ما إن تراجعت حدّة النيران المشتعلة في منشآت ميناء الحديدة في اليمن، والذي استهدفه العدو الإسرائيلي بسلسلة غارات، مساء السبت، رداً على الضربة اليمنية بمُسيّرة في قلب تل أبيب، وما سبقها من ضربات في إطار الإسناد اليمني لقطاع غزة، حتى تلاشت المفاعيل التي أرادتها إسرائيل من الهجوم، وحلّت بدلاً منها أسئلة خطيرة تواجه العدو، من نوع: ما هي الضربة التالية التي سيتلقّاها الكيان من بلد انخرط في مواجهة معه قبل أن ينفّذ عدوانه الأخير، فكيف الحال بعده؟
لعل المواقف المعلنة لدول معنية بالأوضاع في اليمن، تسلط ضوءاً على الخطأ الإسرائيلي بارتكاب هذا العدوان، والتورّط الذي سيؤدي إليه، من مثل الولايات المتحدة والسعودية، إذ أبدت الأولى حيادية مقصودة تجاه الهجوم الذي لا يتماشى مع وتيرة العدوان الأميركي على اليمن، والذي يحكمه غياب الرغبة الأميركية في توسيع الحروب الناشبة على هامش الحرب على غزة ومنها حرب المساندة اليمنية، فيما أبدت الثانية خشية من الآثار المحتملة للهجوم على الحديدة، على استقرار الأوضاع في المنطقة، في موقف بدا أقرب إلى الإدانة غير المباشرة التي تنمّ عن خوف سعودي من انعكاسات ما يجري على أمن المملكة، وإضراره بالمساعي لإنشاء تحالف يضم إسرائيل ودولاً عربية، ولا سيما خليجية، بقيادة الولايات المتحدة.
(الأخبار)