أحيا أهالي ضحايا إنفحار مرفأ بيروت والمئات من اللبنانيين، الذكرى الرابعة على وقوع التفجير في 4 آب 2020، وذلك في تجمع مركزي أقيم عند تمثال المغترب، مقابل إهراءات مرفأ بيروت، والذي سبقه مسيرتان انطلقتا من مركز فوج إطفاء بيروت في الكرنتينا ومن ساحة الشهداء في وسط بيروت، بمشاركة عدد من النواب والسياسيين وممثلي الاحزاب والجمعيات الاهلية اللبنانية بالاضافة الى اهالي الضحايا ومئات المواطنين، الذين رفعوا الاعلام اللبنانية وصور الضحايا والشعارات التي تطالب باستكمال التحقيق والكشف عن المتورطين والمتسببين بالجريمة.
وبدأت الجموع بالاحتشاد في نقطتي مركز فوج إطفاء بيروت في الكرنتينا وفي ساحة الشهداء في وسط بيروت، استعدادا للانطلاق بمسيرة واحدة، تلتقي عند تمثال المغترب أمام مرفأ بيروت، حيث سيقام احتفال مركزي سيتم فيه تعداد أسماء الشهداء وستلقى كلمات في المناسبة.
وحمل المشاركون صور الضحايا ورفعوا الاعلام اللبنانية والشعارات المطالبة بتحقيق العدالة وبمحاسبة المسؤولين عن ذلك الانفجار.
ومن مركز فوج الاطفاء، اعلنت ممثلة الامين العام للامم المتحدة جينين هينيس انها تقف الى جانب اهالي الضحايا الذين يطالبون بموقف واضح منذ حوالى 4 سنوات وبأنها موجودة اليوم لتؤكد تضامن الامم المتحدة معهم، وبأن العدالة يجب ان تتحقق.
وعن كيفية تحقيق تلك العدالة اجابت: “نتحدث بهذا الامر لاحقا، لكنني اؤكد ان العدالة يجب ان تتحقق”.
اما عضو تكتل “الجمهورية القوية” النائب جورج عقيص، فكشف ان وفدا من التكتل سيزور ممثلة الامين العام للامم المتحدة عند الثالثة من بعد ظهر الاربعاء المقبل للتحدث معها في امور كثيرة، على رأسها التحقيق في انفجار 4 آب لوضعها في اجواء جميع العرائض والمعطيات التي قدمها التكتل منذ الايام الاولى لوقوع الانفجار.
ومن فوج الاطفاء، تلا ممثل عن اهالي الضحايا قسمهم بمتابعة ملف ابنائهم حتى تحقيق العدالة حتى النفس الاخير.
كما انطلقت المسيرة التي تضم مئات المتظاهرين من ساحة الشهداء في وسط بيروت، متجهة نحو تمثال المغترب، تقدمها إكليل زهر كبير عن ارواح الضحايا، فيما رفعت الاعلام اللبنانية وصور الشهداء واللافتات المطالبة بإحقاق العدالة وكشف الحقيقة.
وفي فوج اطفاء بيروت، استعد المشاركون في التظاهرة للانطلاق نحو نقطة تمثال المغترب، رافعين علما لبنانيا ضخما، أنشىء منذ سنتين، ويحمل تواقيع المئات من المواطنين المطالبين بكشف حقيقة جريمة تفجير مرفأ بيروت.
وانطلقت المسيرة من مركز فوج اطفاء بيروت، تقدمتها آليتان تابعتان للفوج ترفعان الاعلام اللبنانية الملطخة باللون الاحمر، تعبيرا عن الدماء التي ازهقت في 4 آب، وبمشاركة عدد من النواب الى جانب اهالي ضحايا فوج اطفاء بيروت، الذين رفعوا صور ابنائهم.
وبعد وصول المسيرتين الى نقطة تمثال المغترب، حيث التجمع المركزي، تليت أسماء الضحايا ترافق مع تصفيق المشاركين عند ذكر كل إسم، كما أعاد أهالي الضحايا تلاوة القسم الذي يؤكد استمرار تحركاتهم الساعية للوصول الى الحقيقة ومحاسبة كل المتورطين والمتسببين بالتفجير.
وعند الساعة السادسة و7 دقائق، التي تمثل توقيت وقوع التفجير، بث الآذان مترافقا مع اصوات اجراس الكنائس، وسط صمت تام من المشاركين الذين بدا على معظمهم علامات الحزن والأسى، وأطلقت البواخر الراسية في مرفأ بيروت، عند السادسة والسبع دقائق صافراتها في ذكرى إنفجار الرابع من آب.
وبدأت بعدها الكلمات التي استهلت بتلاوة اسماء عدد من السياسيين ورجال القضاء اللبنانيين الذين يعتبرهم أهالي الضحايا من معرقلي سير التحقيقات في انفجار المرفأ.
وتركزت الكلمات على ضرورة استكمال التحقيق وصدور القرار الظني وتسمية من تسببوا بالانفجار، معتبرة ان الجريمة الثانية من بعد جريمة 4 آب هي عرقلة التحقيق.
كما طالبت مدعي عام التمييز القاضي غسان عويدات بالتراجع عن القرارات التي صدرت عن سلفه غسان عويدات، وان يسمح للضابطة العدلية بأن تقوم بعملها وان يستكمل القاضي طارق البيطار تحقيقاته.
ووجهت والدة الضحية الياس خوري كلمة باللغة الانكليزية الى سفراء بعض الدول التي سقط لها ضحايا بين قتلى وجرحى في انفجار المرفأ، فدعتهم الى الضغط باتجاه استكمال التحقيق من اجل رعاياهم، الذين سقطوا في 4 آب ولاحقاق العدالة لهم، ودعتهم الى مساعدة اهالي الضحايا اللبنانيين من اجل تحقيق تلك العدالة، معتبرة ان المسؤولين اللبنانيين يسعون بعد 4 سنوات على الجريمة، الى طمس الحقيقة والغاء الملف.
اما والد الضحية الطفلة الكسندرا نجار، فأكد ان حشد اليوم يؤكد استمرار قضيتهم، مؤكدا استمرار اهالي الضحايا ببذل قصارى جهدهم والضغط حتى جلب العدالة التي هي حق لهم، وسيستمرون بالنضال بشكل يومي من اجل دماء ابنائهم في وجه معرقلي التحقيق والعدالة.
نون: كما انتقد وليام نون، شقيق الضحية جو نون، إزدواجية المعايير بين غزة وبيروت، حيث تم دعم غزة فيما لم يتم دعم قضية انفجار مرفأ بيروت، مؤكدا ان القضاة تعرضوا للتهديد لثنيهم عن استكمال التحقيق.
ورأى نون أنّ العدالة لم تتحقق بعد بسبب أنّ “هناك من يُدعى السيّد حسن، حنون على الجنوب وقاسٍ على بيروت”.
وأضاف: “حنيّة السيد حسن تظهر في غزّة وكماخته تظهر في بيروت”.
وتابع: “نحن لم نشمت يومًا بشهدائكم فلماذا تشمتون بشهدائنا؟”.
حطيط: وعبر أهالي ضحايا انفجار مرفأ بيروت أمام بوابة رقم 3، حيث كان تجمعهم المركزي، عن وجعهم وسخطهم من تمييع ومماطلة التحقيق وعدم تحقيق العدالة في قضية انفجار مرفأ بيروت، من خلال كلمات لعدد منهم.
وكانت الكلمة الرئيسية لرئيس التجمع ابراهيم حطيط، الذي دعا القاضي طارق بيطار إلى التنحي عن القضية ومكتب الادعاء أيضا. ثم قدم ملخصا لما حصل منذ 4 أب 2020 حتى اليوم ،حيث لا أحد في السجون، والملف فارغ والقضاء معطل وانشقاق في الجسم القضائي وشغور في غرف التمييز، بالإضافة إلى ان قاضيين سيحالان آلى التقاعد مما يؤشر إلى مزيد من التعقيد في هذه القضية التي تزيد من الم ومعاناة أهالي الشهداء. كما أكد أن القاضي بيطار أصبح سببا اساسيا في عرقلة هذا الملف، بسبب عدم مهنيته وعدم استدعائه للجميع بدون استثناء، رؤساء جمهورية او حكومة ووزراء ورؤساء أجهزة أمنية وقضائية من تاريخ دخول النيترات إلى المرفأ، والتي تسببت بكارثة، حيث تسبب باتهام نفسه بالتسييس والاستنابية.
ثم وضع اكليلا من الزهر على النصب التذكاري، وتمت قراءة الفاتحة عن أرواح الشهداء والضحايا.
التقدمي يشارك:
وشارك الحزب التقدمي الإشتراكي في إحياء ذكرى تفجير المرفأ ، إلى جانب أهالي الضحايا.
وضم وفد “التقدمي” المشارك عضو كتلة “اللقاء الديمقراطي” النائب فيصل الصايغ وأمين عام منظمة الشباب التقدمي عجاج أبي رافع ومجموعة من أعضاء “التقدمي” والمنظمة.
مواقف منددة:
وفي المواقف، أكد النائب نديم الجميّل في حديث لـ”mtv”أن أملنا كبير في أن يقوم لبنان من جديد والعدالة لا تتحقّق إذا لم يتحرّر البلد”، مشيرا إلى أننا “تحت رهينة حزب أدخل النيترات إلى لبنان وسنستمرّ في مواجهته”.
وفي حديث لـ”صوت لبنان 100.5″، قال: ” نريد الحقيقة ولمن يمنعنا احد من الوصول اليها ويجب ان نحرر بلدنا من الاحتلال”.
وبدوره، قال النائب غسان حاصباني : “تفجير المرفأ جريمة لن نسكت عنها ونريد الوصول إلى العدالة بتحقيق ومحاسبة كاملة”.
ومن جانبه، أشار النائب ميشال دويهي إلى أنه على المدعي العام الجديد إطلاق يد القاضي البيطار ليتمكّن من إصدار القرار الظني”، لافتا إلى أن استعادة لبنان تكون بانتخاب رئيس للجمهورية.
أما النائب وضاح الصادق فقال للـ”lbci” :”الذي يعرقل المحاكمة هو متهم وفي ملف 4 آب راقبوا من يعرقل تعرفون من المتهم ولتُزال الحصانة عنّا جميعًا”.
وبدوره، أشار النائب ميشال معوّض إلى أن المطلوب المزيد من الجهد والعزم في ملف 4 آب وبالـ”مفرَّق” سنبقى في تشتت”، لافتا إلى أنه حان الوقت لتضافر القوى لاسقاط السطلة المهيمنة على الدولة وأتحدث عن حزب الله.
وقد نظمت جمعية أهالي ضحايا انفجار مرفأ بيروت عند الرابعة من عصر اليوم تجمعا في فوج الإطفاء في الكرنتينا وآخر في ساحة الشهداء، تمهيدا لإطلاق مسيرتين باتجاه المرفأ، للتذكير بأن “العدالة لم تتحقق ابدا في ظل عراقيل وعقبات عديدة ومتعمدة تقف في وجه التحقيق منذ 4 سنوات حتى الآن”.
وحمل المشاركون صور الضحايا ورفعوا الاعلام اللبنانية والشعارات المطالبة بتحقيق العدالة ومحاسبة المسؤولين عن ذلك الانفجار.
وهذه الذكرى اليوم تأتي بعنوان” الناس في وجه المجرمين، مستمرون لتحقيق العدالة”.