… ولو كنتُ بهاء الحريري لقلت: الوفاء لسعد ليس جريمة، كما أن المشاركة في لقاءاتي ليست خيانة

جورج سعد

..وفي مقالي الثالث ومع إنتهاء زيارة الشيخ بهاء الحريري إلى لبنان، أكتب متوجهًا الى الشيخ بهاء، الإبن البكر للرئيس الشهيد رفيق الحريري، الذي وبعد إغتيال والده بدأت الجلجلة التي كنّا أعتقدنا أنها انتهت مع مجيء “أبو بهاء” الشيخ إلى لبنان رئيسًا بل زعيمًا كبيرًا، علّم وعمّر وساعد وعمل كل ما بوسعه لإعمار ما هدّمته الحرب اللبنانية، وأعاد إلى الإقتصاد اللبناني بعضًا من إزدهاره.

لو كنتُ الشيخ بهاء الذي أنهى زيارة إلى لبنان وقد تمهّد لعودة نهائية إلى وطنه الأم ليخدمه كما خدمه الوالد الشهيد من ماله وعلاقاته الدولية والعربية، لينهض من جديد ليعود سويسرا الشرق، لأن فيه، في الوطن مقومات كبيرة ومؤهلات كثيرة.

الشيخ بهاء زار مناطق وبلدات عدة والتقى أبناءها أو بعضًا منهم، لأن البعض الآخر الذي لم يلبِ الدعوة أو قاطعها، كان يعتبرها خيانة للرئيس سعد الحريري. فأصّر الشيخ بهاء أن يواصل زياراته ولقاءاته بمن حضر. لأنه يعي تمامًا أن ما يقوم به ليس موجهًا ضدّ الرئيس سعد “الأخ والحبيب”، بل هو محاولة لإعادة لمّ الشمل وعودة الحالة الحريرية إلى ألقها ووهجها، لأن لبنان يعني الكثير لعائلة الحريري، وعودة العافية له كانت همّ الرئيس الشهيد ويمكن أنه أغتيل كي لا يتعافى لبنان.

لذا أقول لو كنتُ الشيخ بهاء لزرت الرئيس سعد في مقر إقامته أو التقيته في باريس أو لندن قبل الإنطلاق إلى لبنان، لأقول له أن الغياب أو التغييب المستمر عن الساحة اللبنانية السياسية والإجتماعية  نقتل به الرئيس الشهيد مرتين. فعليك المبادرة والعودة إلى لبنان لأن محبيك فيه كثُر أم عليك أن تبارك زيارتي الى لبنان وتدعمها، ليكون النجاح حليفها ليس لأجلي، أي لأجل بهاء الحريري، بل لأجل “أبو بهاء” ليكون مرتاحًا حيث هو ومباركًا تفاهمنا ووحدتنا.

شيخ بهاء كل مَن يقرر العودة إلى لبنان في هذه المرحلة الصعبة من تاريخه نعتبرها بطولة و”مرجلة” لكن عن قصد أو عن غير قصد، عن وعي أو عن غير وعي، اعتبر البعض هذه الزيارة “خيانة” للرئيس سعد. وردًا على المشككين بزيارتك وأهدافها ونيّاتك، أقول لك ليتك إنطلقت بعد لقاء أخوي عائلي، لسدّ الطريق أمام كل محاولات إفشال زيارتك.

لو كنتُ الشيخ بهاء، لذهبتُ إلى سعد “الأخ والحبيب” وانطلقت من منزله إلى حيث أريد قاطعًا الطريق أمام كل مَن وضعوا زيارتي في خانة الخيانة، ولذلك كما قرأنا وسمعنا، أن اللقاءات التي أردت أن تريح بها محبي رفيق الحريري، لم تكن بحجم الآمال التي كنتُ أتوقعها.

“مش غلط” شيخ بهاء أن تعيد حساباتك لتنجح في لمّ شمل الحالة الحريرية، ولن أقول تيار الحريري، لأن الحريرية السياسية والإجتماعية هي حالة ممتدة في كل الوطن… وأنت لهذه المهمة قادر ومفتاح النجاح بيدك..

وأخيرًا شيخ بهاء أقول أن الوفاء لسعد ليس جريمة، كما أن المشاركة في لقاءاتك ليست خيانة.