علي يوسف
يعتقد البعض انه عندما يقول ان الدول تعمل على قاعدة المصالح يكون قد اجاب الجواب النهائي الواضح الذي لا يقبل الجدل ..؟؟؟
والحقيقة انه يكون لم يعط اجابة على اي شيء وانما اعطى عنوانا بلا تحديد اي مضمون لا من حيث الموضوع ولا القضية ولا الموقف ولا السياسات ناهيك عن التقييم وعن الرؤية وعن التقدير وعن المفاعيل …
نقول ذلك لأننا ونحن نتحدث عن واقع ما يسمى العالم العربي والموقف من الكيان الصهيوني الغاصب ومن حرب الابادة التي ينفذها ضد الشعب الفلسطيني وعن تققيم المواقف “العربية” والقومية والاقليمية وحتى الدولية يطلع عليك من يسارع الى القول ان الدول تتصرف على قاعدة المصالح … ويقول ذلك ليبرر لدول تسمى عربية كونها ناطقة باللغة العربية دخولها على الحرب الدائرة حاليا بين الكيان الصهيوني وبين الشعب الفلسطيني ومحور المقاومة كصامتة او كصادرة لبيانات استنكار للمجازر كأي جمعية موجودة في العالم او كوسيط تحت شعار كاذب هو الحد من الخسائر حفاظا على القضية الفلسطينية … في حين ان المواقف الفعلية لهذين الفريقين اي صادر بيانات الاستنكار او الوسيط هو السكوت عن الابادة الجماعية التي يمارسها الكيان الصهيوني بل وتشجيع الاستسلام الفلسطيني ليس فقط من باب الانصياع للمعلم الاميركي بل ايضا من باب التخلص من هذه القضية التي اجبرتهم في اوقات سابقة على دفع اثمان وتضحيات باتوا غير راغبين بتحملها مرة اخرى بل ويمكن استبدال تبعاتها في ما يتعلق بسيدهم الاميركي بكسب رضى هذا السيد وكسب فتات السلطة الشكلية غير السيادية التي يؤمنها لهم واستبدال ما يعتبرونها شعارات مثل الكرامة والعدالة والانسانية والضمير و المسؤولية الاخلاقية والدينية وحتى المصلحة الاستراتيجية بحفلات الترفيه وجني الاموال على قاعدة ” ان الانسان يعيش مرة واحدة واذا كان هناك من مسؤولية فلتتحملها الاجيال القادمة …”
ويتم الترويج لهذا الفكر من باب المصالح كون مصالح هذه الدول هي مع الغرب وهي تطمح لتكون امتدادا للغرب المتطور بدل الاتجاه @ نحو الشرق “المتخلف “…
وبغض النظر عن هذه الجج الكاريكاتورية الضاحكة يجب التوقف عند نقاط يجب حسمها :
١- لا وجود لعالم عربي حاول الزعيم الراحل جمال عبد الناصر ايجاده وفشل بوجود ما كان يسميها “رجعية عربية “متأصلة في التبعية والعمالة وعصية على التحرر ..
٢- الدول الناطقة بالعربية وان كانت تنتمي بغالبيتها الساحقة الى الدين الاسلامي الا ان معظم مسؤوليها الذين يصلون الى السلطة او يحافظون على سلطتهم بسبب تبعيتهم وولائهم الى الغرب وهم ينصاعون لاوامره وارادته …
٣- فرض الغرب على مسؤولي معظم الدول المسماة عربية عدم وجود حد ادنى للاخلاقية في التعامل البيني بين هذه الدول وعدم الثقة فانعدمت اتفاقات الحد الادنى من العلاقات بين معظم الدول وحتى المتجاورة منها وارتسمت في جميع العلاقات ملامح الحذر من “الخيانة” في التعامل على طريقة وصف الن الرومي للأحدب حين قال : فكأنما صفعت قفاه مرة واحسّ ثانية لها فتجمعّ…
٤- كل ما يحكى في القمم العربية عن “التزام القضايا العربية والعاون العربي والتزام القضية الفلسطينية ” هي من الكذب السياسي على الجماهير العربية وهذا ما جعل بينات القمم العربية نسخا تكرارية لمواقف وهمية ..
٥- يسعى معظم الاعلام الرسمي ومعظم الاعلام غير الرسمي والذي يتم تمويله من معتمد تمويل تشويه الفكر العربي المعروف ..يعمد الى تشويه مواقف المقاومة الفلسطينية وكل محور المقاومة وحتى كل المواقف الدولية المؤيدة للحقوق الفلسطينية ويروّج للتطبيع مع العدو انطلاقا من ما يطلق عليه “نظرة واقعية ومن منطلق المصالح والتطور “….
٦- ان اي كلام عن الرغبة في علاقة استراتيجية مع الغرب يعني عمليا الرغبة في العلاقة الاستراتيجية مع الكيان الصهيوني كونه القاعدة المتقدمة للغرب على مستوى القوة العسكرية وهو الشرطي الذي يكفل فعليا وبثقة مطلقة المصالح الغربية في المنطقة ويشكل الموقف منه المقياس الفعلي لمدى الخضوع للرغبات الغربية ….
٧- ان اي كلام عن ان التطبيع مع الكيان الصهيوني هو جزء من الامتداد للغرب هو كلام وهمي وادعائي وكاذب لأن الامتداد الوحيد للغرب في المنطقة هو الكيان الصهيوني وان كل العلاقات بالنسبة للدول الاخرى هي علاقات تبعية وكل تقارب يفترض تعزيز التبعية والانصياع …!!ولعل تجربة تركيا في محاولة انضمامها كدولة للاتحاد الاوروبي خير دليل رغم كونها منضمة الى الحلف الاطلسي كجيش ….!!!؟؟؟
وهذا كله هو سبب اصراري على رفض لغة ومسلمات الشعارات العامة التي ادخلتها اميركا في لغة الحوار والفكر والتي لا تحمل الا الفوضى الفكرية وهذا سبب اصراري على ضرورة تحديد المضامين لتحقيق الوضوح في الوعي وصولا للوضوح في الرؤية وفي المواقف …!!