإستقرار… وبلينكن لـ”السبع”: الردّ اليوم
إتصالات ولقاءات في السراي والخارجية للجم التوتر والتصعيد
ليس مشهد هلع اللبنانيين جراء الانفجارات العنيفة التي هزت العاصمة والجوار ظهراً لاعتقادهم ان اسرائيل بدأت الحرب او استهدفت بغارات مواقع جديدة في بيروت او ضاحيتها الجنوبية، قبل ان يصلهم الخبر اليقين لاحقا بأنه مجرد خرق لجدار الصوت، سوى عينّة مما قد تكون عليه احوالهم ،إن نفذ حزب الله وراعيته الاقليمية طهران رداً “غير منضبط” على اسرائيل انتقاما لاغتيال ثلاثة قادة من المحور في خلال 24 ساعة. حال الترقب والانتظار التي يقبع في ظلها لبنان وشعبه، او من تبقى منه هنا نتيجة مغادرة المغتربين جميعهم ممن حضروا لتمضية العطلة الصيفية في ربوع الوطن، وشريحة واسعة ممن قرروا المغادرة خوفا من الحرب، أتلفت ما تبقى لديه من أعصاب بعدما انهكتها الازمات المتلاحقة منذ اكثر من خمس سنوات.
وفي وقت يترقب لبنان والعالم رد ايران وحزب الله، عشية كلمة مرتقبة للامين العام للحزب السيد حسن نصرالله غدا في اسبوع القيادي في الحزب فؤاد شكر، الاتصالات مستمرة لتلافي التصعيد الكبير في وقت التصعيد العسكري الاسرائيلي لبنانيا مستمر.
قصف وغارات: اليوم وفي الميدانيات، خرق الطيران الحربي الاسرائيلي جدار الصوت بشكل عنيف فوق الجنوب وبيروت محدثا دوي انفجار هائل. واستأنف “حزب الله” عمليّاته باكراً بعد سقوط عنصرَين له بالأمس في غارة إسرائيلية على بلدة حولا. وفي أولى عمليّاته شنّ هجوماً جوياً بِسربٍ من المسيّرات الإنقضاضية على مقر قيادة الفرقة 91 المُستحدَث في ثكنة إيليت، مُستهدفاً أماكن تموضع واستقرار ضباطها وجنودها وأصابها بشكلٍ مباشر، وأوقع فيهم عدداً من القتلى والجرحى”. واعلن ايضا انه استهدف “عند الساعة (8:15) من صباح اليوم موقع المالكية بِمسيرة هجومية إنقضاضية فأصابت أهدافها بِدقة”. وردت إسرائيل باستهداف مسيّرة محيط الجبانة قرب الساحة في بلدة ميس الجبل، مما أدى الى سقوط قتيلين ووقوع عدد من الاصابات، تم نقلها الى مستشفى تبنين. وفي وقت لاحق، نعت جمعية كشافة الرسالة الإسلامية الشهيد محمد فوزي حمادي (أبو زينب) وهو مسعف في الدفاع المدني من بلدة ميس الجبل مواليد 12-10-1982، مشيرة إلى انه استشهد أثناء قيامه بواجبه الوطني والانساني دفاعا عن لبنان والجنوب. كما نعى حزب الله علي غالب شقير “جهاد” مواليد عام ١٩٩٦ من بلدة ميس الجبل في جنوب لبنان، والذي ارتقى شهيداً على طريق القدس. بعد الظهر، اغار الطيران المسير بصاروخين على منطقة درب الحورات في ميس الجبل.. واغار الجيش الاسرائيلي على رب تلاتين، وتعقيبا، صدر عن مركز عمليات طوارئ الصحة العامة التابع لوزارة الصحة العامة بيان أعلن ان الغارة العدوة التي وقعت في البلدة أدت إلى جرح شخص نقل إلى المستشفى وحالته مستقرة. واعلن الحزب انه استهدف ثكنة زرعيت بالقذائف المدفعية. ايضا اعلن انه استهدف موقع رأس الناقورة البحري بالقذائف المدفعية الثقيلة.
ميقاتي: في المواكبة السياسية للتطورات، تلقى رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي اتصالا من وزيرة خارجية كندا ميلاني جولي جرى في خلاله البحث في الوضع في لبنان والتطورات في المنطقة. وكان تشديد على ضرورة وقف التصعيد واللجوء الى الحلول السلمية وتطبيق القرارات الدولية وفي مقدمها القرار 1701. وكان رئيس الحكومة عقد سلسلة لقاءات واجتماعات في السراي. وفي هذا الاطار، إستقبل الرئيس ميقاتي سفير سلوفاكيا ماريك فارغا في لبنان في زيارة وداعية. كما التقى سفيرة لبنان في سويسرا رولا نور الدين.
بوحبيب: ايضا، بحث وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الاعمال الدكتور عبدالله بوحبيب في الاوضاع والتطورات في لبنان والمنطقة ، مع كل من المنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان جينين هينيس- بلاسخارت، وسفير اسبانيا لدى لبنان هيسوس سانتوس اغوادو. كما التقى بوحبيب سفير بلجيكا الجديد لدى لبنان آرنو باولز في زيارة بروتوكولية . ومن زوار الوزير بوحبيب الممثل الجديد لبرنامج الأغذية العالمي (WFP) في لبنان ماثيو هولينغورث.
اشعر بالقلق: من جهته، علق مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان فولكر تورك بشأن خطر اندلاع صراع أوسع نطاقاً في الشرق الأوسط. وقال في بيان وزعه مكتب الامم المتحدة في بيروت “أشعر بقلق عميق إزاء الخطر المتزايد لاندلاع صراع أوسع نطاقاً في الشرق الأوسط، وأناشد جميع الأطراف، إلى جانب الدول ذات النفوذ التحرك بشكل عاجل لتهدئة الوضع الذي أصبح خطيراً للغاية”. وشدد على”وجوب أن تكون حقوق الإنسان، وأولاً وقبل كل شيء حماية المدنيين، على رأس الأولويات”. وقال “لقد تحمّل المدنيون، ومعظمهم من النساء والأطفال، خلال الأشهر العشرة الماضية ألماً ومعاناة لا يطاقان نتيجة للقنابل والأسلحة. وطالب بـ”بذل كل جهد”، وقال”أعني كل شيء ممكن، لتجنب تفاقم هذا الوضع إلى الهاوية التي لن تؤدي إلّا إلى عواقب أكثر فظاعة على المدنيين”.
القطاع الطبي: ليس بعيدا، تسلم وزير الصحة في حكومة تصريف الأعمال فراس الأبيض، شحنة مساعدات طارئة، مقدمة من “منظمة الصحة العالمية” للبنان بزنة “32 طنا من المستلزمات الطبية والأدوية المخصصة لمعالجة إصابات الحرب”، في إطار رفع جهوزية القطاع الصحي لمواجهة أي تصعيد محتمل في العدوان الإسرائيلي على لبنان، في حضور ممثل منظمة الصحة العالمية في لبنان عبد الناصر أبو بكر. تزامنا، أشار الأبيض في حديث صحافي الى أن “الاستعداد هو جزء أساسي نقوم به من أجل أن نكون حاضرين وهو أمر طبيعي ينمّ عن قيامنا بواجباتنا تجاه مجتمعنا”. في غضون ذلك، أكد نقيب أصحاب المستشفيات الخاصة سليمان هارون أنه رفع مخزون المستلزمات الطبية قدر الامكانات المادية، بما يكفي لحوالي ثلاثة أشهر في حال توسع الحرب بصورة كلاسيكية على غرار العام 2006، قائلاً: “طالما أن لا قصف على المستشفيات، فعلى المدى القصير نحن قادرون على الصمود، ولكن لا أمل في نجاح أي خطة طوارئ إذا كانت الحرب مشابهة للوحشية التي تحصل في غزة”.
غادروا: في الاثناء، دعت عدد من الدول الأجنبية والعربية رعاياها إلى مغادرة الأراضي اللبنانية على الفور وسط تصاعد التوتر بين “حزب الله” والجيش الإسرائيلي، ورد تل أبيب المرتقب. في السياق، حثت الخارجية اليابانية رعاياها في لبنان على المغادرة. كذلك، دعت تركيا مواطنيها إلى مغادرة لبنان.
لا رسائل: وسط هذه الاجواء، اكد المتحدث باسم الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني في مؤتمر صحافي ان “ايران لا تسعى إلى تصعيد التوتر في المنطقة، وقد بذلت كل جهودها لوقف آلة الحرب الإسرائيلية واستعادة الاستقرار في المنطقة”. وقال ” من المؤسف أن هذا الكيان الصهيوني الذي استجاب بشكل سلبي لجهود جميع الأطراف التي أرادت العودة إلى الاستقرار، وقام بأعمال وعمليات استفزازية أخرى، بما في ذلك الإرهاب العابر للحدود في لبنان وسوريا وإيران وغيرها من البلدان، وعرض الأمن في المنطقة للخطر”. واشار الى انه “إذا استخدمت إيران حقها في معاقبة الكيان، فإن ذلك يهدف إلى إرساء الاستقرار في المنطقة. ولو عملت أميركا وفق مسؤوليتها الأخلاقية، لما شهدنا هذا المستوى من خطر عدم الاستقرار في المنطقة”. واوضح ان” إيران لا تسعى إلى زيادة التوتر فحسب، بل تسعى أيضا إلى إرساء الاستقرار، ولكنها تعتقد أن الاستقرار سيتحقق بمعاقبة المعتدي”. ونفى كنعاني توجيه أي رسالة إلى تل أبيب عبر وزير خارجية مصر، أو وصول وفد أميركي إلى طهران لبحث رد إيران المتوقع على إسرائيل بعد اغتيال إسماعيل هنية. وقال ” لا حاجة لتلقي أي رسائل من الجانب الأميركي بشأن الرد الإيراني المحتمل على إسرائيل”. وعلق على الأخبار التي تتحدث عن توجيه طهران رسالة إلى تل أبيب عبر وزير الخارجية المصري، قائلا: “لسنا بحاجة لإرسال رسالة إلى أي طرف أو نظام لا نعتبر هويته شرعية”. وأضاف كنعاني: “يجب على واشنطن القيام بواجباتها واستخدام قوتها لوقف إسرائيل..إن النظام الصهيوني لا يقوم بأية مغامرات دون الحصول على الضوء الأخضر من الولايات المتحدة”. وأردف: “المعلومات تفيد بأن الحكومة الأميركية بكامل طاقتها – الشريك الأصيل للكيان الصهيوني، والطرف المسؤول عن تصعيد التوتر في المنطقة هو إسرائيل وبدعم مباشر وغير محدود من الولايات المتحدة”. وحول ما نشرته صحيفة عربية عن “زيارة وفد أميركي إلى إيران” وعقد مشاورات مع سلطات طهران بشأن اغتيال إسماعيل هنية قال كنعاني: “بعض هذه الأخبار لا تستحق حتى الإنكار”. وأضاف “أي معلومات في هذا المجال هي مسؤولية المجلس الأعلى للأمن القومي، ولكن كما ذكرت فإن هذا الموضوع لا يستحق حتى الإنكار وهو خبر لا أساس له من الصحة”.
اليوم؟ في الغضون، أبلغ وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن وزراء خارجية دول مجموعة السبع أن هجوم إيران و”حزب الله” على إسرائيل قد يبدأ يوم الاثنين، حسبما أفاد موقع “أكسيوس” الإخباري. وذكر التقرير نقلا عن مصادر لم يسمها أن “بلينكن أبلغ نظراءه في مجموعة السبع أن هجوم إيران وحزب الله على إسرائيل قد يبدأ اليوم الاثنين”. وأشارت المصادر لـ “أكسيوس” إلى أن بلينكن قال إن “الولايات المتحدة تعتقد أن إيران وحزب الله سينتقمان، لكن ليس من الواضح بعد ما هو الشكل الذي سيتخذه الانتقام”. وفي الوقت نفسه، أوضح بلينكن بحسب المصادر، أن الولايات المتحدة لا تعرف التوقيت الدقيق للهجوم المحتمل، لكنه أكد أنه قد يبدأ خلال 24-48 ساعة المقبلة. وأشار “أكسيوس” إلى أن بلينكن أبلغ وزراء خارجية مجموعة السبع أن زيادة عدد القوات الأميركية في المنطقة تستهدف “أغراضاً دفاعية بحتة”.
تطهير صفوفهما: في الغضون، كتب عضو تكتل الجمهورية القوية النائب غياث يزبك عبر اكس: بدلاً من جر لبنان والمنطقة الى حرب عبثية مدمرة بحجة الانتقام من اسرائيل، أحرى بإيران وحزب الله الانتقام منها عبر تطهير صفوفهما من عملائها. إن حرمانها وشاتَها و عيونهَا وآذانها واذرعها في غُرَف القيادة والنوم اشد وافعل. ضَرْب الأذيال لا يقتل الأفاعي بل ضَرْب رؤوسها.
(المركزية)