حبيب شلوق*
تضاعفت التكهنات في الفترة الأخيرة بإمكان توجيه إسرائيل ضربة للبنان، مما يشعل الحرب في المنطقة، ولكن الضربة الإسرائيلية التي يُحكى أنها ردٌ على قصف مجدل شمس الذي اتهمت اسرائيل “حزب الله” به، إلا أن كل المعلومات تشير إلى أن قصف مجدل شمس كان القشة التي قصمت ظهر البعير.
فالوضع في الجنوب أكبر من تصعيد من هنا وتصعيد من هناك، بل أكبر بكثير من قذيفة من هنا وقذيفة من هناك، إنما هو مجموعة تراكمات قابلة في كل لحظة للإنفجار.
وفي معلومات ديبلوماسية أن الحل الوحيد للوضع في الجنوب هو تطبيق القرار 1701 مع تنفيذ الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة أي تدابير ردعية، ونشر الجيش اللبناني تؤازره قوات “اليونيفيل”، على الحدود، وهذه المرة ليست ككل مرة، لأن أي خلل يمكن أن يفجّر الوضع مجدداً.
والسؤال الذي يُطرح هل يمكن ترك الوضع في الجنوب قابلاً للإنفجار كل سنة أو سنتين، أم ينبغي إيجاد حل نهائي، يقضي بتفاهم بين اسرائيل و”حزب الله”، ينهي الإقتتال ويفضي إلى تفاهم على غرار التفاهم البحري بينهما ــ الذي جرّ الحكومة اللبنانية إلى موافقة لم توافق عليها، وبعده التفاهم البري المرتقب وطبعاً من دون رأي الحكومة اللبنانية.
وفي اختصار إن الحرب قائمة لا محالة ولا حل من دون تفاهم نهائي من دون مكابرة وإلا فإننا مقبلون على حرب بعد حرب…
وفي انتظار ضربة تحفظ ماء الوجه لإسرائيل، ونأمل في ألا تكون مؤلمة للبنان، كل الأبواب مفتوحة على كل الإحتمالات، وعسى الجهود الدولية تنجح في تحييد مطار بيروت والعاصمة والمناطق الآهلة عن أي أذى.
*صحافي مخضرم رافق البطريرك مار نصرااله صفير في كل أسفاره خارج لبنان حاملًا القضية اللبنانية وركيزتها السيادة والحرية والإستقلال. عمل في العديد من الصحف اللبنانية ووكالات الأنباء وكان مراسلًا لإذاعة الفاتيكان ومديرًا مسؤولًا لجريدة “النهار” ومناضلًا نقابيًا لعقود من الزمن إلى جانب النقيب التاريخي لنقاية محرري الصحافة اللبنانية ملحم كرم.