علي يوسف
ما ورد في خطاب نتنياهو امام الكونغرس الاميركي هو اشبه بحفلة تنكرية للواقع والفكر والسياسة …واذا كان من انطباع حول طريقة عرض الاكاذيب والألاعيب والتشاطر والتذاكي من قبل نتنياهو وبغض النظر عن المضامين بمكن الاشارة الى انطباعين : الاول وجود حركة نمطية اشبه بألاعيب السيرك وكأنك امام سعدان بتراقص في السيرك الاميركي ويصفق له الحضور في كل خطوة كلامية مع علمهم ان كل مايشاهدونه مرسوم للمناسبة ….والثاني ان الدولة العميقة في الولايات المتحدة تحولت الى مجموعة مافيات تتصارع على نحو هزلي وانحطاطي تحت اعتبار انهم قادرون على فعل اي شيء كون اميركا هي الدولة الاقوى ولا يوجد خصم موازي لها في الحاضر ولا ولن تخضع لأي حساب وهي التي تملك ادوات المحاسبة والحصار والاخضاع … كان يمكن ان يدفعنا المشهد الهزلي الى الضحك والارتياح لأن عدونا يعيش هذه الانهيار الاخلاقي السباسي بما يمهد لفقدان دوره العالمي الا ان ادراكنا لمدى الاخطار التي تحدق في العالم والزلزال الذي يحدثه انهيار الدول الكبرى وخصوصا اذا كانت الدولة الكبرى هي اميركا التي ما تزال تمسك بمفاصل الاقتصاد الدولي وخصوصا النظام المالي فإننا مضطرون حتى الآن وبالمعطيات الراهنة والبطء الذي يسير به مشروع انشاء نظام دولي موازي الى القول ان المستقبل سيكون مكلفا و نأمل “اللطف فيه “..